بارت من

رواية بين طيات الورق -14

رواية بين طيات الورق - غرام

رواية بين طيات الورق -14

السبت...
9-2-2008...
الساعة 9 الصباح...
لبست عبايتي وتعدلت ونزلت لهدى إلي كانت تنتظرني تحت بسيارتها... سألتها قبل يومين تاخذني لنورة وهي طبعاً رفضت... رفضت من البداية تاخذني لها بس أنا أصريت... مشيت بكل بطء وأنا أفكر شوي بيدي أعمل... وكيف بيكون لقاي بنورة... زيارتي هذي لو عرف عنها وليد كان بيعصب بس أنا لازم أوضح الأشياء... رحت لهدى بالسيارة...
قالت لي وهي تسوق: يا ويلك من وليد... لو مخبرته عالأقل...
أشرت: هو يعرف إني أريد ألاقيها...
قالت هدى: وشو تبيلها يا الخنساء؟! مو أحسن لك تسلمين من شرها وتبعدين عنها...؟!
أشرت: يهمني إلحين نوصل وأتفاهم معها...
قالت هدى بقهر: والسؤال هنا يروح ويجي شو تتفاهمين معها؟! هذا حقك مالأحد دخل فيه...
رفضت أرد وبقيت هادية... أدري إنهم يقولون الحقيقة بس رغم كذا أحس نفسي إني أخذت حق أخواني... مدري أفكر بغباء إني أريد رضاها أو غيره... بس المهم أروح لها... نزلت من السيارة ومشيت للباب... لاحظت سيارة كانت غريبة برا البيت... ما أعطيتها أهتمام ودخلت بسرعة للصالة... سمعت أصوات جايه من الصاله الداخلية... مشيت بسرعه وكانت نوره مع عمتي سلمى وأختي ليلى ورجال غريب...
وقفت نوره مصدومة لما شافتني وصرخت: إنتي شو جيبك؟
ودخلت وراي هدى... وقفت هدى لما لاحظت في رجال غريب...
سألت: منو هذا نوره؟
أرتبكت نوره لكن عمتي قالت: ماتعرفونه...
رجعت هدى تسأل: منو هذا؟
قالت نوره وكأنها مغصوبه تقول: هذا عمر...
ناظرت على هالعمر... كان تقريبا بعمر وليد أو يكبره بسنتين أو ثلاث... كان لابس دشداشه بيج وكمته بيج... رغم إني أول مره أشوف هالإنسان إلي إن ملامحه مو غريبه وطبعا ما أرتحت له...
وقبل لا تسأل هدى منو هالعمر قالت نوره وهي تناظرني بشراسه: عمر واحد من إلي جوا يعاينون البيت... وأنتي يا الخرساء... شو يجيبك فبيتي؟!
أشرت لها: وليش تبين تبيعي بيت أبوي؟
صرخت نوره: أنتي ما يخصك فبيتي فاهمة؟ أكلتي الورث والشركه.. أكلتيهم يالساحره..
وجات عمتي تكمل عليها: يالخرسا الساحره إحنا من البداية جيتك لنا كانت معروفه.. لعبتك إلي تلعبينها أنتي وأمك فاهمينها...
أشرت: أي لعبه أي سحر؟ أنا ما طلبت من أبوي يكتب الشركه بإسمي...
ضحكت نوره بغيظ: لاااا والله؟! تصدقي صدقتك يالمحتاله...
وصرخت فجأه: فلوس ولادي اليتامى أكلتيهم يالمتسوله...
صرخت بقهر وأشرت: أنا ما أكلت فلوس أخواني... وإذا نسيتي أنا بعد يتيمه...
حسيت فيها تحمر من العصبية ووقفت جايتني: طلعي من بيتي... طلعي.. طلعي...
أشرت: أبي أشوف أخواني...
صرخت: إنسي إن عندك أخوان... ما بسمح لك تشوفينهم من يوم ورايح...
قالت هدى: نوره أستهدي بالله... شو هالكلام؟!
قالت عمتي: كلام حق... هذي الخرسا شو جابت غير النكد علينا...
أشرت بقوة لعمتي: أنا ما جبت النكد لأحد يا عمة...
ورجعت أناظر الرجال إلي كان ساكت وما يتكلم بس نظراته الكريه مره علي ومره على نوره...
أشرت: بيت أبوي ما ينباع... وإذا على الشركه أنا مستعده أكتبها بأسم أخواني... بس بيت أبوي ماينباع...
وبهالوقت حس الرجال بنفسه وقام واقف وطلع من باب البيت وهو ما وده... كانه كاره يترك لهالمسرحية إلي قاعدة تصير بهالمكان...
صرخت نوره بعصبية: خليتي الرجال يطلع بغباءك ... وبعدين ما علينا هالكلام التافه يا حقيره...
شهقت وردت هدى: بلا هالكلام الفاضي يا نوره.. الخنساء نيتها طيبه جايتك علشان تتفاهمون على البيت والشركه...
ضحكت عمتي: أي نية طيبة أي خرابيط؟! هدى خلك على جنب أحسن... ترى ما بيجيك إلا النكد من هالإنسانة...
عصبت منها وكرهتها من خاطري هالعمه... مدري شو شايفتني... شو هالنكد إلي مسمتنه فيني...
أشرت بكل كره: أنتي يا عمتي آخر وحده تتكلم...
حسيت فيها عصبت وهدى تترجم لها الكلام الأخير... وجاتني تصارخ... مسكتني ودفعتني لوراي من غيظها...
صرخت: أنا تسكتيني يا الحقيره... الحشره... المتشرده...
كرهت كلامها إلي يحقر من ذاتي... وبلحظة... الأخلاق والآدآب تعثرت... والقيودوالدم أنخرسوا... ما حسيت إلا وأنا أرفع يدي أحاول بدون وعي مني أصفع عمتي... ناظرتني وبعيونها جمر تشتعل... شهقت ورجعت وراي ويدي ترتعش بعد ما أستوعبت إلي كنت بعمله...
وماسمعت إلا صرخاتها تملي المكان: أنا يالحقيرة الخرساء تحاولي تمدين يدك علي...؟! أنا؟!
وبدت تصارخ بهستيريا وكلامها كان فظيع لدرجة إنها قربت ترد لي الصاع صاعين... ومن خوفي على نفسي والجنين رجعت وراي... شفتها تجيني وتهزني قبل لا توصل لي هدى... صرخت لما حسيتها بتضربني على بطني...
لكن كل شي توقف فجأة لماسمعنا صوت جاي من الباب...
صوت خشن وواضح: سللمممى...
وقفنا متسمرين وعيونا تعلقت بالقادم... كان محمد واقف يناظر زوجته بكل حره... ومرت ثواني بدون أي صوت إلا نفسنا المخنوق...
سكون قطعه محمد بكلمتين ثقيلتين عالسمع: سلمى إنتي طالق... طالق...

وأنتهى كل شي فجأه... بشهقة مني ومن هدى ونورة... وصرخة هستيرية من عمتي سلمى...

الساعة 12الظهر...
رجعت عالبيت وأنا أتعثر بمشي... أرتميت على السرير وأنا أرجف... أرجف من الخوف... ما توقعت أكون سبب بلي صار لعمتي... تغطيت بالفرش وأنا أبكي... صح... صح لما قالت عمتي إني من يوم جيت لأهلي صرت نكد عليهم... المصايب بدت تنزل عليهم... لا... لا... أنا ما سويت أي حاجة... ماسويت أي غلط... هذي عمتي هي السبب... وهي إلي أستحقت جزاها... أستحقته...
تميت بفراشي ويمكن نمت من البكى... لأني حسيت بيد تهز كتفي... شهقت وقفزت بخوف وقلبي يدق بكل قوة...
ناظرني وليد: الخنساء... بسم الله عليك... شو فيك؟!
ناظرته لحظة لحظتين أستوعب إن هالشخص إلي واقف قدامي هو وليد... أرتعشت شفايفي وما قدرت ألجم نفسي وبكيت... تقرب مني وضمني وهو مستغرب شو صابني...
سألني والقلق باين على وجهه: شو فيك؟! الخنساء... ليش تبكين؟!
تمسكت فيه بكل قوة وأنا أرفض أرفع نظري... أخاف يكره تصرفي... أخاف يعاتبني... وزدت ضغط عليه نسيانه وجود جنين بأحشائي...
همس: الخنساء... حاسبي...
ورجعت أشهق أكثر لما تذكرت إن عمتي كانت بتحاول تضربني على بطني... لهالدرجة وصلت فيها الدناءة تأذيني... تأذي طفلي...؟!!
بعدني وليد بعد جهد وهو يسأل: شو صاير؟! شو فيك؟!
أشرت برجفة: عمتي تطلقت...
ناظرني مصدوم... وسأل: شو تقولين؟!
رجعت أأشر: العم محمد طلق عمتي...
مسح دموعي وأجبرني أسمعه: خبريني شو السبب؟! وأنتي كيف عرفتي؟! شو صاير يالخنساء؟!
بديت بكل ألم ووجع أأشر له بكل إلي صار... ما تجاهلت أي شيء... خبرته كل إلي صار حتى محاولتي أمد يدي على عمتي لو إني أستوعبت باللحظة الأخيرة إني أتمرد على الاخلاق... والشاري المسمى بعمر وعمي محمد إلي دخل فجأة ورمى يمين الطلاق... وبالنهاية تركني وليد ومشى بعيد يغرس يده بشعره... أرتجفت بخوف وأنا أتخيل ردة فعله إلي أكيد بيعصب فيها علي...
رجعت أنتحب وأبكي... لف لي وأشرت: أدري... إنك بتعاتبني... إلحين تأكدت إن كلام عمتي فيه شيء من الصح...
ناظرني محتار وسأل عابس: أي كلام؟!
أشرت وأنا أنزل عيني: إني إنسانة ما جيب إلا الهم لأهلي...
حسيت فيه يغرس يده على كتوفي ويجبرني أناظره...
همس بعصبية: ما أبيك تقولين هالكلام مرة ثانية يالخنساء... إنتي إنسانة مالك مثيل بالطيبة وحب الناس... وهالكلام هي خرابيط عمتي...
أشرت بألم: لكن...
مسك يدي وهز راسه بلا ورد: ومن قال إني بعاتبك على شيء أنتي مالك دخل فيه؟!
ناظرته برجفه وأنا أحاول أسمع شو يحاول يوصل لي...
كمل بحنان: رغم إني رفضت تروحين لنورة إلا إني ما أعاتبك بمحاولتك تكسبين رضاها... مو معاتبك ولا أتهمك إنك سبب إلي صار... هذا محمدوقراره ما جا إلا بلحظة كنتي فيها...
أشرت: ورغم كذا ما يهون علي... عمتي بهالسن تتطلق...
جلس جنبي وضمني يقول: ما أكذب عليك كم مرة لاحظت التمرد مرسوم على عمتي... وخاصة إني تزوجتك وهي إلي كانت تتمنا بنتها تكون مكانك... زادت تمردها حتى إن محمد فاض فيه الكيل وكان قراره يمكن بلحظة تسرع لكن جات بوقت متأخر...
بقيت ساكنه بحضنه وأشرت: وليد...
ناظرني ورجعت أأشر: شو بيصير لعمتي؟! شو بيصير لأولاد عمتي؟! مايهونون علي...
ابتسم وليد بحزن وقال: أولادها كبار وما أظن هالخبر بيكون صدمة لهم... صدقيني كم مرة طلال يردد لي إن بيجي يوم أبوه بيطلع كل إلي كابتنه من تصرفات أمه... وصدق إلي قاله... هو يعرف أمه زين... ولجين مو صغيرة ما تعرف إلي بين أبوها وأمها... ونشوى أنتي أدرى بحالها...
رجعت أأشر: لكن... شو بيصير لعمتي؟! أكيد إلحين هي منهارة...
قال وليد بكل حنان: لا تحاتي بوصي طلال يناظر حالها... ولجين ما بتقصر...
كان بيقوم يكلم بالموبايل بس أنا مسكته وأشرت: وليد... أنا آسفة... آسفة لأني رحت بيت أبوي بدون ما أخبرك...
ناظرني وليد وأبتسم وهو يمسح على شعري: كنت متأكد إنك بتنفذي إلي براسك وتروحين لها... ووصيت هدى ترفض بس إصرارك خلاها توافق بعد ما سألتني... بس الأحداث هذي ما توقعتها تصير...
أشرت برجفة: أنا آسفة...
رفع ذقني وقال: يلاااا أمسحي هالدموع وخلك قوية...
ووقف وقام يكلم بالموبايل... أما أنا فبقيت بالسرير أحاول أداري دمعاتي... صح كرهت عمتي بمواقف بس ما اتمنالها يصير لها إلي صار... أتمنى بس طلال ولجين ما يحقدون علي...
الساعة 8 بالليل...
كنت جالسة لحالي بالصالة... جدتي دخلت غرفتها تريح... وهذا بعد ما رمت كم تعليق عن عمتي... على قولها إنه كان المفروض تتأدب من البداية وتترك عنها هالتمرد... وهذي هي إستحقت إلي صار لها... عمي خالد طلع وهو يكلم عمي سيف... كانوا يتناقشون بهالشيء وطبعاً على كل إلي صار هم يذنبون عمتي...
تميت جالسة أتنهد وأتأسف لكل إلي صار... أتمنى محمد يرجع عمتي... ما أبي العائلة تتفكك بسببي... سمعت صوت باب البيت ينفتح... لفيت وشفت وليد...
قال: ألبسي شيلتك الخنساء في شخص يبي يقابلك...
أشرت: منو؟!
وما جاوبني وليد إلا دخل محمد ووراه عمامي وجلند ووراهم طلال ومعاه لجين...
جاتني لجين ومسكت بيدي: الخنساء... أدري... أدري إنك طيبة... أرجوك... أرجووك سامحي أمي... سامحيها...
أشرت متساءله: شو فيه؟!
قال عمي خالد وإحنا نجلس على الكنب: هذا هو محمد بيكلمك...
أشرت لمحمد يتكلم... قال بتنهيدة تعبانه: أنا آسف يا بنتي...
قاطعته: عن شو؟! انا...
رد محمد يقول: عن كل إلي سلمى كانت تحاول تأذيك فيه...
هزيت راسي وأشرت: محشوووم يا عمي... لا تتأسف...
رد يقول بابتسامة: أدري فيك بنت طيبة... تربية جدك أصيلة... أنا موافق أرجع سلمى بس شرط على عمومتك إني ماراح أرجعها إلا بموافقتك أنتي ومسامحتك لها...
تفاجأت لهالكلام وناظرت عمامي إلي كانوا هادين... ووليد إلي هز راسه يطالبني أرد... وطلال الساكن مو مثل عادته بمكانه... ولجين إلي كانت تبكي...
أشرت بكل سرعة: مو محتاجة لكلام يا عمي... ما تهون علي عمتي... وإذا على من يتأسف فهي أنا...
ابستم طلال فجأة وهو يقول لأبوه: هااا يبه... مو قايل لك الخنساء ما بترفض؟!
قفزت لجين وجاتني تقول بإبتسامة مخلوطة ببكى: الخنساء... مشكووورة... مشكووورة... أنا... أنا...
الكلمات خانتها فابتسمت لها وطلعت للمطبخ أحضر العصاير... على رغم كل إلي سوته عمتي ما أتمنالها تعيش مشتته وهذا غير الحزن على حالة لجين وطلال... أتمنى الأحوال تتصافى ونعيش بدون هموم... أتمنى عمتي تتفهم... أتمنى تتركني هي وبنتها لحالي... كلها أمنيات أدري فيها صعبة وخاصة إن عمتي بتحقد علي أكثر بعد إلي صار هاليوم...

الثلاثاء...
25-3-2008...
اليوم تجمع الأهل فبيتنا... عمي خالد مسوي عزيمة علشان جمعة الأهل إلي توقفت بعد وفاة أبوي... طلعت لي لبسة عبارة عن ثوب خليجي مطرز بشك بديع وكان طبعاً فضفاض يناسب حملي إلي بدا يوضح... لبست معاه شيلة وردية ولفيتها وجيت بطلع من الغرفة فاجأني وليد وهو داخل...
أشرت: ما نزلت لأهلنا؟!
قال: لا...
وناظرت لظرف بيده... سألته: شو هذا؟!
قال بابتسامة: هذي مفاجأتي لك... إلي وعدتك فيها من أول يوم العيد... صح تأخرت بس... أممم مو مشكلة بالنهاية وصلت...
أشرت بحلاوة: شو هي؟!
ضحك وقال: قبل أي شيء أبي عصير كوكتيل من يدك...
ضحكت وقلت: ما طلبت شيء بسويه لك من عيوني...
قال وهو يمسك يدي: أضحك عليك... ما أبي إلا سعادتك يالخنساء...
ابتسمت له بحب... وسحبت يدي شوي وأشرت: وأنا ما أبي إلا حبك لي يزيد...
ضحك وباس جبيني: وأنا بعد يالغلا... ها... يلااا لا تخربين المفاجأة الحلوة...
أشرت: شو هي؟!
مد لي الظرف وطلب مني أفتحه... فتحته شوي وقريت أول الكلام المكتوب فوق الورقة... أرتعشت يدي ورفعت أنظاري لوليد... ورجعت أنزلها للورقة... ورفعته للمرة الثانية بعد ما طاحت الأوراق من يدي...
دمعت يدي وأشرت: ليش يا وليد؟!
مسك يدي إلي ترتعش وأخذني لحضنه وهمس: لأني أحبك أريدك تكوني سعيدة بحياتك معي... لأني أحبك أريد أثبت لك كثر هالحب إلي بقلبي... لأني أحبك حاولت أشتري بيت عمي... حاولت بكل طريقة... مازال البيت مو لك لكن صار بقبضتي... وبعد محاولات من أرملة عمي تزيد السعر إلا إني بالنهاية حصلت على صك الشراء...
بست يده وأشرت: أكيد غلت سعره فوق المعقول...
همس بقول: يا حلوتي مو كل شيء بهالدنيا يسري كذا... المحامي والمختصين كان لهم دور بكل إلي صار...
أشرت: ليش ما قلت لي إنك بتشتري البيت لكنت عالأقل ساهمت...
قاطعني يقول: ههههه وأخرب المفاجأة؟
أشرت بحلاوة: أحلى مفاجأة....
رد يبوس جبيني: إنتي مرتاحة معي يالخنساء؟
رديت أأشر وعيوني تفضح شعوري: وهذا يبيلها سؤال... أكيد مرتاحة... أكيد... وهالمفاجأة ما أدري كيف أعبر لك فيها عن... عن...
قاطعني يقول:يكفيني حبك وراحتك...

ابتسمت بكل حلاوة... حياتنا من يوم ليوم تزيد تفاهم... حب وعطاء... من يوم ما محمد رجع عمتي ما عدت شفت عمتي غير مرتين وكلها عالسريع... وهذا غير إني أحس بركودها هي وبنتها إلا إن نظراتهم صارت شيء ما اقدر أوصفه إنه شيء شرير إلا الشر نفسه... صرت أخاف منهم واحاول ابعد عن طريقهم بكل إلي أقدر عليه... ما هو حتى أتجنبهم وبس إلا لأني ما أبي أفتعل مشاكل أنا ما أريدها تكون بيني وبين وليد... أريد انعم براحة البال... وأريد أعيش حياتي بدون ألم وأحزان...
وطبعاً بهالعزيمة ما فاتتني نظرات الكره إلي تفيض من عمتي ونشوى... والتمر إلي وأستغربت منه زاد بعمتي... كلامها الحاد هي وبنتها زاد فظاعة وخاصة لما أكون لوحدي معهن... صدق لما قالوا أبو الطبع ما يخوز عن طبعه... وحاولت أتجاهل هالشيء قدر قدرتي...
وأتذكر بهالعزيمة شيء أشغل تفكيري... كنت رايحة المطبخ وشفت هناك هدى ولجين يعابلون بالدواليب...
أشرت لهدى: شو تدورون؟!
قالت هدى: ندورر الله يسلمك على علب البلاستيك الشفافة...
أشرت لفوق: هناك بالدولاب إلي فوق... ليش ما سألتوا الشغالة كانت بدلكم...؟!
همست هدى: أسكتي عمتي مريم مسويتنا سالفة كبيرة من أصل لاشي... تقول جيبوا هالعلب هالحين...
قالت لجين وهي تطلع فوق الكرسي: يوووووه بعيد ما أقدرلهم...
وحاولت تطلع فوق كرسي صغير فوق الكرسي الكبير... وكانوا شوي يترنجحوا على بعض...
قالت هدى: حااااسبي يا بنت...
لجين بضحكة: لا تخااافي... أمممم شوي وأوصل لهم...
أشرت لهدى: هذي مجنونة... خلها تنزل وبنادي الشغالة تجيب كرسي أكبر...
ردت هدى : أدري فيها مجنونة... لجينوه أنزلي...
أما لجين فما سمعتنا وبدت تنزل كل العلب... ولما خلصت قالت: أووووف خلاص هذي آخر وحدة...
ونزلت شوي شوي... وكانت عند الكرسي الكبير لما حاولت تنزل وسمعنا صوت جاي من الباب...
: شو هالجنون؟!
تخرطفت لجين وطاحت على الأرض... ألتمينا عندها وهي تتأوه...
قالت لجين تتحلطم: الله لا يبارك فمن كان السبب... أنت مجنون كذا تصرخ علي؟!
قال جلند بعصبية: وأنتي مجنونة تطلعين فوق هالعمارة إلي تترنجح وشوي وتطيح؟!
قالت بقهر: كيفي... أنت شو يخصك؟!
ووقفت على رجولها وهي تناظره بنظرات محتقرة...
شفناه يرفع حاجب ويقول: صدق إنك غريب... يخصني ونص... أبيك قطعة كاملة فزفتك...
كان فيه كرتون مناديل جنبها ورمته عليه لكنه قدر يتلاشاه وصرخت بغيظ...
قالت: قليل الأدب... صدق الحياء منزوع منك...
ضحك وهو يقول: ثمني كلامك يالطيبة وإلا ما يصيرلك خير مني...
شهقت ولفت تهرب... وقبل لا تحاول هدى تتكلم مع أخوها كان هو عند باب المطبخ...
صرخت هدى: جلند لحظة... شو هالـ....
وما كملت إلا وهو شرد خارج المطبخ...
تأففت تقول: والله هالإنسان معذبني مو كأني أخته...
وطلعت وهي تاخذ العلب... مشيت للكراسي وحاولت أصلحهم بهالوقت إلي سمعت صوت حاقد من وراي...
: أقول الخرسا... إلحين أنتي بأي شهر؟!
لفيت بقوة وأنا أشوف نشوى واقفة وراي...
أشرت بقهر: وأنتي شو تبين مني؟!
ضحكت نشوى وهي تدلع: يوووووه أنا ما أفهم هالحركات السخيفة... صدق اللسان نعمة...
وباست يدها ظاهر وباطن وقالت: الحمد لله والشكر على هالنعمة... يالله تدرين والله أشفق عليك... مسكينة هالخرس لازق فيك من يوم ما أنولدتي...
أشرت بدون أهتمام: وأنتي شو حارقك؟!
ناظرتني بحقارة ورمت كلماتها قبل لا تطلع: الله يعلم هالأطفال شو بيكونوا... خرسين بدون أصوات... خرس بالوراثة مو بسيط...
شو قصدها بهالكلام... الظاهر هالغبية على بالها إني خرساء بالوراثة... في النهاية ما أهتميت لكلامها ورجعت لأهلي بالصالة...
الخميس...
29-5-2007...
الساعة 4 العصر...
مشيت بكل ثقل للمصعد... ونزلت للصالة... تقول الشغالة فيه ضيفة جايه... جدتي مو موجودة ووليد وعمي خالد هم بعد طالعين... كان فيه حرمة معطتني ظهرها... ظنيتها وحدة من الجارات... مشيت لها وأنا أبتسم وماتت البسمة على شفايفي والحرمة هذي تواجهني... تيبست بمكاني وأنا أناظر أمي واقفة تناظرني من فوق لتحت... غريب... شو ذكر هالإنسانة فيني؟! مشيت شوي وقربت من الكنب... أخذت مسودة من على الطاولة وأشرت لها تجلس...
وجلست أمي وهي تقول بصورة ملتوية: ما شاء الله شو كبر هالبيت... لاااا وملابسك بعد... وكلك على بعضك باين غرقانة بالفلوس...
تجاهلت كلامها وأشرت: شو ذكرك فيني؟!
قالت بملامح معفوسة: لا تفرحي مو الشوق إلي ذكرني فيك...
كتبت: عيييل شو؟!
وقبل لا تجاوب شفت الشغالة جاية...
كتبت: شو تشربين بالأول؟!
خلت رجل فوق رجل وقالت: يوووه بعد على حسب الطلب... خلها تسوي عصير مانجو طازج وإلا أقول عصير ليمون مع نعناع... خبرك سمعت عنه مفيد...
أبتسمت لها مو كأننا أم وبنتها إلا غريبتين... كل وحدة تعامل الثانية ببرود...
وكتب: ما طلبتي شيء... مثل ما تشوفين متوفر إلي تبينه...
ورديت أكتب: شو ذكرك فيني؟!
ضحكت بسوداوية وهي تقول: ما جيت إلا فضول أشوف وين وصل حالك مع ولد عمك... مع وليد العقيد...
وقفت تناظر صورة وإلي كانت عالطاولة وكان فيها وليد لابس ملابس الشرطة...
قالت بغموض: ههههه سبحان الله... أذكره لما كان طفل... كأن هالولد شفته أمس بس... أذكره لما كان لازق فيك وأنتي طفلة... هههه كان يعتبرك عروس يلعب فيها... وشكله بعده ما مل منك...
وناظرتني بتحقير: بس ما أتوقع بيخليك أكثر... وخاصة وأنتي...
وناظرت بطني وضحكت تسخر: وخاصة وأنتي حامل... كلها أيام ياخذ الطفل من أحضانك ويرميك...
أرتعشت شفايفي وكتبت: أنتي شو تقولين؟!
ضحكت ولفت ماخذه شنطتها بين يديها... وقفت بسرعة ومسكت يدها أسألها عن شو تتكلم... رمت يدي بتقزز وناظرتني بحدة...
قالت بكره: أتركيني يالخرسا...
أشرت: تكلمي عن شو قاعدة تقولين؟!
وكتبت بالمسودة... ضحكت علي وردت: يالله أدري والله الخرس متعب... متعب وخاصة إنه بالوراثة...
أسود وجهي وكتبت: أنتي شو قاعدة تقولين؟!
ردت بضحكه مايعه: هههههه... ما حاولتي بيوم تسألي وليد إذا يعرف عن حقيقة خرسك؟! لاااا ومسكين عايش هو وأهلك بكذبة...
وضحكت وهي تمشي: ههههههههههههههه... وكله بسبب كذبه من أبوك الميت... هههههههههه... لاااا وأنتي زدتي حقارة عليهم مو بينتي لهم الحقيقة...
وطلعت من البيت وأنا مو فاهمة أي حاجة... مو فاهمة إلي كانت تقوله... جلست عالكنب وأنا أحس بالتعب... مدري شو قاعد يصير؟! حاولت أجمع الأفكار ببعضها... يمكن أنا غلط بشيء كبير بس بالنهاية هذا قراري أنا مو قرار أي أحد...

وقفت طالعة الجناح هالزيارة مو المفروض يعرف عنها أي أحد... حتى وليد...


الجمعة...
30-5-2008...
بكيت وأنا أجهز حالي... اليوم عمي خالد مسوي عزيمة عائلية علشان أخواني... بيسافروا بعد يومين... نزلت السلالم بهدوء وأنا أحس بشوقي من إلحين على أخواني... ابتسم وليد وهو يشوفني جاية... وسع لي مكان جنبه...
همس: باين كنتي تبكين...
أشرت: شو أسوي هذولا أخواني...
شفت أخواني مع مازن ومزون يلعبون بالصالة... تنهدت ورجعت أسمع سوالف أهلي... تعشينا بعدها وناموا الأطفال بالغرفة وتمينا إحنا نسولف بالصالة...
كنت أنا وهدى ولجين نسولف عن الحمل وتعبه... تأففت لجين...
وقالت بصوت عالي: ليش؟ ليش؟ أتمنى ياااارب يطلعوا توأم بنات...
قال طلال: وليش عاد؟!
ناظرتني لجين وقالت: علشان وحدة منهم يسموها لجين...
قال طلال: والله وهذا إلي ناقص... ما بقى غير يسموها عليك...
قالت لجين: وشو فيني يعني أنا؟!
رد وليد: يووووه وأنتوا ما شبعتوا من هالسالفة... ترى قلناها بنسميه إما خالد أو نسميها سارة...
قالت لجين: ومن كذا أنا أتمنى يكونوا تؤام بنات...
ضحكت وأشرت: لا ياماما... خلاص مافي أمل... المرة الجاية...
قالت عمتي فجأة: بعد في مرة جاية... وإنتي ما تخافين؟!
ناظرتها متسائلة: من شو؟!
وشفت وليد يبي يتكلم لكن عمتي سبقته تقول بشماته: وإلا تبين تخلفين أطفال خرسين مثلك؟!
عم المكان فجأة صمت ثقيل...
ولأن محمد مو موجود مسافر فأخذت عمتي راحتها وقالت: إنتي ما فكرتي... أو خلنا نقول... ما خطر على بالك... إحتمال يطلع ولدك أخرس؟!
ارتعشت شفايفي... ومرت فترة سكون قصيرة وما حسيت إلا كل الرجال قفزوا لها بوجهها...
قال عمي سيف بعصبية: سلمممممممى والله... والله إذا ما سكتي ما بتشوفين خير... إنتي ما تعلمتي من المرة الماضي؟!
لكنها كملت بدون ما تهتم: أنا أقول الحقيقة... ليش تضحكون على نفسكم؟! وتكذبون الحقيقة... أنتو أدرى بهالشيء يا أخواني المصونين... أكيد واحد من ولادها أو أكثر بيطلعوا خرسين...
صرخ عمي سيف: أسكتيييييي يا سلمى... صدق إنك نكدية... إلي صارلك ما كفاك...
وقف لكن عمي خالد وقفه: سيف أجلس... وأنتي يا سلمى إياني وإياك تزيدين كلمة...
قالت عمتي وهي تزيد ضحكاتها: هههههه... وليش تسكتوني يا أخواني؟! صدق إنكم... شو أقول عنكم؟! ترى هالبنت بتورث هالخرس لأولادها...
وهنا همس وليد بكل عصبية وهو متوتر: عمتي... بلااا هالكلام الفاضي...
وناظرني متردد... أدري شو يفكر فيه... هو يعرف إني مو خرساء بالولادة... بس غريبة ليش تردد؟!
يتبع ,,,,,
👇👇👇
تعليقات