بارت من

رواية طاريك ينفض القلب -16

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -16

يشغله ...أكمل طريقه ومشى حتى ساحة متحف اللوفر القريبة ....جلس على
حافة أحدى النوافير مع سواح آخرين كانوا يلتقطون صور للمتحف ليلاً مع أنه
مقفل ...بعد نصف ساعة تحرك عائداً لفندقه...
بعد أن عادت جواهر لغرفتها طرقت الباب الذي بينها وبين غرفة أخيها ولم يرد
أحد فأتصلت به ...
أحمد: احنا في الشانز.. بتجين؟
جواهر: لا ...وين اجي !!!! توني داخله الغرفة....من الصبح قاعده...بتسبح
وبرقد وراي قعده من الصبح .
أحمد: ماتبغين عشا؟
جواهر: تعشيت في الرتز ...خذتها مشي من الانتر ...
أحمد: بوطبيع مايجوز عن طبعه...لازم تمشين؟؟؟ وين السيارة...؟ ماتخافين
فهالوقت بروحج تتمشين؟
جواهر: أي بروحي الله يهديك...الشارع مليان...حتى المطعم كان شبه
مليان...زين لقيت طاولة وبدون حجز....عيل انتو وينكم اليوم؟
أحمد: رحنا فرساي وتغدينا هناك... ومن شوي جينا هنيه...
جواهر: شعليكم ...لا شغل ولا مشغله...
أحمد: خلينا الشغل لج...روحي أرقدي روحي خلينا نستانس بدالج...
جواهر: تصبح على خير ...سلم على منى...
أحمد: وانتي من هله..
بعد أن أستحمت وصلَت جلست على سريرها وأطفأت النور وأشعلت ضوء اللمبه
التي على الطاولة بجانب السرير ....وضعت جهاز التحكم في يد وهاتفها في يد
أخر واتصلت في أمها ...ثم في نوف...وبعد نصف ساعة أطفئت كل شي
ونامت...
في الصباح التالي
الساعه السادسة والنصف
طلبت لها فطور كونتنينتال وجهزت لها بدلة بيج مع اكسسوارات بنية ..وضعت
القليل من الكحل ولونت شفاهها بلون بيج بعد أن جهزت طلبت السائق ونزلت له
وذهبت لحضور الجلسة الثانية من المؤتمر...توجهت للقاعة فوجدت المحامي قد
سبقها ...سلمت ثم جلست في كرسيها وأظهرت جريدة الحياة التي تأتيها كل
صباح من الفندق وأخذت تتصفحها ...لاحظت أن المحامي أقترب منها بكرسيه
وبادرها بالحديث...
عبدالعزيز:هاذي أول مرة لج في باريس؟
جواهر: في شغل؟ ايه...
عبدالعزيز: يعني جايتها من قبل بدون شغل؟
جواهر: وايد... أجيها مع هلي ...من يوم أنا صغيرة...
عبدالعزيز: أها...تعجبج ؟؟
جواهر بحرج من استجوابه: ايه ... ( ثم محاولة تغير الموضوع ) جنه الجماعة
تأخروا؟
عبدالعزيز: أحنا جينا من وهل...بس هذا هم وصلوا ...
جواهر التفتت الى الباب وشاهدت سيف يقترب منهم وعلى وجهه نظرة..سلم
وجلس بعده دخل باقي الوفد وخلال عشر دقائق بدأت جلسة اليوم..

في الثانية ظهراً كانت الاستراحه ....ذهبت جواهر لتصلي في غرفتها ..وعادت
بأسرع ما أمكنها... كانوا لايزالون في الاستراحة أخذت لها كوب شاي ثم
توجهت لمكان منعزل وأخذت تراقب الجميع ...سمعت شخص يحدثها التفتت
فوجدت عبدالعزيز يبتسم لها فقالت: تكلمني؟
عبدالعزيز: كنت اقول أن الجلسة اليوم ممله...جاتني النوده ...
ابتسمت جواهر ولم ترد ...فاكمل : سمعت الوكيل امس يقول أن شغلج مميز في
الإدارة ...
جواهر وهي متفاجأة : أنا...الوكيل يتكلم عني انا ليش؟
عبدالعزيز: شفيج خفتي اختي...عادي ..كان يتفاخر بشغل الشباب في الوزارة
وجات سيرتج...وأخر قضية حليتيها ...سرقة السد والخور...وأنج اكتشفتي انهم
توأم ...بس كنت ابغي أعرف كيف عرفتي..اللي أعرفه أن البصمة الوراثية
ماتتشابه حتى عند التوائم...من الله..
جواهر وهي تكمل شرب الشاي وتضع الكأس على الطاولة : أنت قصدك على
بصمة الأبهام...
عبدالعزيز: في فرق؟
جواهر بصبر: طبعاً في فرق ...شوف أخوي في العالم فيه 6.2 بليون شخص
ونادراً تلاقي أثنين متماثلين بالضبط في البصمة الوراثية الا التوأم المتشابه ..
الي تكونوا من بويضة وحده ...بس بصمة الأبهام هي الوحيدة الي تحدى الله
تعالى كل البشر لأنه مافي أثنين لهم نفس البصمة حتى التوأم المتماثلة لقوله
تعالى ( "بلى قادرين على أن نسوى بنانه" سورة القيامة آية 4 ) البصمة تتكون
عند الجنين من الشهر الرابع ( سبحان الله ) وتكون مع الأنسان لين يموت
وماتتغير حتى لو أزيلت جلدة الاصبع لأي سبب فهي تتكون بنفس الطريقة في
الجلد الجديد...
عبدالعزيز: عيل في الأفلام الأمريكية يخلونهم يشيلون الجلد ويبصم البطل
وماتظهر البصمة ....يقصون علينا ؟...
ضحكت بخجل وقالت : وأنت ماتدري أنهم دايماً يحورون الحقايق لمصلحتهم...
( لاحظت أن الجموع بدأت بالدخول للقاعة فاستأذنت منه ) أسفة بس أحنا لازم
ندخل الحين ...
دخلت ووجدت الجميع قد سبقهم للدخول ....جلست في مقعدها وحاولت الانصات
الى مايقوله المتحدث مع تفكيرها في عبدالعزيز وحديثه معها ...

نحو الساعة السابعة أنتهت الجلسة لليوم الثاني ...انصرف اغلب الحضور
وفضلت جواهر الأنتظار حتى يخف الزحام ويأتي السائق الذي طلبته بالهاتف
وفعلاً حضر بعد عشر دقائق..لاحظت أن عبدالعزيز لم يترك القاعه أيضاً ولكنها
فضلت عدم ترك المجال له مرة أخرى فخرجت من الفندق في أقل من دقيقة
لتركب سيارتها.
أعطت السائق بطاقة مطعم Trattoria Napoletana Da Maurizioالايطالي ليأخذها هناك...
كان مطعماً عائلياً صغيراً عرفته من سنوات وأعتادت أن تأكل فيه مع أمها إذا
تواجدت في باريس في أي وقت غير شهر أغسطس والذي يقفل المطعم فيه
أبوابه لتأخذ العائلة كلها أجازتها السنوية ... كانت تحبه كثيراً لأنه غير معروف
بالنسبة للسواح الخليجين ...
في أقل من ربع ساعة وصلت...وأخبرت السائق بأن يعود بعد ساعة فقال لها
بأنه سيذهب ليتعشى... دخلت المطعم وأستقبلها صاحبه بترحاب شديد كعادته مع
الزبائن ولكنه أخبرها وبفرنسيته ذات اللكنه الايطالية أنها إن ارادت البقاء
ستضطر لمشاركة أخرين الطاولة نظراً للزحام الموجود ولصغر حجم المكان..
وافقت وهي تحس بالاثارة من هذه التجربة التي كانت تسمع عنها وستعيشها
لأول مرة..
كان المطعم عبارة عن غرفتين صغيرتين الاولى وهي التي دخلتها تحوي
طاولات في الوسط للسلطات والمخللات ..وبها عدة طاولات شُغلت من قبل
الزبائن والثانية والتي قادها لها أصغر حجماً وبها طاولات أقل منها واحده منهم
كانت دائرية جلس فيها رجلين وامرأة وهي التي توقف عندها وكلم الثلاثة
وأستأذنهم وعاد لها يخبرها أن بأمكانها الجلوس معهم...دققت بنظرها فلاحظت
أن رجل أشقر وامرأة مثله ويبدو عليهم أنهم زوجين فرنسيين ..والرجل الثاني
والذي أعطاها ظهره شعره حالك السواد ويرتدي كنزة بنية بدا شكله مألوفاً..
قالت وهي مبتسمة بالفرنسيه: بون سوار

ردو عليها جميعهم بنفس الطريقة..اختفت أبتسامتها عندما رأت سيف يبتسم
لها.. لم تعرف كيف تتصرف...هل تعتذر وتغادر ...لكن السائق سيعود بعد
ساعة وسكون موقفها محرج ..لاحظ سيف ترددها فحرك كرسيها الذي بجانبه
ودعاها للجلوس قائلاً : تفضلي اقعدي ...أنا مهب متأخر هنيه...
جلست وهي في قمة الاحراج...: شكراً سيدي...
سيف: جواهر: أحنا مهب في الشغل ناديني باسمي..
جواهر : حاضر سيدي ...أقصد حاضر ....
أحس بتوترها الزوجان فأرادا تغير الجو فسألاها من اين هي فأجابت : من قطر
وسألوا سيف نفس السؤال فلم يفهمه فترجمت له جواهر..فأجابهما ثم التفت
اليها سائلاً : أنتي تعرفين فرنسي؟؟؟
جواهر وعلى وجهها أبتسامه خجوله: شوي ...
سألتها المرأة عما إذا كانوا سواح ...فأجابت أنهم في رحلة عمل ..
ثم سأل الرجل عما اذا كانوا يعرفون بعض ...فأجابته انهم يعملون معاً ..
كان سيف يراقبها بصمت حتى أتى صاحب المطعم بقائمة الطعام لها فأخذت
تتصفحها مع أنها تعرف طلبها ,,, قال سيف: لا مهب شوي ...أنتي تعرفين
تتكلمين فرنسي عدل ...انا اللي شوي...ليش هالتواضع؟؟
لم ترد جواهر لكن أحست أن وجناتها قد أحمرت لاحظ هو ذلك فأبتسم وسكت ..
كان سيف قد وضع جاكيته البني على ظهر مقعده فبحث في جيبه عن هاتفه
والقى عليه نظره ...حوله على الصامت ثم وضعه أمامه على الطاولة...
وضعت القائمة على الطاولة ليراها الرجل ويأتي ...وفعلاً جاء وأخذ طلبها
وعرض عليها أن تختار لها بعض السلطة فوافقت وقام معها سيف ...أخذ كل
منهما صحن ووضعت جواهر بعض البذنجان المقلي ...وقليل من الحمص ...
ووضع له نفس الشي وأضاف بعض من السلطة الخضراء ...وعادا لطاولتهما..
كان المطعم قديم ...لم يجدده صاحبه منذ أن أخذه ليتميز بشكله القديم وجدرانه
الصفراء غير المستويه والمليئة بالصور ...وبعد لحظه لم يقدر أن يقاوم فضوله
فسألها : من وين تعرفين هالمطعم ؟؟؟
جواهر: من زمان ..تعرفت عليه بالصدفه من سايق أيطالي عايش هنيه كان
معانا..وتعلمنا عليه...
سيف : أنا بالصدفه عرفته ...كنت أدور العام في هالمنطقة مضيع ووقفت عنده
بسأله عن الطريق وعجبني الريال وتعشيت عنده....
جواهر: شكله طيب هالريال ....يعاملك معاملة تحسسك بأنك مهب غريب...
سيف: صح....( ثم وبتردد سألها السؤال الذي يجهز له ) الا قوليلي شعندج مع
عبدالعزيز مساعه؟
جواهر: ابد ...كان يسألني عن القضية ...سمع عنها وبغى يعرف شوية
تفاصيل...
سيف: ايوااا قلتيلي..... تفاصيل.... ( أخذ يحك رأسه وهو يفكر ) ثم سألها:
يعني اشوفج تروحين بروحج دايماً ...وين أحمد ومرته عنج...
جواهر: ماحب أضيق على حد ولا أفرض نفسي على حد...خلهم يستانسون ...
أنا متعلمة أروح وأجي بروحي من سنين....
سيف: ماتخافين ؟؟
جواهر: ليش أخاف ...؟؟ أنا ماروح الا الاماكن اللي أكون واثقة بأنها أمان..وما
اتأخر في الليل الا إذا معاي حد..
سيف: حتى في لندن؟
جواهر: لندن لا... هناك مافي أمان أصلاً ...فأنا ماحط نفسي في هالموقف...

أحضر شاب له بيتزا بالاربع أجبان ...ولجواهر رافيولي بالسبانخ بالصلصة
الحمراء وتمنى لهم شهية طيبة وغادر ...كان الزوجان عشاءهم مختلف...
لحوم مع خضار ...
قال سيف وهو يقطع البيتزا : شخبار الوالدة؟؟؟
جواهر: بخير الله يسلمك ..
سيف: عيل من قعد معاها؟؟
جواهر: عيال أحمد عندها في البيت ..وانا أتصل فيهم طول اليوم...
سيف: عيل أنا امي فديتها محد عندها....أنا موصي خواني يمرون عليها بس
محد قاعد عندها....
جواهر: وزوجتك ؟ ليش ماتقعد معاها..
سيف: لا ..أنا ماعندي مره...للحين ...
جواهر: عيل كلمت الوالده اليوم ؟؟ تطمنت عليها؟؟
سيف: كلمتها مساعه بس ذكرتيني بتصل بشوفها كلت دواها والا لا؟
اخرج سيف هاتفه وأتصل بوالدته وعندما ردت عليه : هلا والله بالغلا
كله...شحالج حياتي؟؟
سيف: حتى لو ...يمكن تغير شي والا شي ..لازم اسأل ...أنا كم أم عندي بس
وحده....
سيف: كلتي دواج يمه ...؟؟ زين زين ...بتصل فيج بعد شوي بشوفج رحتي
ترقدين والا لا...
سيف: لج الحشيمة يمه ...منتي ببزر لكن أنا مهب عندج ولازم أحاتيج ...
شسوي؟؟
كانت جواهر تستمع لكلامة مع أمه وهي مستغربه من هدوءه وصبره معها...
كانت ترى جانباً أخر من شخصيته ...جانباً لم تعتقد أنه فيه... جانب الأبن
الحنون الذي يفكر بأمه ....كان ببساطة شخص آخر ...شخص لم تعرفه قط ...

فيما بعد سألها : ممكن اسألج أنتي ليش أخترتي هالشغله؟؟
جواهر: ليش شفيها هالشغله؟؟
سيف: لا مافيها شي بس يعني تعودنا البنات يختارون دايماً أشياء معروفه مثل
التدريس أو السكرتارية أو حتى الطب لكن أنتي غريبة في هالمجال...
جواهر: هذاك أول ...الحين سمو الأمير الله يحفظه فتح المجال حق عمل المرأة
في كل مكان ...صار مافي فرق بين المره والريال الا في نجاحها في عملها ...
مادامت مجّده في شغلها ومحتشمة أيش المانع؟؟
سيف: يمكن .. أنا أوافقج في نقطة النجاح ...أنتي طبقتي لنا النظرية بشغلج
اللي تنجزينه دايماً بطريقة أسرع وأحسن من عشر رجاجيل ....
جواهر: أشكرك سيدي على المجامله...
سيف: هذا رأيي مهب مجاملة ...وأنتي عقب هالوقت اللي عاشرتيني فيه أكيد
بتعرفين أني ماجامل أبد...
أبتسمت جواهر ولم ترد ...ولكنها انتبهت الى أن الوقت مر بسرعة...أشارت
على الشاب لتدفع الحساب وفعل سيف مثلها ...أحضر لهما الحساب فأمسك
سيف الفاتورتين وقال لها وبصرامة : خلي عنج ...أنا بدفع...
كانت ستقول شيء حين قاطعها بأشارة من يده وقال: أدري عندج خير...بس أنا
أبغي أدفع اليوم ...ما تدرين يمكن أحتاج في يوم من الايام وتكونين الوحيده
اللي تدفعين عني...
وقفت جواهر وحملت حقيبتها لتخرج وشكرته ....
أجرى أتصال سريع ثم تبعها للخارج لاحظوا قطرات المطر الخفيفة التي كانت
تتساقط وقف ينتظرها الى أن صعدت لسيارتها وتحركت فركب هو سيارته وطلب
من السائق أن يلحقها...تبعها الى أن أنزلها سائقها أمام الفندق وأنتظر الى أن
دخلت ثم طلب من سائقة التوجه للشانز ...لاحظ أنها التفتت له قبل أن تدخل
الفندق وظهرت أبتسامة على شفتيها....أبتسم بدوره وقادته أفكاره بعيداً حتى
قاطعه السائق بقوله أنهم وصلوا لمقهى الماريوت... فأخبره بأنه سيعود مشياً
على الأقدام وأنه سينتظره غداً في نفس الموعد أمام الفندق..
دخل المقهى وأتصل بأبوحسن الذي أخبره أنه كان يشتري هدايا وأنه سيأتي بعد
قليل...كان يفكر بجواهر وبكلامها .... يفكر بذكائها وثقافتها.. يفكر بجمالها
وأناقتها ....يفكر بحيائها وخجلها ...ثم... فكر بعبدالعزيز ( شيبي ذيه....أونه
مهتم بتحليلها للجريمة....علينا أحنا هالحركات....أحنا ماصدقنا أفتكينا من غانم
يجينا عبدالعزيز ...هذا سمعته واصله هني.. الأخ مايخلي مره في
حالها.....بس أنا شلي فيه والا فيها...هي مرة عاقلة تعرف تتصرف ...العالم
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات