_ وش رأيك تلبسين فستاني الأصفر ؟
استغربت :
_ اللي لبستيه في العشا ...
_ إيه ...
_ عادي ؟!
مسكت يدها بثقة :
_ أكيد عادي ... شوي ونطلع علشان تشوفينه عليك ...
ترددت ... بعدين فرحت من كل قلبها ... يا حليلها صج بزر:
_ مشكووووووووووووووورة ...
سألت سلوى بشك :
_ شفيكم ؟
طالعت لديمة وابتسمت وانا أغمز بعيني:
_ سر ... بيني وبين ديمة ...
دخل سامي ومعاه مهند ... سلم وجلس على الصوفا ... ومهند ما يفارقه ... كان يطالعني بنظرات عتب ... شكله للحين زعلان على سالفة بيت أبوي ... ما يهمني ... حتى أنا زعلانة ... بدأ مهند بالكلام :
_ يمــــه ... رحنا أنا وعمي سامي عند واحد رفيقه عندهم في بيتهم ملاهي ... وعيال كبري واجد ...
قالت سلوى :
_ وأكيد أكلت كاكاو ...؟
_ عمي أخذني للسوبر ماركت وشرا لي كاكاو ...
طالعت خالتي لسامي ... بتهديد :
_ سامي قلت لك لا تأكله كاكاو ... بالليل ما ينام فيه حساسية منه ...
_ يمه اشتهى الكاكاو ... والله كسر خاطري ... تعرفيني ما أحب أرفض له طلب ... هذا حبيب قلبي ... (وطالعني وهو يبوس مهند) ... أغلى واحد في الدنيا ... (ووقف وناظرني) ... سلوى نومينه عندك الليلة ... يالله ... تصبحون على خير ... (ولما ما قمت) ... نوووف ... (وبصراخ خفيف) ... يا الله ...
ناظرته أمه بهم ... وبعدين ناظرتني :
_ روحي يا يمه ... روحوا ارتاحوا ... تصبحون على خير ...
انحرجت ... سامي أسلوبه على المكشوف ... بس أنا أوريه :
_ ديوم تعالي ... علشان تشوفين الفستان ...
وسحبت ديمة من يدها وصعدنا قبله ... ناظرني مستغرب ... وفي غرفتي فتحت الدولاب وطلعت الفستان لديمة :
_ يا الله البسيه ...
_ الحين !! ... فشلة سامي يبي ينام ...
_ ما عليك منه ...
ورحت أبي أسكر الباب ... دفه ودخل :
_ وش عندكم ؟
ديمة انحرجت واسكتت :
_ ديمة تبي تقيس الفستان ...
_ الحين !!
_ إيه الحين ...
مسك الفستان اللي كان معلق على دلفة الدولاب ... وعطاه لديمة :
_ خوذي الفستان يا ديمة ... وروحي قيسيه بغرفتك ...
ودف ديمة اللي للحين منحرجة برا ... طالعته بقهر :
_ لحظة ديمة ... جاية معاك ...
ولحقت ديمة ... وخليته لحاله منقهر .
طبعا طولت السهرة عند ديمة عمدا ... قاست الفستان وطلع عليها رووووعة ... أول مرة أشوف غرفة ديمة ... غرفة بناتية ... بس شنو فوضى !!... ذكرتني بغرفة جراح ... وقعدنا نسولف ... ديمة في عمر جراح أخوي ... ونفسه أكره شي في الدنيا عندها المدرسة ... وهي أكثر وحدة في البيت تشبه سامي ... ومهند يشبهم شوي ... وحتى شخصيتها نفس سامي ... نرفوزة وعصبية ... واللي ما يعرفها يفهمها غلط ... لسبب كانت تكرهني ... بس الحين أحسها ارتاحت معاي :
_ توأم ؟!!
_ ليش ما تدرين ؟!!
_ لا ...
_ هههههههههههههههههههههه ... غريبة هذا وانتي زوجته ...
_ ههههههههههههههههههه ... شفتي شلون ؟
_ لحظة شوي ...
وفتحت درج صغير وطلعت منه علبة ... ومن العلبة طلعت صورة ... ومدتها لي ... كانت صورة سامي واقف قدام جبل ويضحك ... شكله في مكة ... بس ليش سامي مكرر مرتين في الصورة :
_ سبحان الله ...
_ ههههههههههههههههه ... شفتيهم نسخة من بعض ... كانوا توأم متطابق ...
_ حتى انتي تشبهينهم !!
_ ههههههههههه .. يقولون ... إلا صج نوف فشلة روحي لسامي طولتي عندي ...
_ تلقينه نام الحين ...
وقالت لي بحيا :
_ نوف أنا آسف ...
عرفت ليش تعتذر ... ما حبيت أحرجها ... بست خدها ... ووقفت :
_ ما صار شي يا قلبي ... يالله تصبحين على خير ...
_ وانتي من أهله ... نوووووف ...
التفت لها وانا عند الباب:
_ مشكورة ...
_ ما سويت شي ...
ولما دخلت الجناح ... توقعته نايم ... بس لقيته متمدد على السرير ... ويدخن ... أوففف يا هالدخان اللي ما يمل منه ... ريحته مالية الغرفة ... حسافة كيلوات البخور والعطور اللي أصرفها بس ... ما كلمته ... أخذت ملابسي ودخلت الحمام ... ولما طلعت كان واقف يطالع نفسه في التسريحة وهو يدخن ... هالرجال عليه حركات غريبة ... رفعت اللحاف ... سألني وهو لسا معطيني ظهره :
_ من جابك من بيت أبوك ؟
_ سواق أبوي ...
وجلست على السرير ... ههههههههههههه ... في مواقف أحسد نفسي على قوتي فيها ... ومنها هالموقف ... والله لو وحدة غيري وتشوف سامي بهالمنظر المعصب تنسى اليوم اللي انولدت فيه ... التفت لي وكتف يدينه لصدره والزقارة لسا في يده :
_ مرة ثانية ما تطلعين مكان من دون ما تقولين لي ...
_ هذا مو مكان ... هذا بيت أبوي ...
ضغط على كل كلمة تطلع منه :
_ فاهمة اللي قلته ولا لا ؟
لازم مرات الزوجة تقدم تنازلات ... وصدقوني هالشي ما ينتقص من قيمتها أبدا ... لا تصدقون الكرامة وخرابيط الكرامة ... الكرامة مكانها عند باب غرفة النوم ... وإلا بتكون الحياة جحيم :
_ فاهمة ...
تمددت ... وأخذت كتاب كان على الكوميدينو ... وقعدت أقرأ فيه من قهري ... طفا زقارته وتمدد جنبي ... وطفى النور اللي عنده ... وظل بس النور اللي عندي شغال ... كان يطالع السقف ... وشكله هدأ شوي :
_ اقري بصوت عالي ...
أوففف ... مقهورة منه ... ويبني أقرأ له بعد ... بصراحة مزاجي ما يساعد ... قفلت الكتاب ... حطيته على الكوميدينو ... وتغطيت باللحاف :
_ أبي أنام ...
عصب ... سحبني من يدي غصب وقعدني ... وحط الكتاب في يدي :
_ أقول لك اقري ...
خفت منه ... سامي لما يوصل لهدرجة يعني خلاص ... راح ينفجر ... بس ليش هو معصب كذا ؟... معقولة علشان سالفة روحتي بيت أبوي ... ما أعتقد ... وبديت أقرأ بهدوء ... وهو تمدد وولع زقارة جديدة ... وبعد ربع ساعة ... كانت الأفكار توديني وتجيبني ... جد جد روعني ... قفلت الكتاب وخليته بين ايديني ... وبخوف عليه قبل خوفي على نفسي :
_ سامي خلاص ... وعد ... ثاني مرة ما أطلع من غير ما أقول لك ...
حط اصبعه على جبينه ... وغمض عيونه ... أحسه يبي يبكي ... سامي يبكي مستحيل ... سامي ما يبكي إلا إذا جاه ذاك الكابوس الشين ... انقبض قلبي ... سامي في مشكلة وأنا من جدي أعانده ... واستخف دمي عليه :
_ سامي ...
ظل مغمض عيونه :
_ اشششش ... كملي قراءة ...
وبدت دموعي تسبح في عيوني ... سامي يكابر ... هو وين وهالكتاب الزفت وين ... كل هذا علشان سالفة عمي ... بالطقاق عمره الشغل وسنينه ... أهم شي هالضيقة تروح ... فتح عيونه وناظرني ... شاف دموعي ... جلس ... طفا زقارته ... وضمني :
_ الحين ليش تبكين ؟
تمسكت فيه ... يا رب هالضيقة تروح ... يا رب يا سامي ... رفعت له رأسي .. وأنا أمسح بقايا دموعي :
_ مضايقك موضوع أبوك ...؟
حاول ينهي نقاشنا قبل ما يبدأ :
_ أنا أعرف أتفاهم مع أبوي ...
_ سامي ممكن تسمع وجهة نظري ...
ابتسم كأنه يستهزء فيني ... ورجع يتمدد ويكمل تدخين :
_ أسمع ...
يا رب يا رب تنفع طريقتي في الاقناع ... يا ما نفعت مع أبوي ... ما أدري عنك يا سامي ... ناظرت في عيونه مباشرة :
_ الحين أنت أعرفك ... ملول وما تصبر ... والتعليم في الجامعة يبيله صبر وطولة بال ... اسألني أنا ... يا ما نكدنا على الدكاترة ... وإذا على الأبحاث ... لا تعب عمرك ... ديرتنا صحرا وما راح تلقى فيها آثار ...
ابتسم من كلامي وفهم قصدي :
_ يعني تبيني أشتغل مع أبوي ...
_ أبوك كثر الله خيره ... عمره ضاع في هالشركة ... علشانك وعلشان اخوانك ... والحين يبي يرتاح ... وما راح يأمن على شقا عمره غير مع عياله ... يا سامي يحق له ... ليش بعد كل هالسنين مستكثرين عليه راحة البال ...
قال لي مقهور ... يمكن لأن كلامي صحيح :
_ أبوي يبي يسوي نسخة ثانية من مساعد يا نوف ... وأنا مستحيل أكون مثل مساعد ... مستحيـــــــــــــل ...
_ من قال ... أنت غير ومساعد غير ... وما أحد يقدر يكون نسخة من أحد ... مساعد الله يرحمه سير الشغل بالفطرة ... يعني الادارة التجارية موهبة عنده ... أنا فهمت من ديمة انه كانت معاه شهادة الثانوية بس ... أنت يمكن عندك الموهبة ويمكن لا ... بس على الأقل عندك الشهادة ... عندك التفكير الأكاديمي ... اللي نادرا تلقاه في رجال الأعمال ...
ولع زقارة جديدة :
_ والحين التاريخ والآثار بشنو راح يفيد في ادارة الأعمال ...؟!
_ يفيد ... أنت تعودت على التفكير العلمي ... ربط شي بشي ... حل مشكلة حل جذري قبل لا يكون حل سطحي ... مو مهم لو اختلفت المواضيع معاك ... مو مهم لو كان هالتفكير في منحوتة ولا في مناقصة ...
طلع الدخان من فمه ... وقعد يفكر ... شكل كلامي اعجبه ... احترمت سكوته ... يا رب ... يا رب حل هالعقدة ... وريح هالبال اللي دائما متكدر:
_ مساعد كان يحب الشغل في الشركة ... بس أنا طول عمري كنت أحب أدرس ...
قربت منه :
_ وهذا أنت ... وصلت بالدراسة لأعلى مرتبة ... جاء الوقت اللي تدخل فيه تجربة جديدة ... ويمكن مساعد الله يرحمه لو كان عايش كان حب يكمل دراسته ... صدقني يا سامي ... التجارة مجال حر تقدر تطبق فيه اللي تبي مهما كان تخصصك ...
سكت شوي ... بعدين ابتسم لي :
_ انتي وش عرفك بسوالف التجارة ؟
_ نسيت إني بنت أبو جراح ...
_ هههههههههههههههههههه ... وميتين ألف نعم والله ...
_ سامي ... (وحطيت يدي على صدره) ... تكفى ... مرة ثانية إذا متضايق لا تكبت ... ترى الضغط يولد الانفجار ... صدقني مو زين عليك ... تصير مرعب وتضيق الخلق ...
باس رأسي :
_ الله لا يحرمني يا نوف ...
الحمد الله ... انحلت المشكلة بين عمي وسامي ... وبدأ سامي شغله في الشركة ... أول يومين استصعب الموضوع ... يرجع البيت زهقان ... بس مع الوقت تعود ... وشوي شوي ... وبمساعدة طلال اللي اكتشفت أنه العقلية الاقتصادية اللي تعتمد عليها العائلة... بدأ سامي يطلع مواهبه التجارية في إدارة الشركة ... وشكله بدأ يندمج ويصير محترف ... الله يتمم عليه يا رب ... أما أنا فكملت أوراقي ... علشان أبدأ دوام في الجامعة على الكورس الثاني إن شاء الله :
_ وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ... من زمان عن بيتكم ...
وجلست مريم بهبال على الصوفا :
_ شوي شوي كسرتي الأثاث يا الدبة ...
_ أقول نوف ... أخوك المريض هنا ؟
مديت لها القهوة :
_ أول شي اسم الله على أخوي ... ثاني شي خذي راحتك ... جراح طالع مع ربعه ...
_ يعني عادي أسولف سوالف ماصخة ...
ضحكت ... للحين مريم ما تغيرت ... وللحين هبالها مثل ما كان ... وسوالفها فعلا ماصخة مثل وجهها ... تعشينا... وبعد العشا جلسنا في غرفتي القديمة :
_ وليش هالكوابيس ؟!
_ ما أدري ... أنا محتارة ... وأخاف أحرجه ...
_ طيب الصور وكنتي فيها وحدة غشيمة وما تعرفين أهله ... والروج وفهمنا أنه لطيفوه الملقوفة ... والمشروب ؟!
سكت وما رديت عليها ... مريم صديقة عمري ... أشاركها في كل شي ... لا تقولون عيب تطلعين أسرار بيتك ... كلكم عندكم أمهات وخوات ... الله يخليهم لكم ... بس أنا ما عندي غير مريم :
_ نووووووووووف ... سألتيه ليش يشرب ؟
_ ما حبيت أفتح معاه الموضوع ... وأنا شفته بس مرتين ... و ...
_ يعني مو مدمن ...؟
_ والله ما أدري يا مريم ...
حست مريم إني تحسست من الموضوع ... فغيرته :
_ طيب وعجوز النار ؟
ضحكت من كلامها :
_ ههههههههههههههههههههههههههههههه ... هيه عيب ترى هذي أم رجلي ...
_ يا شيخه ... يعني الحين يقال تحبينها ...
_ حتى لو ما أحبها ... معزتها من معزة سامي ... واحترمها من احترامي له ...
_ يا عيني على اللي صاروا ناس عاقلين ...
_ عاقلة من قبل لا أشوف وجهك ... إلا صج ليش ما تزوريني في بيتنا ... والله ترى حمولتي خوش ناس ...
_ انتي خلي أم رجلك تحبك انتي علشان تحب رفيقتك وترحب فيها ... بصراحة انا مو مالة زف ونفس خايسة ... إذا أبي أشوفك ... أشوفك في بيت عمي الله يخليه لك ولي ...
_ وانتي شكو ؟!
ورن جوالي >>> عديل الروح يتصل بك
_ هلا حبيبي ...
ونطت مريم وحطت أذنها على الجوال معاي ... أبي أدفها عني ما قويت :
_ ترى أنا في المجلس برا ... في أحد عندك ؟
_ إيه .... مريم للحين ما راحت ... أنت قاعد لحالك ...
_ إيه ما في أحد ... جراح وينه ؟
_ طلع مع ربعه ... اتصل عليه ... خله يجي يقعد معاك ...
_ طيب ... بس قول لي لضيفتك ثقيلة الدم تفارق ... يا بخت من زار وخفف ... ترى طولت وورانا دوامات بكرا ...
بعدت مريم وهي مبققة عيونها ... شكلها يمووووت من الضحك :
_ إن شاء الله ... (وسكرت) ...
_ أنا ثقيلة دم ؟... ويا بخت من زار وخفف !!
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه ...
واضربتني :
_ تضحكين انتي ووجهك ... قاعدة في بيته انا ... لا وتقولي تعالي في بيتنا ... مالت عليك وعلى رجلك الخايس ... (واتصلت من جوالها) ... آلووووووووو ... يمه خلي السواق يجيني ... لا خلاص شبعت منها ومن خشتها ... يا بخت من زار وخفف يمه ... أمي تسلم عليك ... (وناظرتني بحقد وأنا من كثر الضحك ما قدرت أرد) ...
وبعد عشر دقايق كنت عند الباب أودعها :
_ يا قلبي مريوم لا تزعلين ... ترى والله سامي ما يقصد ...
_ إيه هين ما يقصد ... (وبهدوء) ... بس تدرين والله قلبي عورني ...
_ عسى ما شر ...
_ ملعون رجلك ... صوته يدوخ ...
ضربتها بحقد :
_ عمى ...
ودخل أبوي ... وتغطت مريم :
_ السلام عليكم ...
وردينا السلام :
_ هلا مريم يبه ... شلونك ؟.. شلون الوالد والوالدة ؟
لا تشوفون حالة مريم ... تصير مؤدبة إذا شافت أبوي :
_ كلهم بخير يا عمي يسلمون ...
_ يسلمون من الشر إن شاء الله ...
_ يالله مع السلامة ...
_ مع السلامة ...
وطلعت مريم :
_ سامي برا ؟
_ أدري ... (وأخذت عباتي وبديت ألبسها) ...
_ جراح للحين ما جاء ؟!
_ لا ...
توتر أبوي :
_ بكرا مدارس ... قلت له الساعة 9 أنت بالبيت ...
_ أكيد الحين جاي ... لا تخاف يبه ...
_ الله كريم ... بكرا تبين أمجد يمر يوديك الجامعة ...
_ ما تقصر يبه ... أروح مع سواق خالتي ...
_ على خير ...
_ يا الله يبه مع السلامة ... دير بالك على نفسك ...
سلمت على أبوي وطلعت .
المذكرة الثالثة عشرة
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ورميت نفسي على السرير ... دايما أول يوم دوام يكون أصعب يوم ... شكلي تعودت على الراحة ... حوسة الجداول والفرفرة ... يا الله أحس نفسي مرررة متكسرة ... الحمد الله إني أخذت شاور ... بس ما لي خلق أمشط شعري ... خليته بالمنشفة ... ونمت على طول وحتى ما تغطيت :
_ نووووف ... نوووووف ...
فتحت عيوني ... كان سامي اللي يصحيني ... قلبت على الجهة الثانية :
_ امممممم ... سامي تعبانة ...
_ نوووف قومي وش فيك ؟
_ تكفى سامي ... أبي أنام ...
وقعد يرمي غترته ودشداشته :
_ طيب قومي جيبي غداي وبعدين نامي ... (وما رديت) ... نووووف ... قومي جوعان ...
أووووف ... سامي راح يبقى يحن على رأسي لما أجيب غداه ... يا ربي ... والله تعبانة ... نمت بس ساعة وحدة ... أحس رأسي راح ينفجر ... لعنت شيطاني وقمت :
_ طيب ...
شكلي مرررة هلكانة ... وجهي منفخ ... وعيوني وارمة ... رتبت له الغدا في صينية ... وقبل كل شي السلطات ... اللي سامي ما يأكل من غيرها ... وقعدت أسوي له شاهي ... سامي ما يستغني عن الشاهي بعد الغدا ... أو بعد أي أكل ... علشان ما يقولي إنزلي مرة ثانية ... يا جمــــاعة ... أبي أنام :
_ نووووف ...
غريبة ... الساعة 2 الظهر ... والبيت كله نايم هالحزة :
_ هلا خالتي ...
_ ما نمتي ؟!
_ سامي يبي غدا ...
_ وليش ما يخلي الشغالات يحطون له الغدا ؟!
_ تعرفين سامي يا خالتي ...
تنهدت خالتي بهم ... شكلها هاليومين راضية علي ... أو يمكن تقبلت وجودي :
_ روحي يا يمه ... ونامي لك كم ساعة ... شكلك تعبان ...
أخذت غدا سامي ... وكان توه طالع من الحمام ... مغسل ومبدل ملابسه ... حطيته على الطاولة ... وعلى طول رميت نفسي على السرير :
_ أكل لحالي ؟!
سامي أكره ما عنده يأكل لحاله ... ودايما حتى لو ما كنت جوعانة يخليني قاعدة معاه ... بس هالمرة بعيدة عن شواربه ... ميتة نعاس ... وأدور النوم .
الساعة 5 المغرب صحيت ... الحمد الله شبعت نوم ... وأحس إني مرتاحة ... توضيت وصليت ... وصحيت سامي ... وجهزت ملابسه ... نزلت تحت علشان أسوي لسامي قهوة قبل لا يروح الشركة ... ولما كنت في المطبخ :
_ نوووف قعدتي ...؟
_ هلا ديمة ...
_ وش تسوين ؟
_ قهوة ...
_ اللــــــــه ... عاد سلوى مسوية حلا وحاطته بالثلاجة ...
وراحت تطلع الحلا من الثلاجة :
_ نوووف وش رأيك تروحين معاي السوق ؟
_ وش عندك ؟
_ ودي أروح أتسوق ... وأحب ذوقك ... صاحباتي في حفلة سارا ماتوا على الفستان حقك ... مرررة اعجبوا فيه ...
_ ما عليه ديوم ... خليها بالويك إيند ...
صابتها خيبة امل :
_ آآآآه ... طيب ...
أخذت القهوة وأخذت ديمة الحلا وطلعنا علشان نقعد في الصالة ... خالتي مثل كل مرة ... متمركزة بالصالة ومالية البيت بحضورها الوقور :
_ سمي يا خالتي ...
وأخذت مني الفنجان ... ونزل سامي وهو لابس وكاشخ :
_ السلام عليكم ...
ردينا السلام ... باس رأس خالتي وقعد جنبها :
_ شلونك يمه ...؟!
نادرا ما أشوف خالتي تبتسم ... ومنها هالمرة :
_ دام أنت بخير أنا بعافية ...
وصبيت لسامي فنجان قهوة :
_ أقول ديمة شفيك انتي ومحمد على مهند ؟
_ ليش شنو قال لك هالكذاب ؟!
_ يقول إنكم ما تخلونه يقعد معاكم على التلفزيون ...
بققت ديمة عيونها :
_ كــــــــــــــــذاب ...
دافعت خالتي :
_ مهند ما يكذب ... صح هو أمس جاني يبكي منهم لأنهم طردوه ...
_ يمه أمس طردناه لأن محمد جايب شريط فيلم رعب ... وهو يخاف ... وبالليل يشوف كوابيس وانتي تقعدين تهاوشينا علشان خليناه يشوف ...
هددها سامي :
_ انا محمدوه هذا خليني بس أشوفه ... والله وبالله يا ديمة إن سمعت إنكم طردتوا مهند عن فيلم ولا شغلتوا فيلم رعب ما يصير لكم طيب ...
شكل ديمة كان يمووت من الضحك ... مسكينة ... خالتي وسامي أكلوها :
_ يمه كلمتي سلوى على موضوعنا ؟
_ كلمتها ... تقول أفكر ...
_ على خير ...
تلقفت ديمة :
_ أي موضوع ؟
سامي يقهره :
_ مو شغلك ... يالله مع السلامة ...
راح سامي الشركة ... أما عمي فصار أكثر وقته يقضيه بالزيارات ... يا حليله يلتقي بأصدقاء العمر اللي أهملهم كل هالسنين ... أحس فترة تعويض عن العواطف هي فترة التقاعد ... الإنسان يراجع فيها كل حساباته:
_ السلام عليكم ...
وجلست نورا ... كانت مرة تعبانة :
_ شلونك يمه ... وين بناتك ؟
_ سلمان أخذهم هم ومهند للملاهي ...
_ زين يسوي ...
قالت خالتي :
_ وامل وخالتك وينهم ؟
حامت كبدي من جابوا طاري امل ... يهالبنت كرهتني فيها غصب ... وإذا جتنا ما أحب أنزل تحت :
_ خالتي طالعة السوق ... وأمل تتجهز عندها عرس وحدة من صاحباتها الليلة ...
_ نورا ... أصب لك قهوة ؟!
_ لا دخيلك ... خلقة ما انام بالليل ...
ديمة كانت قرفانة من شكلها :
_ والله ما احد قال لك ... من تزوجتي وانتي كل سنة حامل ... حشا قطوة مو بني آدم ...
_ ما لك دخل يا أم لسان ... يمــــــه شوفيها ...
_ ديمـــــــــــــة ...
_ سكت يمه ... سكت ... (وناظرت نورا بنص عين) ...
كنت قاعدة على السرير ... وفاتحة اللاب توب ... وقاعدة أشتغل على بحث مهم طالبته الدكتورة بكرا :
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ...
وتمدد على السرير بكامل ملابسه ... وحط رأسه على رجلي ... كلمته وأنا عيني لسا على اللاب :
_ شفيك ؟
_ تعبان ... والصداع ذابحني ... قومي جيب لي بندول ...
وقمت ... رحت طقيت باب غرفة سلوى :
_ هلا نوووف ...
_ هلا سلوى ... ألقى عندك بندول ...؟
_ إيه تعالي ...
سلوى تشتغل معلمة في مدرسة ابتدائية ... نظامية لأبعد درجة ... وتحب شغلها موووت :
_ خير ... (وعطتني البندول اللي طلعته من الدرج) ...
_ أبد ... سامي عنده صداع ...
_ لا يكون يبي يمرض ...
تضايقت مررة :
_ لا تقولين ... عاد فترة اختبارات ومو فاضية ... وسامي إذا مرض ينتهي على الآخر ...
_ ههههههههههههه ... أجل لحقي عليه بالبندول وخليه ينام عدل ...
_ يا الله تصبحين على خير ...
_ تلقين الخير ...
عطيته البندول ... وقعدت معاه لما خف الوجع ونام ... غطيته عدل ... وقصرت على التكيف ... يا ربي صارت الساعة 4 الفجر وأنا لسا ما خلصت البحث ... أخذت أوراقي واللاب توب ... وقعدت في مكتب سامي اللي جنب غرفتنا ... وتميت أكمل بحثي .
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
الساعة صارت 7... ما يسوى أنام الحين ... أخذت شاور سريع ... ولبست ملابسي ... وصحيت سامي :
_ شلون صداعك ؟
_ لا ... الحمد لله خف ...
وطلعت ملابسه ... وأخذت أغراضي ونزلت تحت ... وديمة كانت تشكي مثل العادة :
_ يمه والله ... أحس بطني تقطع ...
_ بطنك ما فيها شي ...
_ يمه بطني ولا بطنك الله يهداك ...
_ ديمة ... غياب عن المدرسة ما في ...
هههههههههههه ... خالتي كاشفة ديمة وسوالفها ... سألتني سلوى :
_ عندك محاضرة بدري ؟
_ لا ... بس مواصلة ... وإذا ظليت في البيت راح انام ...
ودخل سامي معاه شنطة أوراقه :
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ... هلا يمه تعال تفطر ...
_ بالعافية عليكم ... مستعجل يمه ...
_ في وداعة الله ... (طلع سامي والتفتت علي خالتي) ... سامي مريض ؟
_ كان عنده صداع أمس ...
وتضايقت خالتي ... وقفت سلوى :
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك