_ نوف ... قلت لك لا ترخصين نفسك بهالطريقة !!
_ أنا ما أرخص نفسي بالعكس ... ومن كلامك أبو مساعد ميت على ما توافق إني أخذ ولده ... فالرجال من أولها عازك وعازني ... مهما كانت دوافعه ... ومهما حاولنا نفهمه ... الظاهر يقول أن الرجال شاري ... ومثل ما تقول له موقف حلو معاك ... وأنا اللي يشتريك أنت يستاهلني أنا ...
_ لا تهورين يا نوف ...
_ يبه الله يهداك ... أنت ليش معترض ؟... لسبب ولا علشان أفكارك بس ...
_ والله يا يبه عيال أبو مساعد والنعم فيهم ... بس على قولتك أفكاري ...
ضحك وأنا أحط يدي على رأسه :
_ ريح لي هالرأس يا أبو جراح خلاص تعبت وتعبتنا معاك :
_ أنا ما أرخص نفسي بالعكس ... ومن كلامك أبو مساعد ميت على ما توافق إني أخذ ولده ... فالرجال من أولها عازك وعازني ... مهما كانت دوافعه ... ومهما حاولنا نفهمه ... الظاهر يقول أن الرجال شاري ... ومثل ما تقول له موقف حلو معاك ... وأنا اللي يشتريك أنت يستاهلني أنا ...
_ لا تهورين يا نوف ...
_ يبه الله يهداك ... أنت ليش معترض ؟... لسبب ولا علشان أفكارك بس ...
_ والله يا يبه عيال أبو مساعد والنعم فيهم ... بس على قولتك أفكاري ...
ضحك وأنا أحط يدي على رأسه :
_ ريح لي هالرأس يا أبو جراح خلاص تعبت وتعبتنا معاك :
يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر !
دنياك يا زين ما تستاهل الضيقة !
حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر !
والورد في وجنتك حرام تغريقه !
يفداك قلب(ن) على ما تشتهي حاضر !
يفداك باللي بقا لي من معاليقه !
ابتسم أبوي وهو فاهم معنى قصيدي :
_ الله يقدم اللي فيه الخير ... خليني أفكر عدل وأرد لك خبر ...
بست رأسه وأنا أوقف :
_ ولا يقلقك الموضوع من ناحيتي ... تصبح على خير ...
وطلعت وخليت أبوي ينام ... رحت غرفتي وتمددت على السرير أفكر ...
زواج !... أنا أتزوج ؟!... وأخلي أبوي ... أخلي جراح ... وأطلع عن بيتنا ... وأعيش مع واحد ما أعرفه ... أنا اللي ما خليت رواية حب ما قريتها ... ما خليت خيالي يرتاح من تصوير زوجي اللي راح أعيش معاه ... كم مرة ومرة قلت لمريم أبي زوجي يشبه وائل كفوري ورومانسي مثل ماجد المهندس وحنون مثل فلان وطيب مثل علان ... ليش ؟... كل هذا طلع أحلام ... صج ليا قالوا أحلام المراهقة تذبحها قسوة الواقع ... آآآآآآآآآآآآآآآخ ... ودي أبكي ... ما عليه يا نوف ... تحملي ... كل شي علشان أبوي يهون ... مستحيل أكسر كلمة أبوي قدام رجال مثل أبو مساعد ... ومستحيل أحطه في موقف محرج ... أبوي يا ما تحمل الويل ... والحين جا دوري أتحمل معاه ولو جزء بسيط ... لأجل عين تكرم مدينة ... وعلشان أبوي أتحمل أبو مساعد وولده واللي خلفوهم .
الأيام اللي بعدها حسيت أبوي مرتاح حيل ... وكنت أحسسه إني فرحانة بقراري ... أكثر واحد أقدر أكذب عليه أبوي ... لأني عارفة أفكاره ودائما أعرف شلون أخليه يتجنبها ... صح ما كان يحب أتزوج بهالطريقة ... بس موقف أبو مساعد معاه كان مسبب له احراج ... والحين قدر يتحرر منه ... بعدها بأسبوع جا أبو مساعد وخطبني رسمي ... واتفقوا تكون الملكة بعد شهر على ما يرجع ولده اللي كان مسافر ... وأبوي شرط عليه إن العرس يكون في عطلة الصيف ... لأن أول سنة بالجامعة راح تكون صعبة علي ويبيني أقضيها عنده على ما أتعود ... حريم ما جونا حريم ... صاجين يعني يجون يخطبوني من نفسي ... الرياجيل كافي ... عرفت من أبوي أنه الولد اسمه (سامي) ... وعمره تقريبا 34 يعني قريب من عمر أبوي ... ويدرس في فرنسا صار له أكثر من عشر سنوات ... وما ينزل للسعودية كثير :
_ جراح انت غشاش ...
كنا نلعب بلاي ستيشن ... وما في أشطر من جراح في هاللعبة :
_ هههههههههههههههههههههه ... يا الدعلة والله انتي اللي ما تعرفين تلعبين ...
حذفت اليدة :
_ والله بعد ما ألعب معاك ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... صج هبلة ... يعني يا أخليك تفوزين يا تزعلين ... أصلا الفوز إذا ما كان عن جدارة ما له طعم ...
عصبت أكثر :
_ نـــــــــــانــــــــــا ...
_ يس نوف ...
_ جيبي لي فطاير وعصير مانجا ...
_ أوكي ...
_ إيه أحسن كولي ... لا يشوفك الرجال ضعيفة ويخترع ...
_ هاهاي ... سخيف ...
جراح كان لسا يعلب :
_ عاد تدرين يا نوف ... ودي أتذكر سامي هذا ... دائما كنت أروح لبيت أبو مساعد مع أبوي ... بس ما أتذكر كان عندهم ولد اسمه سامي ...
_ أبوي يقول مسافر برا من زمان ...
_ بس ديوانهم يا نوف فلة ... كبير مرة ... وعيالهم واجد ...
_ تعرفهم ؟
_ أكثر شي أعرف محمد ... يمكن هو أكبر مني ب 3 سنوات ... لما أروح لهم يقعد معاي ...
قربت منه أكثر :
_ طيب جراح محمد هذا حلو ؟
_ ليش تسألين ؟
_ يا ذكي ... إذا كان هو حلو ... أكيد أخوه يشبهه ...
_ والله ما أدري وش أقولك يا نوف ... فيه شبه من ... من عادل إمام ...
ضحك وأنا أدفه ... وأصعد السلم :
_ هههههههههههههههههههههههه ... نوف ... الفطاير ...
_ كولهم إنت ...
وبدينا أول أسبوع في الجامعة ... طبعا كنا فريش مو عارفين وين نروح ووين نجي ... مرات كنت أتضايق وتخنقني العبرة دائما التجربة الأولى في كل شي صعبة ... فقدت أيام المدرسة حيل ... بس مع وجود الوالد وأسلوبه الراقي في رفع المعنويات بديت أتعود ... ومع مرور الوقت حسيت بحلاوة التجربة الجامعية ... في هالمرحلة فعلا تحسين باستقلالك وإنك خلاص ودعتي الدلع والطفولة ولازم تعتمدين على نفسك كليا .
بكرا يوم الملكة ... الله يجزا مريم خير ... رتبت معاي كل شي ... الفستان وحجز المشغل وكل التجهيزات ... على سريري وحاضنة مخدتي ... ودموعي تنزل بدون شعور ... كذب إني فقدت أمي قبل ... لا في مشاكل مراهقتي ... ولا إذا جوني ضيوف .... ولا في اجتماعات الأمهات في المدرسة ... ولا في حفلة تخرجي ... الحين بس عرفت معنى إنك تعيشين بدون أم ... ضياع ... غربة روح ... شتات ... وبرد في القلب قبل الحشا :
أحتاج لك لا ضيق الوقت صدري !
أبيك تمسح عن عيوني شقاها !
أحتاج لك إذا الفرح ضم فجري !
ودي تحس بفرحتي يا هناها !
أحتاج لك في كل لحظة بعمري !
لا صرت روحي كيف أحيا بلاها !
_ نـــــــــوف !
فتح أبوي الباب بشويش ... مسحت دموعي بسرعة وتعدلت بجلستي وأنا التفت عليه :
_ هلا يبه ...
جلس جنبي على السرير :
_ صاحية ؟
_ مو جايني نوم ...
وسد ظهري لصدره وهو يضمني من غير ما يشوف وجهي :
_ مرتبكة ؟
ابتسمت غصب وأنا ألعب بأصابعي :
_ عادي يبه ...
مسك أصابعي وقعد هو يلعب فيهم :
_ أدري أنه عادي ... كل بنت في وضعك تكون مرتبكة ... ولعلمك تلقينه حتى هو مرتبك الحين ...
_ يبـــــــه ...
باس رأسي من ورى ... وتنهد :
_ نوف !... إذا حسيتي إنك ندمتي و ...
الفتت وقابلته :
_ يبه صدقني ... أنا مو ندمانة ولا شي ... بس ... بس ... ما أدري أحس إني فاقدة أمي ...
وخنقتني صيحة قوية وأنا أرتمي في حضنه ... مسد ظهري بحنان :
_ قلت لك يا يبه ... سافري لسوريا ... واقعدي عند خالتك نجوى كم يوم و ...
_ يبه أنا بعد وفاة جدتي ... صرت ما أحب أسافر هناك ...
رفع رأسي بإيده علشان يشوفني :
_ تبيني أتصل على فوزية أختي ...؟
_ لا ... زوجها ما يحبك ... لا تتوهق بلسانه ...
عض أبوي على شفايفه وهو يناظرني ... كان يحس بقلة الحيلة :
_ يبه خلاص ... (مسحت دموعي بيدي) ... والله عادي ... بكرا راح أنسى ...
وما صدقني أبوي هالمرة ... يا الله كلها ليلة هموم وتعدي مثل ما عدا غيرها ... تعودنا أنا وأبوي على مثل هالليالي .
فستاني كان طويل وحرير بلون الفوشيا ... كت بدون علاقات ... رفعت شعري شنيون كله وحطيت ربطة عريضة شوي من نفس خامة الفستان ... وميك آب سويته سموكي عند نادين ... كنت جالسة في الصالة ... الكل يبارك لي والكل يهنيني ... مريم وأخواتها ... وأمها اللي كنت كاسرة خاطرها فحبت تلعب دور أمي وتشرف على الضيوف ... بنات جيرانا مع أمهاتهم ... كنت أتأمل الضيوف وأنا مقهورة ... صعب تكون بدون أهل ... والأصعب إنهم يكونون موجودين وغير موجودين ... فعلا رحمة من الله صلة الأرحام ... بس من اللي يسمع ومن اللي يطيع .
أم مساعد كانت موجودة ... بس ليش أحسها هالمرة مغصوبة أكثر من جيتها لحفلة نجاحي ... باركت لي وجلست بعيد وهي ساكتة ... وجت معاها بنت دبدوبة شوي ... اسمها (سلوى) وكانت فرحانة حيل ... وما فارقتني دقيقة وعلى (ما شاء الله – تهبلين – يا حظ اخوي فيك ...) ... عرفت أنها أخت سامي ... وحتى المراهقة المغرورة اللي قاعدة يم أمها ومشمئزة من العالم كله أخته بعد ... واسمها (ديمة) ... رن جوالي :
_ هلا جراح ...
_ أبوي يقول تعالي للمجلس الداخلي ... ومن قدك حبيب القلب ينتظرك ...
ما قدرت أرد عليه أو حتى أضحك من كلامه :
_ إن شاء الله ...
واتجهت لحالي للمجلس ... صح هالمواقف تخوف أكثر البنات ... بس ما أدري مرات أحس عندي تبلد بالمشاعر ... وخاصة مشاعر الخجل والخوف ... يمكن لأني تربيت على يد أبوي ومع جراح ... فآثر هالشي فيني ... وخلى في شخصيتي شوية صلابة ... لقيت أبوي واقف في ممر المجلس الداخلي ... ابتسمت له ... باس رأسي :
_ مبروك يبه ...
_ الله يبارك فيك ...
_ مبروك يا الغلا ...
وباس جراح خدي وحنا ندخل المجلس ... ضحكت من شكله ... أول مرة جراح يلبس دشداشة وغترة ... بالعادة دائما سبور :
_ ههههه ... الله يبارك فيك ...
_ يالله يا جراح دخل أختك المجلس والحقني عند الرياجيل ...
وطلع أبوي للمجلس اللي برا ... كنت ماسكة رقبة جراح ... وضحكتي شوي عالية ... اختفت ضحكتي وأنا انتبه للرجال اللي واقف في نص المجلس ... استحيت من نفسي ... ونزلت رأسي :
_ هاه يا سامي ... جتك الأمانة ...
وأحسه طالع لجراح باستهزاء وهو يطلع ... مشيت شوي شوي وأنا أفرك يديني في بعض ... وصلت للصوفا اللي واقف عندها ... جلس قبلي ... وجلست بعده ... هذا شفيه ؟... ليش سفه جراح ؟... وليش جلس قبلي ؟... وليش حتى مو لابس بشت ؟ :
_ مبروك ...
كانت عيونه تناظر قدام ... ولا حتى التفت لي ... راقبت ملامحه من جنب ... ليش حسيته إنسان جامد ... بس رديت عليه بصوت هادي :
_ الله يبارك فيك ...
التفت علي وهو للحين متسند على رجوله ومقدم جسمه قدام ... أحسه تأملني غصب عنه ... أنا ما حاولت أسوي نفسي مستحية وأنزل عيوني ... بالعكس ظليت أناظر فيه ... فضول وحب اكتشاف ... للإنسان اللي راح أقضي عمري معاه ... ابتسم بشويش كأنه يدور موضوع يتكلم فيه :
_ تدرسين ؟
هزيت رأسي بإيه ... معقولة ما يدري إني أدرس بالجامعة ؟!... هالزواج باين من أوله :
_ موفقة ...
وقف فجأة ولحقته عيوني ... تردد لا يروح ... التفت علي وأنا لسا جالسة ... حط يده على خده وباس خدي الثاني :
_ تبين شي ؟
ما قدرت أتكلم ... هزيت رأسي بلا :
_ مع السلامة ...
وطلع وخلاني ... بقايا قلب ... وبقايا روح محتارة .
المذكرة الرابعة
أسمر ... عيونه سود ... ضخم ... ونفسه شينة ... بعد شهرين مروا أحس صورته بدت تصير ضبابية بالنسبة لي ... خمس دقايق بس اللي شفته فيهم ... ومن يوم الملكة ما سمعت إلا أنه رجع سافر ... وأنا كل ليلة أعيش مع هذيك اللحظات ... ليش كانت لحظات باردة بينا ... هذا أول لقاء وكذا الله يستر من الباقي ... ما أبي أقول إني أحلم فيه كل ليلة ... ولا أفكر فيه كل لحظة ... بالعكس أنا من النوع اللي ما أطبق أحلامي على الواقع ... علمتني الدنيا أن اللي نتمناه بالذات صعب يتحقق ... بس ما أدري ... إنه هالسامي يكون زوجي هو اللي خلاه يشغل تفكيري بهالشكل ... يا ناس زوجي ... يعني المفروض يكون أقرب الناس لي ... ولا أهله من يوم الملكة ما سمعت عنهم شي ... غير عمي أبو مساعد اللي يجي ديوان أبوي مرات ... لا ويصر أطلع وأسلم عليه ... بصراحة تقبلته أكثر من زوجته ... على الأقل فيه لهفة لي ... وسلامه دائما يشيلني من الأرض ... وما فيه ولا ذرة شبه بسامي ... أصلا كأنه مو ولده ... بنيته كانت صغيرة ... وأبيضاني شوي ... وملامحه مو قاسية ... أكثر ما يشبهه سلوى بنته الله يذكرها بالخير ... وعدتني تتصل بس للحين ما شفتها اتصلت .
في غرفة جراح كنا قاعدين على سريره ... وأنا أشرح له مسألة الرياضيات :
_ فهمت ...؟
_ نص ونص ...
_ جراح شفيك صار لنا ساعة على هالمسألة ما أعرفك غبي ...
_ شفيك ؟... لا تجرحين مشاعري ... وشو غبي !! ... ما تشوفينها صعبة ...
_ طيب شنو الصعب فيها ...
_ شوفي أنا كقاعدة فهمت الموضوع ... بس تتوقعين الأستاذ راح يجيب نفس المسألة بالاختبار ...
مسكت الدفتر وسكرته :
_ دامك فهمت القاعدة عدل تقدر تطبقها على أي مسألة ... ولا مستحيل الأستاذ يجيب لكم المسألة حرفيا نفس ما هي بالدفتر ...
_ إيه والله ... عاد الأستاذ عبد الحفيظ يبدع بأسئلته ...
_ ههههههههههههههههه ... حتى هالسنة يدرسك الأستاذ عبد الحفيظ ...
_ هههههههههههههههههههههه ... تذكرين سوالفه ؟
_ أستاذك هذا فلة ...
_ لا تشوفين وش سوينا فيه الأسبوع اللي طاف ... هبلنا فيه أنا ورائد ...
_ وش سويتوا ؟
_ نبي نخرعه ... كان لاف يكتب على اللوح المسألة ... مشى رائد بشويش من وراه ... علشان يحط ضب مكان مساحة اللوح اللي حطها الأستاذ على الطاولة ... علشان إذا مسك المساحة يمسك الضب بدالها ...
فتحت عيوني :
_ ضب ؟!!
_ هههههههههههههههههههههه ... جابه رائد ... بس حظه ردي ما حس إلا الأستاذ لاف وماسك ايدينه الاثنين اللي ماسكة الضب واللي ماسكة المساحة ... (يقلد الأستاذ) ... بتعمل إيه يا ولد ؟
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه ...
_ لا تشوفين وجه رائد ... ولا يقول للأستاذ ... (يقلده) ... والله مو أنا يا أستاذ ... والكلاس كله مات ضحك ...
_ هههههههههههههههههههه ... وش سوى الأستاذ ؟
_ طبعا ما رضيت الشباب يضحكون على رائد ... وقفت وقلت ... يا شباب ما صار إلا الخير ... وأنت يا أستاذ لا تصير زعول ...
وما صدق الأستاذ لقى علي زلة ... وكان لسا ماسك رائد :
_ زعول في عينك ... بدافع عنه كمان إمشي جتك البلا في عينك أنتا وصاحبك ... وسحبنا للمدير ...
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه ... وش قال لكم المدير ؟
_ لا مديرنا لبناني ... يا حليله ذرب ... ما عدا تعودوها يا شباب بزعل منكون هاه ... كله ولا الاستاز عبدالحفيظ ... رائد أنا كم مرة قايل لك بطل هالزعرنة ... ولا انتا يا جراح مرة تانية بتزعلني منك هاه ... ورجعنا للكلاس ...
ضربت رأسه :
_ يا الخبل تخيل متصل على أبوي ...
_ والله تبين الصدق أنا خفت ... بس الحمد الله إنه ما اتصل ...
_ طيب ليش ما تصير مؤدب ... ترى من علمني حرفا صرت له عبدا ...
_ يا شيخه روحي ... تبيني أصير مؤدب ... أجل وش يبقى من ذكريات الدراسة ... أبي إذا صرت شايب ... أقول لعيالي كنت أسوي بالأساتذة كذا وكذا ... مو مؤدب ... من الكلاس للمسجد تقولين رجل آلي ... ليش أجل سمونا مراهقين ؟!!
_ جراح تتوقع أبوي له ذكريات بالمدرسة ...؟!!
_ لا تشوفين أبوي الحين رزة ومؤدب على بالك قبل كان كذا ... لا يا ذكية ما فيه أحد ما له ماضي أسود وخصوصا بالمدرسة ... بس أبوي قدامنا يسوي نفسه تكانة ... ولا هو أحسه مثل سعيدان وعليان ....
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... الله يخسك ... لا تقول على أبوي كذا ...
_ أوفففففففففففففف ... ما زهقتي من الدراسة ؟
_ بلى ... أحس صج انبطت كبدي ...
_ وش رأيك نطلع ؟
_ وين نروح ؟
_ نروح نتمشى مع أمجد ...
كورت رجولي وتسندت عليهم :
_ لا ... أبوي يقول لا تطلعون إلا بالويك آند ...
_ يا وليه على أبوي ... وشفيه معقد كذا ... خليني أتصل عليه ...
ومسك جواله واتصل عليه :
_ قوة يا الغالي ... شلونك يا أبو جراح ... (يا حليل جراح لمن يتميلح) ... أقول يبه طلبتك ... قول تم ... إيه يبه جاملني وقل لي تم ... طيب ... أنا ونوف نبي نطلع ... يبه والله طقت أرواحنا ... مخلصين دراسة والله ... إيه فهمتها ... وحتى نوف اشرحتها لي ... يبه تكفى ... أسأل نوف والله فهمتها ... إن شاء الله ... خلاص يبه لا تهدد ما له داعي ... أوكي ... باي ...
وقفل الجوال بعصبية :
_ زفك ؟
تمدد على السرير بقهر وهو يناظر السقف :
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآه ... لا يا نوف أبوي إنسان مو طبيعي ... (رميت عليه المخدة مقهورة) ...
كنا قاعدين في الكافتيريا ... جت مريم ومعاها الطلبات اللي تكفيها وتكفيني وتكفي جيرانا كلهم :
_ كل هذا ؟
_ اللهم لا حسد ... وش فيك مأكله من حلالك ...
_ بالعافية ما قلنا شي ... بس خايفة على صحتك ...
_ مشكورة ... (وقعدت تفترس السندويشة) ... وبعدين كلها يومين ومعطلين ... وتشوفين كل هالأكل بيتصرف من كثر المشي بالمخيم ...
فرحت من طاري البر :
_ بتخيمون هالسنة ؟
_ يا قلبي ... حنا إذا ما خيمنا كل سنة نموت ... نذبل ... أبوي وبعيد الشر عنه تجيه سكتة قلبية ...
_ يا بختكم ...
مسكت يدي وهي حزينة علشاني :
_ تبيني أقول لعبدالله أخوي يكلم أبوك علشان تطلعون معنا ...
_ ما راح يرضى ... أبوي عنده شغل ... وبعدين ما أبي أحرج اخوانك وعيال عمك ...
_ وش تحرجينهم يا شيخه ... ما عليك منهم بس ... أنا أقول لعبدالله يضبط أبوك ...
_ ههههههههههههه ... لا تعبين نفسك ... صدقيني ما راح يرضى ...
_ فديته الحمش ... يا أختي أبوك عليه شخصية ...
ابتسمت من سخافتها ... وهبالها .
وجت عطلة الربيع ... كان البرد يموت ... ما طلعنا البر مثل كل سنة ... أبوي لاهي بشغله ... يعني وإذا طلعنا أنا وأبوي وجراح بس ... ألعن أم ضيقة الخلق ... التخييم يبيله جمعة ووناسة ... وحتى البرد ما خلانا نقدر نتحرك برى البيت :
_ نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف ...
كنت متغطية بالشال ومتكورة على الصوفا اللي قبال ال TV ... سمعت صوت جراح وصرخت مثله :
_ هنـــــــــــــــــــــــا ... وش تبــــــــــــــي !!
ووصل جراح :
_ قومي عمك يبيك برا ...
_ أي عم ؟
_ بعد أي عم يعني ... أبو حبيب القلب ...
_ لا تقول حبيب القلب ... وبعدين وش يبي جاي ؟
_ ما أدري ... يمكن يتطمن على بضاعة ولده ...
_ بضاعة في عينك يا الخبل ... منو في بالمجلس ...؟
_ ما أحد ... بس أبوي ... وأبو حبيب القلب ...
مليت منه ... وقمت :
_ هيه هيه ... لحظة بتروحين بالبيجاما والشال ... ما سمعتي أبوي وش قال آخر مرة ...؟
وتذكرت أن أبوي قال لي أول مرة جانا فيها أبو مساعد ... عيب أطلع له بالبيجاما ... صعدت غرفتي ولبست جلابية لونها أزرق غامق ... ورحت المجلس :
_ السلام عليكم ...
كان هو وأبوي مندمجين بسالفة ... وجراح قاعد بينهم متفرج ... ابتسم الشايب من كل قلبه :
_ وعليكم السلام ... يا هلا والله ...
وظل جالس في مكانه ... رحت وبسته على رأسه وقعدت جنب أبوي :
_ شلونك يا عمي ؟... وشلون عمتي ؟
_ والله كلنا بخير وما بنا خلاف ... انتي اللي شلونك ؟
_ بخير عساك بخير ...
_ إلا صج يا أبو مساعد ... أمس مريت عليك على شان موضوع المناقصة وما لقيتك لا بالمكتب ولا بالبيت ...
_ الله مير يغربل طلال ... أنا قايله لا تحرك من المكتب ولا تهد الشغل ... بس هو اللي كل شوي رامي خشته علينا ... وأنت تعرفني يا أبو جراح ... من يجي الربيع خيمت أنا وأهلي ...
_ إيه ... الله يوسع الصدر إن شاء الله ... والله الربيع عاد هالسنة ما يتطوف ...
_ فقع ونعمة وجو يعدل الخاطر ... وش رأيك تجيب العيال وتطلع معنا ...
طالعنا أنا وجراح لبعض واستانسنا :
_ مكثور الخير يا أبو مساعد ... بس تدري ما أقدر أهمل شغلي ...
_ عساك عالقوة ... بس عاد طلع هالعيال بدال ما أنت حابسهم بهالبيت ... خلهم يوسعون صدورهم شوي ...
_ يصير خير إن شاء الله ...
قدر عمي رفض أبوي ... التفت علي وسألني مباشرة :
_ كلمك سامي يا نوف ...
طالعت لأبوي ... وشفته يطالعني ويبتسم ... انحرجت مرة ... هزيت رأسي بلا ... تضايق أبو مساعد ... وكأنه يبرر لي :
_ هالولد ما أدري وش علامه ... دومه مشغول ومو فاضي يحك حتى رأسه ...
_ لاهي بالدراسة يا أبو مساعد ... الله يعينه ...
_ والله ما أدري وش اللي حده على هالسفر ... تقول السعودية ما بها لا كتب ولا مدارس ...
ابتسمنا كلنا من كلام الشايب ... بعد شوي استأذنت ورحت أشوف ال TV وأبو مساعد ظل عندنا للعشا ثم راح .
الساعة 12 بالليل ... قعدت أطقطق عالنت وأنا قاعدة في سريري ... ومتغطية عدل من البرد ... رغم التدفئة المركزية اللي مالية البيت ... بس أنا إنسانة برادة وبسرعة أبرد وعلى طول أمرض ... يعني الشتا أسوء موسم بالنسبة لي :
_ نوف ...
ودخل علي جراح وهو لابس البيجاما وكشته صايرة طبقات :
_ اممممممممممم ...
كانت عيوني لسا عاللاب توب ... جلس قبالي على السرير :
_ مو قادر أنام ...
_ جراح ما لي خلق أقص لك قصة ...
_ تكفين نوفتي ...
جراح هذي عادته من وهو صغير ... مستحيل ينام إلا وشخص عند رأسه يسولف أو يقص له قصة ... أبوي مرات يقوم بهالدور ... بس أكثر المرات تطيح في رأسي :
_ أصلا كل القصص اللي أعرفها قلتها لك ...
_ عيديها مرة ثانية ... أبي قصة ليلى والذيب ... تكفين لما أنام تعالي للنت مرة ثانية ...
كسر خاطري ... طفيت اللاب توب ... ورحت معاه غرفته ... تمدد على سريره وتمددت معاه ... قعدت أقص ليلى والذيب ... وبعدها الأقزام السبعة ... وبنص سندريلا ... نام جراح ... يا حليلك يا جراح ... بسته على جبهته ... وطفيت النور وطلعت :
_ هلا يبه ...
كان أبوي لسا طالع على السلم :
_ للحين صاحية ...؟
_ كنت أقص لجراح ... توه نام ... متأخر اليوم ؟
_ وش أسوي ... الشغل اليوم هد حيلي ...
_ عساك عالقوة .... أجيب لك عشا ؟
_ لا يبه ... أدور الفراش بس ... تصبحين على خير ...
باس رأسي ودخل جناحه ينام ... رحت لغرفتي وأنا حتى ما فيني نوم ... جلست على السرير ... شفت جوالي على الكوميدينو ... أخذته ... 3 مكالمات لم يرد عليها ... والرقم دولي ... وتوقيت المكالمات لما كنت عند جراح بالغرفة ... من داق علي من برا ... وهالحزة ... شوي إلا يتصل الرقم الغريب ... رفعته :
_ آآآآآلوووو ...
_ آآآآلووو ... السلام عليكم ...
كانت احلى نبرة صوت مبحوح سمعتها بحياتي ... مستحيل ... أحس إذني كلها ذابت :
_ وعليكم السلام ...
_ شلونك ؟
الصوت صوت رجال ... صح صوته عذاب ... بس أنا ما عرفته :
_ من معاي ؟
_ أنا سامي ... شفيك ؟
سامي ... سامي ما غيره ... صوته ما كان كذا ... لحظة أنا ما أذكر صوته بالضبط ... وأنا وش يذكرني ... هو يوم الملكة بس قال لي مبروك وطلع :
_ هلا ...
_ ليش ما رديتي صار لي ساعة أدق ...
_ كنت ... كنت ... (مو لازم يعرف كل شي) ... كنت أخذ شور ...
_ نعيما ...
_ الله ينعم عليك ...
_ شلون الدراسة ؟
_ معطلين الحين ...
_ إيه صح ... طيب أخبار الترم اللي عدا ؟
_ تمام ...
_ انتي شنو تدرسين ؟
_ آداب عربي ...
_ حلو ... ليش اخترتي هالتخصص ؟
هذا شفيه ؟... اليوم ما شاء الله زايد اهتمامه فيني :
_ كذا ... أحب العربي ...
_ طيب ... ما تبين تقولين لي شي ...؟
_ مثل شنو يعني ؟
_ يعني ... تبين شي ؟... محتاجة شي ؟
أبي شي ؟... ومحتاجة شي ؟... ليش من فاكرني الأخ ؟:
_ سلامتك ...
_ طيب ... رقمي خزنيه عندك ... إذا بغيتي شي ... اتصلي ... اوكي ...
_ اوكي ...
_ تصبحين على خير ...
_ تلاقي الخير ...
وسكرت الجوال ... غريبة أول مرة يتصل ... وش عنده ؟!!!
وبدأ الترم الثاني ... وبدينا بحوسة الجداول ... والدراسة والمحاضرات ... والأيام تعدي ... أبو مساعد خبر أبوي إن المهر حطه في حسابي بالبنك ... وتحدد العرس ببداية الصيف ... لأن سامي آخر ترم له راح يكون الترم الصيفي واللي بعده ... فراح أضطر أوقف دراستي الترم الأول ... لأن أبوي ما يأيد نهائيا نظام دراسة الانتساب .
بديت أتسوق مبكر ... هذا على هذا ... وتعرفون حوسة العروس ... ما خليت شي بنفسي ... ولا الأميرة ديانا ... وطبعا مرافقتي الدائمة في كل هذا كانت رفيقة عمري مريوم ... بس أما جهازي طلع فلتة إنما إيه ... تفننت فيه ... والشهر اللي قبل العرس خليته للراحة ... مع أنه كان اختبارات بس ما دخلت فيه السوق ولا تعبت عمري .
_ نوف مو مصدق إنك راح تروحين ...
كنت قاعدة على السرير ... وأوراق الكلينكس مالية الغرفة ... ولا تشوفون وجهي ... عفيسة ... عيوني متفخة ... خشمي أحمر ... كل شي فيني يكسر الخاطر ... من الصبح وأنا على هالحالة ... اليوم استوعبت إني بكرا واللي بعده والعمر الجاي كله ... ما راح يقعدني أبوي على صلاة الفجر ... ما أقعد أنا وجراح محبوسين في هالبيت نتابع أفلامه المجنونة ... ما راح أنام في غرفتي ... ولا حتى أشكي لأبوي إذا شي ضايقني في
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك