بارت من

رواية بنت عمي -16

رواية بنت عمي - غرام

رواية بنت عمي -16

يقول ابوي
شهلا جلست وهي تصيح وتقول اعذرني ياعمي..
ابو ابراهيم: ماتنلامين يابنتي..
ديمـــه: طيب كيف حالته اليوم..؟؟؟
ابو ابراهيم مابغى يأملهم لكنه قال: حالته الصحية ماتبشر بخير فيــصل محتاج لدعواتكم..
الكل كان مبين عليه الشدوه والإستغراب والحزن بنفس الوقت عدى ماجد اللي كانت انفعلاته بارده جدا..
ابو ابراهيم يكمل كلامه: اليوم أنتم بتردون البلاد وأنا ووليد بنتم هنا نكمل إجراءات نقل فيــصل والله يدبر اللي فيه خير..
الكل كان يرقب ردة فعل شهلا.. كانت دموعها على خدها والبنات حولها يواسونها ويطمنوها بكل خير.. تنحنح الوليــد بقوة وقرب من شهلا وقال: شهلا لو فيــصل معنا ماكان خلى دمعه وحدة تسقط من عينك..
ريــم: ايه صح الوليــد ممكن تجيب لها ماء؟؟
الوليــد طالعها باستغراب بس قام من مكانه منقاد لأوامرها وراح للمطبخ..
ردة فعل ريــم خلت اللي حولها يستغربون من تصرفها.. ريــم جلست على الكرسي وأرخت عضلاتها شويه.. الوليــد جاب الماء لشهلا ومدها لها..
ابو ابراهيم: الحين تقدرون تروحون تجهزون أغراضكم.. السفر اليوم الساعةالليل..
تفرقت المجموعه..والكل لغرفته يكمل شغله ويجهز أغراضه..
 ..............في غرفة البنات.................
شهلا من جت رمت في روحها على سريرها وراحت بنوبة من البكاء..
وباقي البنات كانوا يجهزون الأغراض.. وتكفلوا بضف أغراض شهلا...
ريــم بعد ماانتهت من ضف أغراضها جلست على الكرسي الوحيد في البلكونه وأعادت شريط اليوم..من بداية اليوم الا أن وصلت بعد أن خبرهم أبوها بحادث فيــصل وبالذات الموقف لما كانت شهلا تبكي وبعد مابغى الوليــد يهديها حاولت أنها تصرفه.. حست بتفاهة موقفها وفسرت أنها يمكن تكون غيرة.. ممكن أنها تعودت أنها تكون محط اهتمامه وبعد ماوضح اهتمامه في شهلا حست بنار الغيرة..
سمعوا البنات صوت طرق على الباب...
ريــم: ميييييين؟؟؟؟
.....: أنا الوليــد افتحي جهزتوا الشنط؟؟؟
ريــم فتحت الباب وهي تقول ايه ونزلناها تحت..
الوليــد: زين يالله نوديكم المطار..
ريــم: طيب دقايق أكالم البنات
الوليــد: ريــم اصبري شهلا شأخبارها؟؟
ريــم ناظرته من فوق لتحت شهلا بخير..
الوليــد حس أن ريــم تغار اذا الوليــد سأل عن شهلا..لكن مع كذه حس بالفرح لأنها تغارعليه
ودقايق وكل البنات كانوا متجهزين.. نزل الوليــد معهم للدور اللي تحت بحيث تجمع الكل وراحوا ابو ابراهيم ووليد يودعونهم في المطار...
وفي المطار وبعد ما حطوا كل الشنط ومابقى غير أنهم يركبون الطيارة..
الوليــد: ريم بغيتي شيء أجيبه معي وأنا جاي؟؟
ريــم: أشرت براسها لأ..
الوليــد: عالعموم لو بغيتوا شيء..دقوا علي خبروني..
ريــم: طيب ان شاءالله بس حط بالك على روحك زين..
الوليــد: ان شاءالله.والتفت الوليــد للجهة الثانية وهو يقول: أكره لحظات الوداع.. وأخاف من سيرة الموت.. واللي عانيته منه شويه؟؟
ريــم: تقول شيء؟؟
الوليــد: سلامتك أقول الله يجيبنا لكم بالسلامة..
وبعد ماابعدت ريــم شوي وكان الوليــد باقي على وقفته يطالعها وهي تبعد عنه حتى اختفت بين الجموع..حس بحركة خلفه وقبل مايلتفت..
ضرب ابراهيم على كتف الوليــد وهو يقول: الوليــد شد حيلك البقاء براسك..
الوليــد: والله يا ابراهيم الحياة بتكون صعبة ومن المستحيل أتعود عليها من غير فيــصل الله يرحمه
ابراهيم: الحياة بتكون علينا كلنا صعبة لكن تذكر ياوليد الحزن محله في القلب..
الوليــد: صدقت.. يا ابراهيم ولف عليه وضمه بقوة..
ماجد: احم احم مالنا حق من هالضم؟؟
الوليــد لف عليه وضمه وحبه.. وللمرة الأولى الوليــد ضم ماجد من قلب..ماكان يدري شالسبب اللي خلاه يسوي كذا..
وودعوا ابو ابراهيم ووليد الأهل ورافقوهم حتى ركبوا الطيارة..
وردوا وليد وابو ابراهيم سلموا الغرف و أخذوا لهم غرفة في مكان ثاني قريب من السفارة..
وبعد ماأخذوا لهم راحه.. وهي بالأصح مو راحة الا هي خلوة اختلى كل واحد في روحه وصار يفكر باللي صار واللي بيصير... تفكير وليد وابو ابراهيم كان مشغول بنقل الجثمان والحياة الجديدة من دون فيــصل.. فيــصل اللي كان مثل البلسم للجميع مالي البيت بخفة دمه..
ابو ابراهيم: وليد دقوا علي الملحق الطبي للسفارة ويبونا نجي نكمل الإجراءات وأنا شفت لنا واسطة بحيث نخلص من الموضوع بأسرع وقت ونرجع للوطن ندفن.. فيــ ـ ـ ـصل((وخنقت العبرة ابو ابراهيم وصار التغير في صوته واضح لكنه مع كذه كان يداري دمعته))
الوليــد تنهد بقوة: ان شاءالله نروح الحين بس أبدل
دخل الوليــد غرفته.. قرب من شنطته بيفتحها وتذكر أغراض فيــصل.. طلع يركض لأبوه
الوليــد: عمي أغراض فيــصل شسويتي فيها؟؟
ابو ابراهيم: أغراض فيــصل سبقتك للسعودية..


شهلا كانت منسدحة على جنبها بفراشها وتفكر في عالم آخر ودموعها على خدها..
أم سلطان: شهلا حبيبتي مايصير اللي تسويه بروحك قومي كولي لك شيء كذا أنتي تضرين روحك..
شهلا: يمه خليني تكفييين روحي عني..
أم سلطان: لا مابخليك وأنتي بالحالة هذي يابنيتي هي كذا الدنيا حيا وموت الدنيا ياابنيتي ماتصفي لحد أمس تكونين في قمة السعاده اليوم تصيرين في قمة الحزن والعكس.. ياابنيتي أنتي بعدك صغيرة والحياة قدامك طويله مايصير تظلين حابسة روحك طول عمرك..
شهلا: يمه تدرين كيف يعني أفقد فيــصل؟؟؟ فقد فيــصل هو موت في عز الشباب..
أم سلطان: لا يابنيتي لاتقولين كذه أنتي بعدك صغيرة والحياة أمامك..
شهلا: يمه أنا مالي حياة بعد موت فيــصل.... مفارق فيــصل للدنيا تعني موتي.. كيف تبيني يمه أحيا من دونه؟؟
أم سلطان: لا يا شهلا لا أسمع منك هالكلام ثانية تكفين..
شهلا قامت قعدت على حيلها.. وصارت تصفق خدودها وتقول: مالي حياة بعد فيــصل مالي حياة بعد فيــصل...
أم سلطان على طول سحبت كرتون حبوب التهدئة وأعطتها حبها ومدت لها كاس مويه... ضربت شهلا كاس المويه بالأرض وقال: ماراح آخذ هالحبوب وبأظل مجنونة مجنونة دام أني فقدت فيــصل أنا من بعده مجنونة وللأبد بعد..
مسكتها أم سلطان وضمتها لصدرها وبدت تقرأ عليها قرآن... وسبحان الله بسرعة هدت شهلا وظلت تبكي على صدر أمها... وأمها مواصلة قراية القرآن حتى هدت شهلا ونامت على صدر أمها..ردت أمها راسها لمخدتها وطلعت من عندها..
نهلا: يمه شأخبار شهلا؟؟
أم سلطان: والله ماادري حالتها المسكينة كل مالها وهي تدهور أكثر مو راضية تاكل ولا تشرب ولاتاخذ الحبوب والله عجزت عنها.. ماغير تبكي..
وانسحبت أم سلطان من عند نهلا وهي تمسح دموع ألمها على حال بنتها..
تنهدت نهلا بقوة.. كان ودها لو أنها تقدر أنها تشيل هالحزن اللي في قلب أختها وتقطه في البحر.. اتجهت لغرفتها وشالت فراشها وراحت تحطه عند فراش أختها..
انسدحت على الفراش وهي تطالع شهلا اللي كانت نايمه لكن ملامح وجهها مبين فيها التعب والإرهاق.. وأول ماغمض جفنها بتنام...
صرخت شهلا: بررررى اطلعي برىأنا مو طفلة عشان تجين تنامين معي
فزت نهلا على حيلها وهي تقول: لا محشومة ماانتي طفله بس أنا حسيت أني اشتقت لك من زمان عنك.. قلت أجي أنام عندك بالقليل لاصرت ماأسمع سواليفك أشوفك..
ارتاحت شهلا بعد ماقالت نهلا هالكلام .. رجعت لفراشها وانسدحت وهي تقول: نهلا لا تلوميني لكن فرقى فيــصل صعبة..
نهلا: الله يلوم اللي يلومك.. ماألومك أنا ياشهلا وعمري ماراح ألومك..
شهلا: حتى أنا يانهلا محتاجة أسولف مع أحد مثل الأول بس أحس أني مو قادرة أحس أن الفرح ماعاد له مكان في قلبي.. قلبي من بعد وفاة فيــصل هو مكان للحزن وبس..
نهلا: لا أسمع منك هالكلام ياشهلا مهما كان حبك لـفيــصل ومهما وصلتوا درجات العشق أكيد بيفرقكم الموت سواء طال فيكم العمر أو قصر.. ((وكل نفس ذائقة الموت)) ياشهلا.. وهذي سنة الله في خلقه وهذي حكمته.. ادعي ربك ياشهلا انك تلتقين فيه في دار الخلد..
شهلا: آآآآآمييين يارب...
نهلا قامت غطت شهلا وقال لها... تصبحين على خير..
أم فيــصل من بعد مادرت أن ابو ابراهيم ووليد بياصلون بكره والصلاة على فيــصل العصر وهي معفوسة فوق تحت... حاسه أنها ماراح تقدر تواجه العزاء واللي بيعزونها بنظر عيونها
ريــم ماكانت تدري هي تفرح هي تحزن هي تبكي هي تأسى كانت متذبذبة لكن الأكثر كان احساسها بالحزن وكيف بتفرح برجعة الوليــد وهي لاتذكرت سبب تأخره عنهم زادها هم..
ديمـــه كل دقيقه عن الثانيه يزيد حزنها على توأمها اللي طلعت للحياة معاه وكانت تظن أنه بيظل معاها لآخر الحياة وبيفارق الحياة معاها..
ابراهيم: نورت السعودية بوجودكم..
ابو ابراهيم+الوليــد: منورة بنوركم..
ابو سلطان: يالله ياخوي على ماتاصلون بيتكم وتبدلون وتاكلون لكم شيء يكون أذن العصر
ابو ابراهيم: يالله ياعيال يالله يمدينا..
ابراهيم: يالله توكلنا على الله
ابو سلطان: أنتم روحوا وأنا بكمل أجراءات استلام الجثة وأنقلها للمسجد والوعد هناك..
ابو ابراهيم: ان شاءالله..توكلنا على الله..
وبعد ماوصلوا العيال+ ابو ابراهيم البيت نزل الوليــد وابو ابراهيم من السيارة.. و ابراهيم راح يلبق السيارة في القراج على يمين باب المدخل..
وقف الوليــد يطالع سيارة ابراهيم وهي تبتعد الى أن تاصل القراج شاف سيارة فيــصل تذكر فرحته فيها لما شراها له أبوه في بداية الصيفية.. تذكر أول مشوار فيها كان مشوار للكورنيش أخذ فيها العائلة يمشيهم.. تذكر لما كان الوليــد يعلمه السواقه قبل لايستلم السيارة
ضرب ابراهيم على كتف الوليــد وهو يقول: ماودك تدخل معجبتك حرارة الشمس؟؟ تراك بالسعودية مو في سويسرا..
الوليــد: هاااااااه الا ندخل يالله..
ابراهيم: معك نصف ساعة على أذان العصر خلص أمورك..
الوليــد: ان شاءالله..
دخل الوليــد و ابراهيم وكان الجميع في استقباله سلموا عليه مصافحة..وعزوه بوفاة فيــصل ورد عليهم التعزية..ولما وصل ريــم حس أن الدموع تجتمع بعيونه وتغرق الرؤيه عنده فتتحول الى رؤية ضبابية لكنه تماسك.. ورد عليها أجرنا وأجرك...
واتجه لجدته وحبها على راسها وعلى يدها وعزاها بوفاة المرحوم....
وصعد الدرج وهو يعيد ذكرياته في كل مكان وفي كل ركن.. حتى وصل لغرفة فيــصل تنهد بقوة.. دفعه الفضول وفتح باب الغرفة.. كانت الغرفة مثل ماتركها فيــصل الشيء الوحيد اللي اختلف أن الغبار صار يعلو بعض أركانها..التفت يساره ووجد صورة فيــصل ابتسم غصب عنه لما شاف البسمه تطل من عيون فيــصل على الرغم من أن الصورة رسمية.. الا أن ابتسامته كانت واضحه في عيونه.. قفل باب الغرفة..وتذكر أنه لازم يخلص قبل صلاة العصر..اتجه لغرفته وبسرعة بدل البدله ولبس ثوب وشماغ ونزل عند عمه و ابراهيم..
ابراهيم: ابن الحلال عند ذكره تونا كنا بناديك
الوليــد: يالله نروح؟؟
ابو ابراهيم: يالله..
ومثل ماكان الوعد وصلوا وكان ابو سلطان واصل قبلهم بفترة قصيرة..وجموع من العالم متجمهرة للصلاة على فيــصل.. أنهوا صلاة العصر وعلى صوت المؤذن.. الصلاة على الميت
صلوا صلاة الميت.. ونقلوا الجنازة للمقبرة..وأنهوا مراسم الدفن.. وتقبلوا التعازي من العالم.
وانتقلوا للبيت واكملوا العزاء..
أما في صالة الحريم.. كانت أم فيــصل مو قادرة تمسك روحها من البكاء ومثلها البنات ريم و ديمـــه و لينـا أما شهلا... ماحضرت العزاء عشان نفسيتها السيئة وجلست معها نهلا في البيت.. الجده كانت متماسكة نوع ما.. أم سلطان تحاول تهدي أم فيــصل قد ماتقدر..
وبعد ماخلص العزاء.. وعزوا الحريم أم فيــصل وخوات المرحوم..
أم سلطان: عن اذنك يا أم فيــصل ودي أرجع مبكر لأني مخليه البنات بروحهم ولا ودي أتأخر عليهم..
أم فيــصل: إيه صدق شأخبار شهلا؟؟
أم سلطان: آآه يا أم فيــصل والله حالتها لا تسر عدو ولا صديق.. ماغير حابسة روحها بغرفتها.. وتبكي ماادري شبتاصل له البنت..وهي على هالحالة..
أم فيــصل: الله يكون بعونها خليها بكره تجي لو ماجلست معنا هنا لكن أحسن لها من القعده في البيت بروحها وهي على هالحالة و لو صعدت الى غرف أحد البنات..ونامت..
أم سلطان: بأقول لها وياليتها تطيع..
أم فيــصل: الله يدبر اللي فيه خير وصالح.. الله معك ياأم سلطان
وصلت البيت وقلبها ماكلها على بنتها رمت عباتها وصعدت بسرعه لغرفة شهلا.. فتحت الباب بسرعه.. لكن ارتاحت لما شافت نهلا نايمة مع أختها شهلا.. دخلت وتقدمت لسرير شهلا حبتها على جبينها.. صحت شهلا على الحركة اللي صارت حولها..
شهلا: يمه رديتي؟؟
أم سلطان: ايه يمه رديت..
نهلا قامت على الحركة مفزوعة: شفيييييييييكم؟؟؟
أم سلطان: مافينا شيء ارتاحي بس جيت أتطمن عليكم..
نهلا تنهدت بقوة وقالت: الحمدلله ياربي..
أم سلطان: شهلا خالتك أم فيــصل تقول خلي البنات يجون..
شهلا: لا لا لا لا لا لا مستحييييييييييييييييييييييييييييييييل
أم سلطان: تقول لو جلستي بأحد غرف البنات اذا ماودك تجلسين مع الحريم يابنيتي جلستك أنتي وأختك بروحكم بالبيت صعبة بالقليل أكون أنا مطمئنة لا صرت أقدر أطمئن عليكم بين لحظة ولحظة.. شقلتي بكره تروحين وياي؟؟
شهلا: يمه أبي أنام..ممكن
أم سلطان: أكيد يابنيتي ممكن.. نامي ريحي..
واتجهت أم سلطان للباب بتطلع لكنها تذكرت.. اتجهت للمسجل وفتحت اذاعة القرآن وخرجت
............................... في بيت ابو ابراهيم......................
بعد ماصعد الكل لغرفته ينام.. قامت ريــم وتوضأت ولفت جلال الصلاة حول شعرها.. وصلت ركعتين في آخر الليل دعت ربها من قلب.. أنه يغفر لـفيــصل وأمها ولأموات المسلمين..
حست بالجوع يقؤصها تذكرت أنها اليوم ماأكلت شيء غير نصف تفاحة.. نزلت للدور الأسفل ولقت نور المطبخ مشغل جاء في بالها على طول أن أحد البنات في المطبخ.. دخلت المطبخ..وتفاجأت بالموجود بالمطبخ..
ريــم: السلام عليكم..
الوليــد: وعليكم السلام.. شجايبك في هالوقت؟؟
ريــم: أممم استحت تقول جوعانة... قالت عطشانة أبي ماء..
طالعها الوليــد وابتسم وكأنه عرف باللي يدور في بالها وقال: أنا جوعان تبين نسوي لنا شيء ناكله؟؟
ريــم: إييييييييييه ايه
الوليــد بالصراحة ماكان له نفس ياكل فعلا كان جوعان لكن نفسيته مسدودة وبعد ماقالت ريــم ايه.. حس أنه بحاجة أنه يتكلم مع أحد ورحمه من ربي كان هالأحد ريــم..
ريــم: شنسوي؟؟
الوليــد: أي شيء؟؟ ماادري شنسوي.. ساندوتش جبن
ريــم في بالها.. خيييييييييييييبه بس ساندوتش أنا ميته جوع..
الوليــد: هااه شقلتي نسوي؟؟
ريــم: ايه نسوي..
الوليــد: اوكي أنتي سوي السندوتشات وأنا بسوي الشاهي..
ريــم باشرت عملها.. وبعد الوليــد باشر عمله وهو أصلا كل اللي سواه حط أوراق ليبتون في الكوب وصب عليها مويه حارهمن الغلاية وجلس يراقب ريــم وهي تسوي السندوتشات.. كان يبتسم وهو يطالعها محتاسه في تصليح الساندوتش..قام وسحب الملعقة منها وقال: كم صارلك ماسويتي ساندوتشات؟؟
ريــم خجلت من روحها وانعفس وجهها..
الوليــد: أولا: هذا الجبن موزريلا مو جبن للساندوتش؟؟
ثانيا: تصليح الساندوتشات مايبيله تفنن.. شوفيني والمرة الجايه أنتي بتسوين ترى
ريــم: إن شاءالله..
الوليــد: بفهم كيف كنتي بتحطين الموزريلا بملعقة على الساندوتش؟؟روحي جيبي جبن سائل
ريــم: طييب
الوليــد: تصدقين شكلك نكته وأنا أتفرج عليك وأنتي ماسكه الموزريلا وتطالعينها ماتدرين شتسوين فيها.. تجيبينها يمين تجي يسار..
وبعد ماخلصوا مسوين العشاءجلسوا على الطاولة.. ريــم ساكته ومثلها الوليــد.. قطع الوليــد الصمت وقال: الله تسلم ايدي؟؟ انتظرك تقولينها ماقلتيها..
ريــم: هههههه تسلم ايدك..
ورجع الصمت يخيم على المكان..لكن ريــم قطعت الصمت
ريــم: الوليــد فيــصل من متى توفى؟؟
الوليــد تنهد بقوة وقال: ليه كل ماأحاول أنسى هالهم تذكروني فيه..
ريــم: ماعليه بس جاوبني..
الوليــد: أممم فجر اليوم اللي سافرتوا فيه..
ريــم: تصدق في ذاك اليوم شهلا قامت من النوم مفزوعه تقول أنها حلمت كابوس وأنها حاسة أن فيــصل فيه شيء..ودقيت عليك بطمنها لكن جوالك مقفل.. كلمت ابراهيم وحسيت من نبرة صوته أنه فيه شيء.. كان متردد وهو يقول لي فيــصل بخير..
الوليــد وقف أكل.. وقال: سبحان الله فيــصل يحب شهلا من كانوا صغار وشهلا نفس الشيء أتذكر لما كان عمي يعطينا فلوس اذا بغينا نروح البقالة كان يقسم حصته بينه وبين شهلا وقتها كانت شهلا ماتعي اللي حولها.. لكن أتذكر شهلا أول اسم نطقته بعد ماما قالت: فيـسل
ريــم: آآه لو تشوفها حالها مقلوب من بعد فيــصل مسكينة
الوليــد: الله يكون في عونها يالله ياريم لاتاخذنا السواليف بكره ورانا قومه من الصبح وبقلبه أنا من وفاة فيــصل عيني ماذاقت لذيذ المنام بروح وأنا عارف أني ماراح أنام غيرساعتين
ريــم: يالله شكلك مليت مني؟؟
الوليــد: لا أنتي ماتنملين..
................ ثاني أيام العزاء......................
أم سلطان: شقلتي يا شهلا تجين وياي اليوم؟؟
شهلا: لأ
أم سلطان: الله يرضى عليك ياشهلا تعالي.. أطمن لقلبي أنا...
شهلا: أجي بس على شرط
أم سلطان: اشرطي مثل ماتبين..
شهلا: لا تغصبيني أنزل أسلم على الحريم لا رحنا بجلس فوق..
أم سلطان: ايه اللي تبينه بس أنتي تعالي..
وراحت شهلا وأمها ونهلا للعزاء..
ريــم: وأخيرا شفناك ياشهلا شكل هالتغلي؟؟
شهلا: ريــم أبي أصعد فوق بسرعه وديني أي غرفة ماابي الحريم يشوفوني..
ريــم: تعاااااااالي نروح غرفتي...
شهلا: مشكورة
.. كان اليوم الثاني من أيام العزاء أخف تأثيرا من اليوم الأول صحيح مازال بقلوبهم حزن لكن كانوا متماسكين أكثر وبالذات أم فيــصل..
في عزاء الرجال مرت كثير من الوجيه على الوليــد ماميز ولا وجه من الوجيه.. كانت عنده الرؤية ضبابية ومو متمكن من الشوف بسبب الدموع اللي كانت تغطي عينه... عدا أنه لفت انتباهه شاب ضخم كأنه تبع كمال الأجسام.. طويل..لاحظ الترحيب الحار اللي حظى فيه الشاب وأبوه من العم ابو سلطان.. استغرب الوضع لكن اعتبره صدفة عابرة..
نهلا كانت تركض مفزوعة وقفت أمام أمها وهي تقول: يمه الحقي علينا شهلا مو في الغرفة؟
أم سلطان: مو في الغرفة أجل وين؟؟ لاتكون في أحد الغرف الثانية
نهلا: دورناها في كل الغرف مالقيناها..
أم فيــصل: أظني عرفت وينها اجلسوا هنا وأنا بروح أشوفها..
اللي جاء في بال أم فيــصل هو أن شهلا تكون في غرفة فيــصل وفعلا.. لقتها هناك..
كانت شهلا ماسكة صورة فيــصل وضامتها لصدرها ونايمه على سرير فيــصل..لما دخلت أم فيــصل حست شهلا بالحركة.. فزت على حيلها وحطت الصورةتحت غطاء السرير..
أم فيــصل: شتغبين يابنتي عيونك فاضحتك...
شهلا طمست راسها ومسحت دموع في عينها..
أم فيــصل: تعالي يابنتي اجلسي..
جلست شهلا على طرف السرير.. وأم فيــصل على طرفه الثاني..
أم فيــصل: شهلا أنا أحس أني أتعذب كل ماأشوفك بالحاله هذي أنا اللي عزيز على المرحوم عزيز علي.. ومثل ماكان فيــصل يعزك أنا أعزك بعد.. ومايهون علي أشوفك بالحاله هذي وأسكت.. شهلا كلنا الحزن يدمر قلوبنا وأنا اللي الحين أواسيك أنا بحاجة من يواسيني لكن برضه حياتنا ماراح توقف راح تستمر حتى يشاء الله لها بالتوقف مثل ماشاءالله لـفيــصل وانتي بالشكل هذا تدفنين روحك بأحزان مالها نهاية لازم نحاول نتناسى بعض الأشياء المرة في حياتنا مو معقول نظل عايشين على مرارة الحاضر وننسى حلاوة السابق... أنا أبي أشوفك سعيده لأن بسعادتك سعادة ولدي وقت ماكان حي..
شهلا: خاله اللي أنتم تطلبونه مني صعب.. أنا تعودت على حياتي مع فيــصل من صغرنا وصعب علي بين عشية وضحاها أبدل حياتي هذي تحتاج وقت وجهد.. وبعدين أنا أعتبر حياتي اتهت بنهاية فيــصل وماعاد للحياة لون لا للفرح مكان..
أم فيــصل: لا ياشهلا أنا الحين أطلب منك أنك تحاولين تغيرين من حياتك الحزن اللي أنتي دافنه نفسك فيه واللي مو من صالحك..
شهلا: بحاول بس ياليت أقدر..زين خاله عندي طلب..
أم فيــصل: اطلبي آمري أنتي العزيزة
شهلا: خاله أنا أبي آخذ صورة فيــصل ممكن..
أم فيــصل: أنا مو مستخسرة الصورة عليك لكن صورة فيــصل بتظل محفورة بالقلب ولاتنفع ورقه أحطها على رف طاوله..
شهلا بالأول تضايقت لكنها اقتنعت شويه بوجة نظر أم فيــصل..
وطلعت أم فيــصل وشهلا من غرفة المرحوم..
الوليــد وبعد ماخلص عزاء الرجال.. خرج للكورنيش وجلس على صخرة وصار يطالع البحر وكأنه يشكي له من الضيم.. وهو يتذكر صورة فيــصل واللي محفورة على جفنه وفي قلبه.. يتذكر الأيام اللي عاشها معاه بحلوها ومرها.. من أول يوم كان لوليد في بيت عمه وبعد وفاة أهله لحد آخر يوم من حياة فيــصل.. وتفكيره ياخذه ويوديه ساعات يضحك ضحكة يقهر فيها الدهر.. وساعات يبكي..بكاء مر أقرب مايكون لبكاء الأطفال..
...بعد مرور ثلاثة شهور.....
كان الوليــد جالس على نفس الصخرة.. لكن بإختلاف الزمان والحال.. في المرة الأولى كان يشكي لكن هالمرة كان يبكي.. حس روحه خسر كل شيء خسر أخوه وصديقه خسر أهله خسر سلطان.. وقبل أسبوع كان بداية خسارته لحبه الأول والأخير حبه اللي ماله مثيل.. كلها 3شهور وبتكون ريــم لغيره ريم اللي حبها.. اللي ياما حلم فيها.. يخسرها بلحظة..
ودق جواله وقطع عليه حبل أفكاره المر.. طالع الجوال بعيون كلها أسى.. ماجد يتصل بك..
الوليــد: هلا ماجد
ماجد: هلا الوليــد وينك فيه؟؟
الوليــد: على الكورنيش تكفى تعال..
ماجد: مسافة الطريق وأبكون عندك..بااااااي
الوليــد واللي ماتوقعه أن ماجد يكون أقرب الناس له.. من بعد فيــصل قدروا بالشهرين اللي فاتوا أنهم يكسرون الحاجز اللي بينهم ويبدلونه بحاجز أخوه.. في تاماضي كان ماجد هو اللي بحاجه لوليد أما الآن فوليد هو اللي بحاجه لـماجد..
ماجد: هلا الوليــد عسى ماتأخرت..

يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات