بارت من

رواية بين طيات الورق -1

رواية بين طيات الورق - غرام

رواية بين طيات الورق -1

الكاتبة العمانية
primrose
وكمان الرواية حقيقية حدثت بعمان
اخليكم مع الرواية
وان شاء الله تحوز رضائكم
((( أحرف مطمورة بين طيات الورق )))
((( تمهيد )))
أشرت له باضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن الإهانات والنظرة المزدرية واساليبك القاسية...
قال ببرود: هذا أنا...
تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...
لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...
وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...
دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي..
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب... هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من الخلف وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...
قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهاذاني حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...
.وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....
إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة..صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...
حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...
قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...
ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...
((وهذه البداية)).....
.
.
فتح باب الغرفة .. .وشتت أنظاره فكل بقعة.. .يحاول يختلق لها طيف بكل مكان... يشم من عبير أنفاسها العالقة ... ويحس بالحرارة الباقية على السرير...
سرت رعشة على طول ظهره... وغمض عيونه... يعزي أمل... الغضب طعنه بالتسرع...وبأسمى غايات الندم...اهتز جسمه برعشة خجل... ارتمى على ركبته... يبكي... ومن قال إن من الخجل... الرجل يبكي... هو...(كاذب)...
بعد فترة...
لفت نظره الدفتر الثقيل إلي كان محطوط عالكومدينة... فقرأ أول كلماتها... وعرفها...
سرت شفايفه برقة على مجلد الدفتر.. .ولملم رجوله يقرأ الصفحات ... الذكريات ... المدفونة كلماتها بين نبضات الورق...
.
.
.

الفصل الأول

~~**الذكرى الأولى..**~~

جونو...
عندما ترتعش الأقلام
تتضور أمعاء الكلمات
جوعا في الكتابة
لم نجد سوى أحلام
وبقايا أمنيات
تعانق الحزن بغرابة
..
الأفق تطارده الغيوم
في فضاء طلق
يهرب بعيدا ..ثم بعيدا
في نفس الفلك يحوم
يصاحبه القلق
إذا لا مفر من الغيوم
إن أمطرت الغرق
فألطف بنا يا حي يا قيوم
بعدلك الحق ..
..
لم تكن تنبؤات أو تكهنات
وإنما آيات فاقت على المعجزات
لم تكن السواحل
بالزئير تهذي
وإنما حقيقة مدهشة
أتتنا من المحيط الهندي
أتتنا على هيئة نار باردة
لتلتهم حضارة بالمجد شاردة ..
..
عراك في بحر العرب
وخطر .. إلينا يقترب
إعصار وبرق ورعد
وطوفان يغرق (رأس الحد)
يرشح الدمار والرعب
..
في صخب الموج بقايا أمنيات
حرب مع الطبيعة وتوسلات
أغرقت (مسقط وقريات)
فلم رعب
في قلوبنا يدّب
لم يكن أبطاله ستالوني وتوم كروز
وإنما جونو والطبيعة ولغز
ظهر بعيدا عن الخيال
وعانق الواقع والحقيقة في الحال
..
مسقط الغارقة تحت الطوفان
كلنا في دهشة و حيرة
عندما إلتهمك الإعصار
وضل ينحت في شواطئك
الجميلة بحقد وغيرة
وشرّد أهل الدار
أتتك العاصفة على حين غرّة
على هيئة وحش غدّار
سحق معالمك الغفيرة
واغتصب حسنك البار
آه منك أيها الغضب القادم من الشرق
الساكن في بطن البحار
أتيت بالخوف والدمار
..
الحضارة مسقط
ومسقط الحضارة ..
عزاء لجمالك .. لعنفوانك
وعلى دمار في مجدك هبط
انه الماء
أتت به الريح
وغضب السماء
الماء الذي من دونه لا حياة
والماء بسببه يفتك بالحياة
غضب السماء
أتى بقسوة مظلمة
بيوت محطمة
والأخرى مبهمة
تحت المياه غارقة ومهشّمة
أشجار سحقها الإعصار
ومركبات التهمتها الأخطار
جثث ابتلعها
الطين والرمل ..
الطريق موحشة من (مسقط إلى العامرات)
أطفال يبحثون عن زجاجة ماء وبضع تمرات
تائهون بين الأنقاض والمغارات
مقبرة ممتدة وحزن يرافقهم
في الشوارع المكسرة ينافقهم
منظر كالخيال ..
مشاهد و ذهول وسيارات
تسبح في صخب البرك
كأنها حيتان تئن للزواج
الجميع في دهشة
عطش وجوع وتعري
وحنين طائرات
وطن تائه في مغبة الضياع
فوضى وابتهالات
آذان يكبرّ ودعاء
يرتجي رحمة السماء
البيوت غارقة
والمدارس مكتظة
بحزن عظيم وبأس اليم
من الماء ..في الماء
..
هذا .. ما تركه جونو ورحل
ترك وراءه الأسى والدمار
وغادر بتكبر وافتخار
..
غدا ستعود مناطق عمان المتضررة
تلبس حلة العمران بمفخرة
ستعود مثلما كانت شامخة حرة
متزينة بالحلي كالجوهرة
..
شهامة من الشرطة والجنود
والمواطنين جهدهم مشهود
كلهم في عمليات الإنقاذ مشاركين
وبأرواحهم مخاطرين
لتقديم المساعدات بلا حدود
هم أهل عمان
شجاعة وجود
من أصل الشهامة والصمود
في المخاطر وللمواقف أصحاب رسالة
يمشون على نهج قائدهم
ذوي بسالة
كرم وجراءة وقلب ودود
هنيئا لكِ بهم يا عمان
فلن يهزّكِ الطوفان ..
ستظلين دوما محفوفة بالأمان
و برعاية الرحمن
..
(((للأمانة منقول....لابوالحسام - 9/6/2007م)))
.

.
((يتبع))
الأحد.. .
بعد خمس أيام من أحداث إعصار جونو...
10-6-2007...
تنهدت برجفة خوف... ما كنت مصدقة أبد إني في يوم راح أفقد سندي فهالدنيا بهذه الطريقة...
جدي "علي" هو الظهر إلي كنت أحتمي بظله من غدر السنين وقهرها ...من يوم ما أبوي تبرأ مني.. .وأمي تخلت عني... وأنا بنت خمس سنين لأني خرساء وشبه مجنونة ((على قولتهم مضيعة)) .. .رباني جدي على قد قدرته... تربية قروية. ..طرازها قديم... ودرست الأبجدية والكتابة والقرآن على يده... لطوال ١٢ سنة أكتشف جدي أني مو مضيعة ولاني مجنونة.. بس كانت عندي حالة الكبت والنفسية الضعيفة والإنعزال الإجتماعي بسبب مرضي.. .إلي سماه الكل بالجنون... وهذا المنهج ما فيوم نويت أغيره...
شهقة فلتت مني. ..وأنا ألملم رجولي تحت العباية ... وأناظر الأطفال يلعبون ويصارخون بصوتهم العالي... صح الأحوال فهالمدرسة مقلقة بس الحياة البدائية معروفة عندي... شي تربيت منها وعليها...
كانت الحياة صعبة... أيام مرت بدون كهرباء... بدون ماي...وبما إن ( جسر وادي عدي) إلي يربط بين العامرات وروي تهدم ... إنقطعنا كلياً عن العالم الخارجي...كان صعب فالأيام الأولى توصل لنا المساعدات... شباب ورجال وشيوخ مشوا الأميال حتى يوصلوا للطرف الثاني ويطمنوا أهاليهم...ويطالبوا بالمساعدة... الربشة علت وخاصة إن فيه مجموعة تصارخ ودها بماي شرب بارد... أو أكل ياكلونه... والأطفال يتراكضون بالساحات... وناس جالسة عالممرات تتحسر على حالتها وحالة بيوتها إلي الله يعلم بحالها... ومجموعة بنات يشتكوا إنهم تركوا كتبهم بالبيت وإلي أكيد سرت مع الوديان وبعد أسبوع إمتحاناتهم...
وأنا؟!...أنا أمشي وأتحسر على فقدي لجدي... هايمة وخوفي من المستقبل يكبر...و يكبر حتى ضاق صدري ورجعت للصف إلي كان ما فيه إلا فراشي وملابس حصلتها من أيد الخير...لأني خلفت كل شيء بالبيت فلحظة ... وهذا حتى بصعوبة نوصل لهالملجأ...وجا وقت الغداء.. .جاتني حرمة عندها 3 عيال وجلسوا عندي بعد ما أعطتني صحن فيه رز ولحم... كانت هذه الحرمة تسولف لي... ذكرت لي أسمها عزيزة...
عزيزه: شوفت عينك يا بنتي. .. حالتنا ما تسر لا صديق ولا عدو.. .اليوم جت الحكومة مرة ثانية تشوف أحوالنا ...جايبين معهم ثياب وفرش وأغراض ثانية... قالوا بيوزعوها بعد الغدا... الله يعينا بيوتنا تدمرت وأندفنت تحت التراب والطين...
سكتت شوي ... وقالت بعدها: ما لنا مكان غير هالمدرسة لأسبوع قدام... جا جونو و ما خلى شي ما دمره...
وبعدها ناظرتني بشفقة وكملت: الله يعينك.. .قلتي لي محد لك غير جدك... الله يرحمه... مسكين ... إلحين هو تكهرب لأنه ريح ظهره تحت عمود كهرباء والدنيا تمطر؟؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله... الله يرحمه... واحد من الحكومة قالي إنهم راح يهتموا بجثته... بيغسلوه وأيدفنوه... بس عاد إنتي وش راح تسوي؟؟
هزيت راسي وكتوفي أني ما أدري... وأنا أحس بسكاكين الذكرى تنغرز بقلبي وتدميه... رغم إني خرساء إلا إن جدي كان يفهمني بالإشارات البسيطة إلي تعلمتها مرة من دكتورة بالمركز الصحي... وهذا ما كان عائق بحياتنا... وإلحين ... كل شيء تغير... أنا من لي بعد جدي؟ أبوي إلي سافر من ١٣ سنة ؟ أو أمي إلي رمتني لأبوها يربيني وتزوجت مرة ثانية؟ والأثنين ناسين وجود طفلة... مراهقة... شابة... فمكان من هذا العالم الكبير...
بعد ما تغديت طلعت من مبنى المدرسة... رغم إلي مر علينا بالأيام الأخيرة الشمس ساطعة ... والدنيا رجعت تدور...وهي أصلا توقفت؟؟... بس جونو ترك بصمة بهذي الساحات والأشجار المتكسرة والسيارات المرمية والبرك إلي كانت مليانه دواب نافقة... وترك بصمة أكبر في نفوسنا... في نفسي أنا إلي محتاجة لسند بعد جدي...
تنهدت ودموعي تنزل... جدي الحبيب... صح صدمتي كانت قوية بس غيري كانت صدمتهم أقوى... تذكرت عزيزة وهي تسولف لي ...عن حرمة لقوهاميتة... متيبسة...تحت شجرة وهي تحضن رضيعها الميت...وعايلة كان كل أفرادها ميتين بالسيارة لما إنتشلوها من تحت الطين... و ناس إبتلعهم الوادي... وقرية كاملة إندفنت تحت الطين والتراب...وناس رفضوا يطلعوا من بيوتهم وأندفنوا تحت الوديان والطين...وعن ...وعن...
آآآه ... مثل ماقالوا تهون مصيبتك قدام مصايب غيرك... الحمد لله على كل شيء...الحمد لله على كل شيء... مالي غير الدعاء لك بالرحمة والمغفرة يا جدي...

بعد ما رجعت للمدرسة... جاني رجال يسألني كم سؤال عن جدي وعني... كنت متغشية لأني من كنت صغيرة جدي علمني أتغطى... بس كانت دموعي تنسكب وأنا أناظر رجال غرب يشيلون جدي ...لبعيد...
:أختي؟! جاوبيني لو سمحتي ..
كانت عزيزة معانا... قالت له بصوت خفيف تحاول فيه ما يوصل لي: أخوي هي خرسا ما تتكلم...
الرجال أعتذر بسرعة وهو محرج: آسف أختي...
هزيت رأسي بمعني مو مشكلة وأنا أبتلع ريقي... طلبت منه بإشارة يعطيني دفتره وقلمه. ..
كتبت فيها: إسأل ...
ناظرني بشفقة وقال: أوكي... أولا أسمك؟ ولي أمرك؟ أقارب ثانين لازم يعرفوا عن جدك؟!
كتبت: اسمي الخنساء بنت أحمد الــ... ..ولي أمري جدي من جهة أمي... ما أعرف لا أب ولا أم أو أخوة يهمهم أمري و أمر جدي...
شفت نظرة الدهشة فعيونه.. .
وبدون ما يسأل كتبت له: أبوي وأمي تخلوا عني بسبب عاقتي... و كل منهم كون حياته بعيد عن الثاني بعد من تركوني لجدي...
نظرة الدهشة تحولت لشفقة لما قال لي ببساطة: أنا راح أتكفل بغسل وتكفين ودفن جدك... تطمني أختي...
سألني متردد: بسألك أختي أنت لك بيت.. .أهل... أقارب غيرهم؟ أكيد إنتي وحده من إلي بيوتهم تدمرت بما إنك باقية هنا فالمدرسة...
فهمته بسهوله وجاوبته: صحيح... لي أقارب...وإذا ما عليك كلافة يا أخوي تسأل عن عنوان أبوي أحمد بن ناصر الـ.. وعن أسم أمي سعاد بنت محمد الـ.. .. وتعطيني خبر...
هز الرجال راسه بإبتسامة شفوقة وقالي متلهف: إن شاء الله بجيب لك أي معلومة تفيدك عن قريب...
* * * * *
الثلاثاء...
19-6-2007...
أتذكر يوم جاني سعيد (وهذا أسم الرجال إلي قدم مساعدته لي) .. كان بعد يومين راح أطلع من المدرسة ..
قال لي: أختي حصلت لك كم معلومة إن شاء الله رح تفيدك.. أعطاني الأوراق إلي جمعها وشكرته بهزة راسي..
سعيد: أكيد رحتي شفتي بيتكم والأضرار إلي لحقته؟
هزيت راسي بأيوه وكتبت له: رحت وشفت جدران الحوش تكسرت من الجانبين... وأنشقت جدرانه كثير... وأنطمر البيت بالطين...
البيت قديم كان مستحيل يصمد قدام عاصفة مثل جونو .. .قدرت أنتشل الصندوق إلي يحتفظ فيه جدي بالأوراق الملكية والثبوتية...
سعيد أبتسم بلهفة: تقدري تلحقي بأبوك أو أمك... عندك العناوين فهذه الأوراق...
شكرته مرة وشكيت أن واحد منهم يفكر فيني إلحين..
قريت فالورقة إلي عن أبوي... إنه صاحب شركات عقارية ... مقر شركته وسكنه مسقط... بالتحديد القرم... متزوج بنوره بنت داؤود ...وعندهم ٣ أولاد وبنت... أكبر أولاده علاء فعمر ١٢ سنة... وعماد ١٠ سنوات.. .طارق ٧ سنوات.. .وليلى ٣ سنوات...
أما التقرير عن أمي ..فكان إنها تزوجت مدرس وعندها طفلة عمرها ٦ سنوات اسمها لما... ومقر سكنها بمسقط ...الخوير ٣٣...
.
.
.
هذي لليوم... أتمنى أشوف رأيكم ونقدكم...
همسة :: يمكن بتسألوا عن... القساوة... الضعف... والسوداوية... للشخصيات إلي بتظهر بهذا البارت ... لكن تذكروا لكل شخصية... حكمة... ولكل موقف وحدث... عبرة...

((( هذا جزء متبقي من الفصل" الذكرى الأولى")))...
الخميس...
21-6-2007...
دسيت أوراقي الثبوتية وكل شيء مهم لي تحت ملابسي البالية القديمة لكن النظيفة... سلمت على عزيزة إلي رح تروح هي وأولادها وزوجها لبيت حميها بالعذيبة لحد ما تتصلح أضرار بيتهم بالعامرات... وطلعت من العامرات عن طريق باص للمساعدات حولوه لنقل خيري يوصلني لبيت أمي في الخوير٣٣... كنت مقررة أني بروح لأمي لأنها يمكن رح تضمني لها أكثر من أبوي. .. وهي بعد خفيفة بوجود زوج وطفلة...
وأنا بالباص كنت أعد الفلوس إلي عندي... ١٠٠ ريال كانت بيدي... الحقيقة حصلت ٥٠ ريال ضمن أوراق جدي... و٥٠ غيرهم تبرعت بها جمعية خيرية للمتضررين بالمدرسة...
وصلت لبيت أمي على الساعة ٤ العصر. ..وأكتشفت إنها تعيش فشقة حلوه فالطابق الثالث... بدون ما أدخل المصعد طلعت الدرج. .. وهذا كله ببساطة إني ما أعرف أستخدمه...
وصلت للشقة ... وأخذت نفس طويل... أي ردة فعل مقبولة عندي... حتى لو كان الرفض الجارح...
ضغط على الجرس. .. وأنتظرت تقريبا ثواني. ..فتحت لي الباب خادمة فلبينية... سألتني: yes ‎ ؟؟؟
كانت هذه مشكلة ... مو قادرة أتواصل معها ... رفعت الغطوة وأشرت لها بيدي إني أريد الماما... يمكن لمدة ٥ دقايق وقفت تتكلم بكلام مو مفهوم بعدها سكرت الباب ودخلت...
تنهدت وأنا واقفة عند الزاوية. .. حاولت مرة ثانية ... وضغط على الجرس... بعد ثواني فتحت الباب حرمة طويلة فأواسط الثلاثينات ...وعرفت إنها أمي... ما تغيرت ملامحها... رغم إنها تركتني وأنا طفلة... بقيت أتذكر الوجه إلي دعيت وبكيت شوفته ولقياه. .. الوجه إلي حفظت كل لمحة منه لأني يمكن حسيت إني رح أفقده...
: نعم؟
بلعت ريقي ودمعت عيني... حنين واشتياق... كنت أشيل بيدي مسودة كتبت فيها بسرعة ولهفة: ماما... أنا الخنساء بنتك ...
مديت بالمسودة وبطاقتي الشخصية أثبت لها وأنا كلي لهفة... كلي لهفة بنظرة حنين وإشتياق... لكن شفت وجهها ينقلب من الدهشة والصدمة للإشمئزاز والضيق... دق قلبي بصورة فظيعة...
أمي ناظرتني وهي تعض على شفايفها: أيش جابك لهنا؟
كتبت بعبرة وأنا دمعي يسيل: جدي مات يا ماما.. . مات...
سكتت فترة ما هي طويلة...وبعدها لمحت نظرة الضيق بعيونها...
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات