وطلعت معاه ومع خالي سامي اللي بيوصلنا للمطار .. ودعت خالي سامي وانا ابكي وهو كان مخنوق ووجهه متغير احس بخوف في عيونه مايبغى يوريني اياه وعاطاني ظهره وهو يقول الله معاك وترجعين بالسلامه ..!
انقهرت لأني خليتهم يحزنون ويبكون .. هدى ماقابلتها لأنها مقفله على نفسها غرفتها وماتقدر تشوفني .. اعرف هدى دايما تقول انا استقبل بس مااودع اللي احبهم ..!
في الطيارة .. نمت اغلب الوقت مااصحى الا اذا جينا ننزل من ولاية لولاية .. وأكون زي اللي متخدرة ابغى ارجع انام ... كل ماصحيت وانا بالطيارة اشوف خالي جالس يقرا .. سألته بملل : كم باقي ..؟
: باقي ساعتين بس نامي اريح لك
احس فيني نوم مو طبيعي بسبب المسكن اللي آخذه ،، رجعت نمت وخالي رجع يقرا ..
قربنا نوصل وقمت للحمامات ونزلت عبايتي ولبست حجاب لونه بيج وأطرافه ذهبي بنفس لون البلوزة ..
وأول مانزلنا لبست نظارتي الشمسية السوداء وصلنا الصالة الا خالي يضحك ويسبقني وانا اطالع لوين يروح .. شفته يسلم على واحد طويل كان خالي بيني وبينه بعدين هو لف واعطاني جنبه رجع لي خالي وقال ان هذا مهند وبنروح معاه لشقته .. حسيت بالدنيا تلف فيني .. مااقدر اتخيل انه يشوفني بدون غطا على وجهي واروح معاه لشقته لاوالله .. بعدين موقفي مو حلو انا اللي رفضته بدون سبب مقنع الحين اروح معاه .. لا ومليون لا قلتها بنفسي
وقلت لخالي وانا احاول اوطي صوتي على قد مااقدر : تكفى خالي بنروح فندق .. خالي طلبتك لاتحرجني ..!
مسكني خالي بمعصمي وربت على كفي بيده قال: مهند بيروح يسكن عند صاحبه واحنا بشقته عشان مايحرجك ..!
لويت فمي وقلت وانا مكشرة : هو قال كذا ..؟
: ايه قاله وقال انه آخذ اغراضه اللي يحتاجها كلها يعني مابنشوف وجهه بالشقة ابداً..!
:طيب خلاص ولو اني اشوف انا لو نروح لفندق احسن له ولنا
اخذني خالي بيدي وانا احسني ابغى ارجع ورا ماابغى امشي قدام .. قدام فيه مهند ياربي استحي منه لو مانعرفه كان احسن اجل اتغطى عنه في السعودية وهنا لا .. وقدام فيه العملية وراسي والألم يارب استر بس ..
مشيت مع خالي وانا عيوني بالأرض ركبنا السيارة وجيت ورا خالي اللي ركب قدام .. ركب مهند وانا ماالتفت له سمعته يقول كيفك ياديمة ..؟ سويت نفسي ماسمعت وجلست اطالع برا .. بعدين قال بصوت عالي : سلامات ياديمة ماتشوفين شر .. كان خالي ساكت ماادري هو مايبغى يحرجني او انه كان يفكر ومشغول ولا معترض بسكوته على مهند لمن كلمني .. قلت بصوت واطي وكلام متقطع : ا لله ي سلمـ ك . طلعت صح الحمد لله بس مدري احد سمعني ولا لا ..
رحنا لشقته عشان نريح وبكرة موعدنا بمركز هيوستن للأورام ...
نزل خالي ومهند وانا متردده انزل ولا استنى لين خالي يقول انزل كنت مرة مستحيه من مهند .. وعيوني بالأرض ولافكرت اني اشيلها من على الأرض .. وكل شوي اعدل نظارتي على عيوني اخاف تبين عيوني .... ولاتستغربون سخافة تفكيري لمن تمنيت ان فيه نظاره تغطي الوجه كله كان البسها قدام مهند ولا يلمح مجرد لمحه شي من وجهي ..
سمعت خالي يقول : يالله ياديمه انزلي ولا تعبانه ..؟
نزلت ومشيت ورا خالي من دون ماارد وكأن وجهي بيطيح من الحيا .. نزل مهند الشنط حقتنا وطلع قبلنا وانا وخالي وراه .. ياربي شو هالإحراج .. والله لو رحنا فندق كان اخذت راحتي على الآخر وارتحت من اللي انا فيه
شفته يفتح الباب حق الشقة وانا معترضه عليه مو يقول انه مابيدخل ولا راح يجلس بشقته ليه اجل الح علينا نجي بشقته وهو داخل قبلنا ولا عذر تحجج فيه خالي عشان ارضى اجي معاه للشقة ..
دخل الشنط ودخل خالي وانا وقفت برا الشقه مااقدر ادخل بصراحه وهو موجود .. رجع لي خالي سحبني من يدي ..: وشفيك انتي ليه ماتدخلين ...؟
: ها .. ليتنا رحنا لفندق احسن من هنا الله يسامحك ياخا ...
جانا صوت مهند اللي قطع كلامي مع خالي ..: يالله يابو بسام بيجيكم غداكم وانا اشوفك بكرة بإذن الله
قال له خالي يتغدا معاه بس رفض ومااعطى خالي فرصه يناقشه
حمدت ربي بعد ماراح مهند ..
شلت الطرحه على طول ورحت ادور على الحمام فينه لقيته وأخذت لي شور سريع وبدلت لبست بيجامه قطنيه لونها زهري ودخل خالي بعدي وأخذ شور هو كمان وبعد شويه دق الباب وفتح خالي لقاه من المطعم وأول ماشاف خالي سلم عليه ورحب فيه طلع سوري يشتغل بمطعم عربي وجايب لنا منه غدا كباب وانواع المشاوي مع سلطات انواع وأشكال .. قال ان الدكتور مهند حاسبه وسلم على خالي ومشى .. لمن سمعت صوته حنيت لجدتي .. اشتقت لها كثير .. ماادري اشوفها ولا لا خاصة انها ماتدري عن اللي صار لي .. من فترة ماكلمتها .. آخر مرة قلت لها اني بخير ماحبيت اقلقها علي ..! وابووي آآآه ياابوي اذا سأل عني ولا دق علي وش بيقولون له .. اكثر شي قهرني اني سافرت وهو مايدري ..! بس خالي سامي وعدني انه يقول له اني جاية ادور جامعه كويسة عشان اقدم على بعثه .. يقول انه بيقنع ابوي ولو اني عارفة انها ماراح تمشي على ابوي .. لأنه بالعقل لو كلام خالي سامي صحيح كان اقل شي ودعته وسلمت عليه ولا كلمته بالتلفون ..
رجعت لعالمي وحالتي وشفت الشقه اللي عبارة عن صاله تصميمها راقي وأثاثها بسيط وراقي لونه ابيض وخداديات اورنج.. وفيه مكتبة تلفزيون فيها ارفف مرصوص عليها كتب اغلبها انجليزية .. والمطبخ مفتوح على الصاله .. وغرفتين كل وحده بحمامها وحده فيها سرير ومكتب ودولاب ملابس كبير شويه والثانية فيها سرير ودولاب صغير شكله اذا جاه احد يخليه ينام بالغرفه الثانية او ان معاه احد ساكن بالشقه بس السرير الثاني باين انو جديد ومحد استخدمه حتى الدولاب مرة جديد مو زي الغرفه الكبيرة واللي سريرها باين انو مستعمل بالرغم انو نظيف ومرتب .. طبعا انا ماطلعت ولا شي من الشنطة حقتي لأن بكرة بروح للمركز وياعالم متى اطلع هذا ان طلعت ...!حتى ملابسي رجعتها بشنطتي ..
الحمد لله لسه الألم ساكن وماراح اتألم قبل بكرة بإذن الله عشان المسكن اللي اخذته بالمستشفى ...!
دخلت غسلت وفرشت اسناني بعد ماتغديت مع خالي ودخلت الغرفه اللي حسيتها انها موغرفته صليت وحاولت انام .. دخل علي خالي قال بنام في الغرفه الثانية اذا حسيتي بشي تعالي بسرعه قولي لي مو لين يزيد الألم
قلت له حاضر وطلع
نمت حوالي اربع ساعات وقمت اشوف خالي بالغرفة الثانيه دخلت بهدوء لقيته نايم وباين انه تعبان .. تركته نايم ورحت للصاله شغلت التلفزيون قلبت في القنوات ماعجبني شي ورحت اشوف الكتب
غازي القصيبي آخذ حيز كبير من الرفوف .. بدر شاكر السياب كتابين .. جبران خليل جبران وغادة السمان وأحلام مستغانمي ومحمود درويش موجوده اسماؤهم بين الكتب .. اخذت كتاب لغازي اول مرة اشوفه اسمه "دنسكو" فتحت الكتاب ابغى اقرا عن ايش يتكلم .. بس ماقريت ولا كلمه عيوني بدت تزغلل ، وراسي بدت براكينه وإعصاراته وانفجاراته .. حطيت المخدة عليه يمكن هالمرة تسوي شي مافيه فايده وكل ماله يزيد ..! رميت الكتاب من يدي على الطاولة اللي قدامي وقمت بروح لخالي اصحيه ..
ياربي باقي على مفعول المسكن ماخلص 24 ساعه لسه بمووت .. حرام خالي مانام كفايته اروح اصحيه بس غصب مافيني اتحمل .. مشيت وانا احس بيغمى علي من قوة الألم اللي سيطر على حركتي وماعدت قادرة اتحرك ..ناديت خالي بصوت متوجع بس مافيه رد .. وصلت غرفته وانا اصيح بصوت واطي ... لأن حتى الصوت يألمني اكثر .... صحى خالي مفجوع على صوتي وبسرعه قام غسل ولبس وقبل مانخرج شفته هو يكلم مهند وقال له تعال بسرعه مااعرف المركز وينه .... ايه ديمه تعبانه بالمرة عجل الحقني وقفل ..
كنت بروح البس بس ماقدرت احسني اتهاوى على الأرض .. وصحيت وانا في المستشفى وعندي ممرضة على طول قالت انها بتسوي لي تحليل دم
وأخذت مني دم وأخذتني بعد كذا لقسم الأشعه سووا لي اشعه مغناطيسية .. ورجعت لغرفتي وانا منهكة .. دخل علي بعدها الدكتور اللي قعد يسألني عن الألم وشكله .. ومن متى وكيف بداياته وكيف تطور دخل خالي علينا وفهت من كلامهم ان العملية بعد بكرة ... طلع الدكتور وجلس خالي عندي سألته : خالي ابوي درى عني واني سافرت ولا لا .؟
: ها ايه علمه ياسر .. فجعه الله يهديه ..
: غريبة ماكلمني ياويلي لايكون فيه شي .
: لاتفاولين ان شاء الله مافيه غير العافية
: بدق عليه الحين ... وانا اضغط على اسم الغالي الا طلع الجهاز مغلق ..
ناظرت بخالي وانا اضغط على جوالي بيدي : خالي ابوي فيه شي ..؟
مسح خالي على راسي وقال بحنان وهدوء: لو فيه شي اكيد بيعلموني العيال بس محد قالي شي ..بس انتي تطمني وفكري بنفسك وصحتك وادعي ربي ان الله يعافيك
ماكان يهمني الا ابوي ابغى اسمع صوته يمكن اموت ماسمعته او تطمنت عليه قلت بحالة يأس : استر يارب
مر علي اليوم كله وانا بين النوم والفحوصات اللي بجد طفشتني بس عشان العافية لازم اتحمل واصبر
كان خالي يجيني يجلس شويه يتطمن ويطلع ساعتين ثلاث بعدين يرجع لي .. آخر شي الحيت عليه يروح مو محتاجه احد خاصة ان فيه ممرضة فلسطينيه حبوبه ومهتمه فيني بزيادة ..
جا يوم العملية وانا قلبي مو مرتاح من ابوي اللي كل مادقيت عليه اعطاني مقفل .. سألت خالي قبل ماادخل غرفة العمليات : الله يخليك تقول لي اذا ابويه فيه شي ولا لا ..؟
: ديمه صدقيني مافيه الا العافية بس انتي لاتفكرين الا بنفسك .
: خالي تكفى بكلمه يمكن اموت وانا ماكلمته
: اش هالكلام كلها كم ساعه وتطلعين مافيك الا العافية وبتكلمينه وتجلسين معاه . ادعي ربك انه يقومك بالسلامه وابوك تراه حساس يقول لي سامي انه مايقدر يكلمك وانت بهالاحالة يخاف يتأثر بعدين يأثر عليك .
سكت مجبرة لأني اعرف خالي نقاش زي هذا معاه مايوصل لنتيجه . حاولت اصدق بس الشك مسيطر علي ان ابوي فيه شي خاصة ان عنده القلب والضغط والسكر .. وأي صدمة تأثر عليه .. :"يارب استر" .. كنت ارددها باستمرار .
دخلوني غرفة العمليات ورددت بعض الآيات اللي انا حافظتها بعد ماقريت المعوذات وآية الكرسي وتوكلت على الله حسيت ان ابرة البنج بدت تخدرني .. وفي ثواني غبت عن الدنيا .
صحيت وانا احسني احلم تذكرت الم راسي .. امريكا .. العملية .. بس لسه ماادري ويني الأكيد اني مو بغرفة العمليات ..
فتحت عيوني اكثر بشوف انا رجعت للدنيا ولا اني في القبر ولا وين ..
لا شكلي بالمستشفى في غرفة ثانية وعندي مريان الممرضة الفلسطينية اللي اول ماشافتني ابتسمت .حمدت ربي وشكرته اني موجودة .. طلعت الممرضة ورجعت لي بسرعة ومعاها واحد عرفت انه دكتور من البالطو بس مو الدكتور ويليام المسؤول عن حالتي واللي سوا لي العملية .: الحمد لله على السلامة . قالها . وانا انصدمت ...يوه يتكلم عربي ...؟! اوف استوعبت منهو لأني عرفت صوته .. "مـ هـ ن د" قلتها بنفسي وغمضت بقوة .. بعدين قلت: الله يسلمك ... بصوت احسه يطلع مع راسي مو من فمي من الوجع
: تحسين بألم .. وهو يطالع بالأوراق اللي بيده
: هزيت راسي بإيه وانا اطالع تحت
: كيف الألم زي الأول ولا يختلف
: لا .. اخف ..بس .. لسه فيه الم
: الحين تاخذين مسكن ويروح
سكت وانا مغمضة حقنت الممرضة المسكن في وريدي ونمت بعدها بخمس دقايق وهو جالس يكتب عندي ..
مر علي اسبوع وكل ماحسيت بألم آخذ مسكنات .. نسيت او تناسيت وجعي وعمليتي واحس بهموم الدنيا على راسي لأني مو مطمنه على ابوي .. خالي يتهرب مني واذا شافني ابكي عشان يعلمني قال مايقدر يكلمك وانتي تعبانه وسامي خايف يصير له شي اذا سمعك تعبانه واحنا نقوله ان مافيك شي بس مانعينها من الكلام في التلفون ..
ماصدقت خالي لين كلمتني خالتي فادية وقالت لي نفس كلام خالي حتى مو مزودة ولا منقصة أي كلمه .. وسألت خالي سامي وقالي نفس الكلام وزود عليه اعذار كثيرة ..
باقي لي اسبوع ثاني وارجع للسعودية بس المشكلة اني بجلس في بيت مهند ..
طلعت من المستشفى ورجعت مع خالي لشقة مهند ... احسني لسه ضعيفة مااقدر امشي ، خالي صار مايطلع من الشقة الا دقايق ويرجع ومهند كل شوي يجي ويجلسون بالصاله وانا بغرفتي مااطلع ..لقيت الغرفة مو زي ماتركتها يعني فيها اشياء ماكانت فيها .. طاولة قريبة من السرير عليها كتب لغازي القصيبي .. الجنية ، رجلٌ جاء وذهب ، العصفورية ، شقة الحرية ، والعودة سائحاً الى كاليفورنيا .. ودنسكو اللي تركته من يدي قبل ادخل المستشفى .. وديوان شعر اسمه مائة ورقة ورد لغازي القصيبي جابه خالي لي عشان يسليني اذا كان مع مهند ورقة ورد وثاني اسمه الخليج يتحدث شعراً ونثراً ..... ولقيت كمان بالغرفة استريو وسيديهات اكثرها لفيروز ومحمد عبده وفيه لرابح صقر وخالد عبدالرحمن ونوال والرويشد والجسمي وفيه لمطربين غربيين .. .. عرفت ان خالي يعرف ذوقي بالكتب والأغاني وأكيد هو اللي اختار لي هالكتب وجابها عندي .. تمنيت لو هدى معاي ولا خالتي فادية عشان خالي ياخذ راحته ويروح يتمشى مع مهند حرام احسني حابسته معاي ..
جلست يومين وخالي ومهند يجلسون لين الساعه 11 بعدين مهند يروح وخالي يدخل غرفته اللي هي غرفة مهند وينام ..
اما انا كنت انام على الساعه 12 او 1 بعد مااقرا قرآن واقرأ في ديوان مائة ورقة ورد لأن الباقية قد قريتها كلها ماعدا دنسكو اللي يذكرني بالمستشفى والألم فما حبيت ارجع اقراه .. وكنت اصحى الصباح اسمع فيروز وماسمعت غيرها بشقة مهند لأن اذا حضرت فيروز بطل كل فنانين الدنيا .. قاعدة عندي ومقتنعه فيها وماراح اغيرها...!
دخل علي خالي الساعه 9 وجاب لي فطور وجلسنا مع بعض نسولف الين دق الباب وراح خالي يفتح بعدين رجع لي بعد عشر دقايق يمك
كنت احس خالي بيقول لي كلام بس حسيته متردد قلت له بسرعه : فيه شي ياخالي ..؟
: امممم ترى مهند عازمنا على الغدا بمناسبة نجاح عمليتك
: شو ..؟
: والله انا قلت له مايجوز ومايصير وادري ان ديمه بترفض هذا اذا مازعلت مني ... بس هو اصر علي وألح وقال لي انك كنتي بين يدينه سبع ساعات ومافيها شي لوجلستي معانا
: معقوله انت اللي تقول كذا ياخالي ..؟
: ديمه انا مااقول تعالي سولفي معاه ولا اضحكي الرجال عزمنا قال ان الغدا لديمه بمناسبة نجاح عمليتها لأنه ضيفني وانتي بالمستشفى
: مستحيل ياخالي والله يخليك بنروح نجلس بفندق خلاص زودناها ..
: اذا انتي رافضة بكيفك بس ترا مافيها شي انتي متحجبة ومتسترة ولا عدنان زوج خالتك سمر ويوسف زوج صديقتك تقابلينهم في سوريا عادي ومهند لا ..!
: اولاً عدنان زوج خالتي يعني من العايلة .. ثانياً ماقد اكلت مع عدنان بسفرة وحده .. ثالثاً يوسف قابلته مرة وحده وهو اللي ناداني عشان ريناد معاه وهي اللي قالت له .. وسلمت عليهم وجلست معاهم اقل من خمس دقايق مع خالتي سمر .. كملت ودموعي تنزل .. رابعاً هالمهند مستحيل اشوفه بعد كلامه هذا وماعادني قاعده بشقته ابداً ..
: طيب طيب هدي اعصابك .. وعلى كيفك بس كرهتيه ليه ترى الرجال خيره علينا ووقفته معانا بتظل دين في رقبتي لاتقولين هالحكي الفاضي عنه المفروض تكونين مدينه له بحياتك ..
طلع خالي من عندي واعصابي متوترة .. ماادري ليه ..؟ يمكن لأن مهند وقف معانا ولاكأني رفضته بدون سبب مقنع .. ومالي وجه منه .. !
صدقوني مافيه سبب ثاني بس ماابغى احرج نفسي معاه بعدين خالي ادري انه يسوي كذا يبغاني لمهند بس لااا مستحيل مهند يخطبني مرة ثانيه ومستحيل اوافق عليه بعد مارفضته بيقول بترد لي الجميل وانا ماابغى ابني مستقبلي على عرفان وجميل وأصادر قناعاتي بشخص اللي متقدم لي ..!
سمعت جوال خالي يرن .. وكان صوته واضح لمن تكلم .. سامي خير وش فيه ......... اش قاعد تقول انت ..؟ .............. لاحول ولاقوة الا بالله طيب طيب ............. لا لا بجي بأقرب فرصة ان شاء الله .. ..... ماعليك انت بكره بخلي الدكتور يشوفها ونجي على طول .............. الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة ..كأن خالي تكلم بصوت هادي او قال شي بعد ماقفل بس ماسمعته ..
انا سمعت مكالمة خالي ونبرة صوته فيها حزن بس على مين ياربي ..؟ ياويلي لايكون من خوالي ولا ابوي ولا احد يقرب لنا ..؟
حسبت خالي لوحده بالشقه ماكان على بالي انه مهند هنا بس سمعته يقول : عظم الله اجرك واحسن الله عزاك
: جزاك الله خير .. قصر صوتك لاتسمعنا ديمه .
كأن صوته خفت شوي وبعد شوي سمعت باب الحمام قفل وانا صرت ارتعش اصلاً سيرة الموت خلقة ترهقني فما بالكم اذا احد يقرب لنا .. ومن هذا اللي بيرجع خالي عشانه والمفروض اليوم الثلاثاء وموعدي يوم الجمعه وبيقدمه خالي لبكرة الأربعاء ...غريبة ..! ومن اللي مايبغاني اعرف انه مات ..
تذكرت ابوي ..ياويلي
قمت وانا امشي بشويش متوقعة أي صدمة تقابلني وكأني مجهزة نفسي عشانها
شفت مهند جالس على الكنبه معطيني ظهره ومنزل راسه بين يدينه ويشد شعره كأنه بيطلع من راسه شي وحسيت انه متوتر يعني هذي مصيبه ياويلي
جيت من وراه وماهمني أي شي بالدنيا الا اهلي وأبوي .. ابوي اللي من زمان احس ان فيه شي وهم كلهم يطمنوني
قلت وانا ارتجف : مين اللي مات
فز مهند من مكانه وطالع فيني وانا عيوني كلها دموع وماابغى ابكي : ها ..؟ محد مات وناظر ناحية الحمام كأنه يبغى خالي يجي ينقذه من الموقف
قلت بصوت مخنوق ودموعي كل مرة تزيد : قول الله يخليك هو ابوي ..؟ اصلاً كنت حاسة ان فيه شي ..
: لا مو ابوك هذا واحد من اصحاب خالك .. اعتقد ماتعرفينه .. سكت وهو يناظر بكل مكان في وجهي بالحمام في الأرض فعلاً مرتبك بعدين كمل : روحي ارتاحي ابوك واهلك مافيهم الا العافية
تركته ورحت عند خالي وهو بالحمام سمعت مهند يقول : تعالي بيجي الحين
مارديت عليه ودقيت على خالي وناديته بصوت مخنوق : خالي ابوي صح ..؟
مارد علي خالي .. وحسيت انه يبكي ولا هرب من مهند ولا ايش
جا مهند وأخذني بيدي .. ماكنت احس بشي في الدنيا : ديمة مو زين عليك الزعل تعالي بتخربين كل اللي سويناه انتي تتوهمين صدقيني ابوك مافيه الا الخير اذا تبيني اكلمه الحين دقيت عليه ..
: لا جهازه مقفل ..
كنت اقوله وانا احس بخوف عمري ماحسيته .. اذا ابوي راح من يبقا لي .. اذا ابوي راح كيف اعيش لاام ولا اب ولا جدتي عايشه ..! ياربي انا ولا ابوي .
نزلت دموعي وانا متجمده ومحد راضي يقول لي شي يقنع .. سمعت الحمام انفتح وخرج خالي عيونه كانت زي الدم اخذني وحط راسي على صدره قال ليه الدلع الحين يموت ابوسعيد جارنا تبكين ، تموت مزنه جدة لمى تبكين ، حتى رايد صديقي يموت تجلسين تبكين عليه ..
ناظرت فيه وانا مابين فرح وزعل .. رايد صاحب خالي اقرب الناس له .. بس اهم شي ابوي مايموت .. صحيح صرت انانية بس ابوي الا ابوي ..اصير انانية وحسودة وجشعه وكل الصفات السيئة تجي فيني اهم شي ربي يخلي لي الحنون الطيب القلب الكبير .. قلت وانا اناظر بعيون خالي : اذا مو ابوي ماراح ابكي .
ماادري ليه حسيتني ديمه هذيك الصغيرة اللي عمرها ست سنين واذا تبغى شي تلح عليه وتترجا خالها عشان يجيبه الحين اترجاه يقول ان اللي مات مو ابوي .
مسح على راسي قال انا بروح احجز على رحلة بكرة او بعد بكرة بالكثير لازم اروح تعرفين عزا رايد عاد .. وانتي خلي تلفونك عندك اذا بغيتي شي اتصلي .
مهند اللي ماكنت ادري هو موجود ولا لا طلع صوته من المطبخ شكله شافنا وراح للمطبخ مستحي يجلس معانا .. قال لخالي : انت ارتاح بروح انا احجز واجيب التذاكر لاتشيل هم .
: لا لا بطلع .. رفع يده بكاس المويه اللي فيها وأشر على خالي قال : خلني اروح معاك .
حسيت ان خالي يبغى يطلع من الجو هذا .. انا اسبب الحزن مريضة وخايفه على ابوي وابكي وماراح اخفف عن خالي قلت بصوت مخنوق : خالي اخرج انت انا مافيني شي احسني احسن .
كل شوي خالي يتصل علي واطمنه بالرغم اني كنت ابكي فيني خوف وابوي مااتصل ولا فتح جهازه ..
على الساعه تسعه دخل خالي وهمه احسه قد الجبل معقوله رايد لهالدرجة غالي عليه .. اتذكر خالي حزن على جدتي كثير بالرغم انه متعلق فيها اكثر من اخوانه كلهم الا ان حزنه هالمرة اقوى .. ماكلمته لأنه مايقدر يتكلم ولا له نفس كنت ابكي على صاحب خالي وعلى حالة خالي .. وكنت خايفة على ابوي كثييير ...
ومقهورة من مرضي يمكن حالتي النفسية لها دور في حزني ودموعي ..!
اليوم الثاني رحنا للمركز وكشف علي الدكتور وسووا لي كل الفحوصات والحمد لله طمنونا وقال لنا الدكتور تقدرون تسافرون بس تراجعون مستشفى عندكم وطبيب متخصص عشان تتطمنون اكثر ولا ارجعوا لي بعد شهر عند أي ملاحظة او اذا طرأ أي عرض عليها ..
سافرنا بالليل كنت لابسه بنطلون اسود واسع شوية وتي شيرت اسود فيها رسوم باللون الفضي والأبيض لبست حجاب اسود حرير مكمش ولبست نظارتي الطبيه واحنا خارجين ركبنا مع مهند اللي ماتكلم من يوم ركبنا الا لمن قال بتوصلون هناك يكون الصباح في جده .. رد خالي : احسن يمديني اروح للطايف ونريح هناك
لمن قال الطايف شهقت ياربي رجع لي الشك ان ابوي فيه شي ..طالعت بخالي اللي حس فيني وسمع شهقتي بس مابين لي .. ومهند التفت علي وطالعني بنظرة ماقدرت افسرها .. كنت اتوسلها تبين لي شو فيه بالضبط .. ابوي ولا لا .. احد من اخوالي ..؟ خالتي ساميه .. عمتي ولا احد من اخواني ..؟ أي شيء تفسره لي نظرته بس المهم تطمني ..
مرت علي ساعات كأنها دهر بالطيارة .. صحيح مر على عميليتي ثلاث اسابيع واني الحمد لله احس اني بخير بس ابوي ابغى اشوفه عشان افرح صدق ..
وانا مغمضة عيوني رحت افكر : ياربي بشوف ابوي اذا شفته بسوي نفسي زعلانه لأنه ماكلمني بس بحضنه بطيح في حضنه زي كل مرة .. بحط راسي على صدره وهو يمسح عليه ويشمه بعمق زي كل مرة لمن يقول هذي عافيتي ..
بسلم على يده وراسه وخدوده .. ياربي متى اوصل مشتاقه كثير لابوي .. اول مرة اطول عنه
لمن اروح عند جدتي بسوريا كان يكلمني كل يومين بس الحين احسني من زمان عنه آخر مرة شفته وكلمته ليلة يتعشى عند خالي ..
في الطيارة كانت الأفكار تتضارب في راسي .. حزن خالي على صاحبه بهذا الشكل .. دموعه اللي تنزل من عيونه وهو يحاول يداريها عشان مااشوفها
ياناس بحياتي ماشفت خالي يبكي ..الا من يوم توفى رايد ..
صمته ولا نظراته فيني احياناً احسها تكسرني من داخل .. خالي فيه شي اكبر من وفاة رايد .. لايكون هو السبب بموت رايد .. لااااااا اش هالأفكار الغبية
بس الأفكار اللي مو غبية ان خالي فيه شي اكبر من مصيبة موت رايد ..
وصلنا بعد جهد وارهاق نفسي وجسدي .. وماتصدقون لو اقولكم انها اطول رحلة بحياتي وكأنها شهر ..
بالمطار تفاجأت لمن شفت خالي ماجد هو اللي جا يستقبلنا .. اجل وين خالي سامي اللي هذا شغله اصلاً .. ياويلي لايكون خالي سامي هو اللي مات
والله صارت افكاري تجيبني وتوديني .. بس خالي سامي كلمني بعد مكالمة خالي اللي قلبت كيانه .. اجل مو هو بس اش فيه لايكون صاير عليه شي
سألت خالي ماجد بلهفة : فين خالي سامي لايكون فيه شي ..؟
: الله اكبر ياديمه كل هذا ماتبيني استقبلكم هذا وانا اللي فرحان فيك ومشتاق لك بس اخ لو دريت خليت سامي يجي وانا ريحت عمري ..
: لاوالله خالي مااقصد حتى انا مشتاقة لك بس مو من عوايد خالي سامي يترك مثل هالمناسبة
سكت خالي ماجد لمن التفت لخالي ناصر اللي مسح وجهه بمنديل وحسيته يبكي
انخرست انا ومتى اوصل للبيت اشوف هدى هي اللي بتقول لي خالي اش فيه .
وصلنا البيت بس اخذني خالي ماجد للمجلس خلاص عرفت لمن خلاني اجلس على الكنب وطالع بالأرض
قلت له وانا احسني اختنق ومااقدر اتنفس
: ابوي صح
: الله يرحمه تعب وجلس اسبوعين في العنااية و ............ صرت احس صوته يضيع واسمع صراخ واصوات في راسي واذاني كأن عليها جبل وتهاويت على الأرض
ديمه حبيبة خالها اصحي عشان خالك .. عشان بسام وأسامه اللي يسألوني عنك كل ماشافوني .. اصحي عشان ياسمين يصير لها اخت كبيرة .. وعشان ديمة الصغيرة ماتكبر ماعندها اخت .. حتى هدى تبيك ..
ديمه اصحي عشان فادية وسامي وماجد كلهم ميتين من الحزن عشانك
كنت اسمع الصوت من بعيد احاول استوعب اللي انا فيه ولا انا ويني .. حية ولا ميته ..؟
فتحت عيوني كانت الدنيا زي الضباب قدامي .. مااقدر ادقق بشي ..؟
"ديمة .. اللهم لك الحمد . اللهم لك الحمد" .. سمعت هالجملة وانا مو مركزة زين كنت اعرف الصوت زين بس مااقدر ادقق من صاحبه .. كل هذا بأقل من دقيقة وانا كل شوي الدنيا توضح قدامي .. غرفة بيضاء وأجهزة .. فيه اكسجين على خشمي وفمي .. وفيه انبوب مغذي مشبوك بكفي وجهاز لتخطيط القلب بجنبي .. طالعت خالي اللي دخل علي بسرعه بعد ماطلع لثواني ورجع : ديوم الحمد لله على السلامة .. ليه تسوين فينا وبنفسك كذا .. اسبوعين ياديمه في غيبوبه حرام عليك قد يئسنا من رجعتك لنا ؟
تذكرت انا وش سويت وليه وضعي كذا وخالي يتكلم عن ايش آآآآآآآآآه ليتني ماتذكرت .. اجل مر علي اسبوعين وانا .. ياربي كأن اللي يصير لي قصة فلم سينمائي .وانا من ضمن ابطاله ...!
دمعت عيوني وغمضت بقووووة وبصدري زي النار .. ليت كل اللي تذكرته حلم ولا كابوس وراح اصحى الحين منه .. بس للأسف انه واقع .. قلت بتأكد ان موت ابوي حقيقي بصوت يادوب اسمعه: ابوي خلاااص راح وتركني .
: استهدي بالله يابنت الحلال واذكري ربك . خلي ايمانك بالله قوي .
دخل علي الدكتور وقال الحمد لله على السلامه وطلب من الممرضة تقيس لي الحرارة والضغط .. وسألني اذا انا اتذكر شي وأعرف ويني ..قلت له : ايوه اتذكر و انا بقلبي كنت اقول ليتني فقدت ذاكرتي ..ليتني ماصحيت .. ليتني انا اللي رحت بدال ابوي .. آآآآآآآآآه ياربي ارحمني ابوي راح وخلاني وشلون بعيش بدون صوته وبدون كلامه لي ديمة ابوها .. عيون ابوها .. قلب ابوها .. من بيدللني زي ابوي .. صحيح خالي بمكان ابوي وامي بعد وعوضني ربي بوجوده وحنانه واهتمامه وحبه لي .. بس ابوي مافيه زي حنانه .. ابوي كان يجيني وانا بمووت على امي واذا قابلت ابوي وكلمته احسني اكتفي بحنانه وكلامه وأبوته ياناس محد بيعوضني اياها .. ياربي لطفك ورحمتك ..
كانت دموعي تعبر عني وهمي ماخلاني ارد على اغلب كلام خالي .. صدمتي بوفاة ابوي كانت اكبر من أي تعابير ،، من أي حزن ووجع ومرارة وهم .. سمعت خالي يكلم خالتي فادية وهو يضحك ومبسوط .. بعدها خالي سامي ثم خالي ماجد .. آخر شي كلم هدى وقالها وهو يضحك : رتبوا غرفة ديمة ونظفوها لأنها بتجي .. .وسمعته يحلف لها وهو يضحك .. بعدها قفل ورجع لي .
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك