بارت من

رواية بعد الغياب -92

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -92

سعود طلع بطاقته وحطها
وخالد طلع بطاقته وحطها على دفتر الشيخ وهو يقول: الشاهد الثاني..
الشيخ قال: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. وين بطاقة العروس؟؟
طلعها أبو خالد من جيبه وعطاها الشيخ..
أبو خالد مو فاهم شيء...بس حاسس بسعادة عميقة مايعرف سببها
سبحان الله على قد ماكان حاسس بالضيق وهو يبي يطلع بطاقة دانة يوم كان سعد قاعد...
على قد ماهو مبسوط الحين وهو يطلعها عشان ترجع لسعود مرة ثانية..
الشيخ خلص تسجيل البيانات: ودوني للعروس أخذ موافقتها..
الشيخ دخل للمقلط.. وخالد دخل داخل البيت
وطلع لدانة في غرفتها.. لقى وجهها متنفخ من البكاء.. وشكلها على وشك الانهيار.. مثل عود يابس خالي من الحياة ينتظر أقل هزة عشان عشان ينحني وينهي رحلته..
لما شافها حس إن كل الحدة اللي بداخله تبخرت مثل قطعة ثلج على صفيح ساخن وهو يشوف شكلها المعذب المحطم..
همس بصوت واطي حنون: دانة..
دانة وقفت بتعب وكأنها ماتقدر تحمل جسدها من الارهاق
ورمت نفسها على صدره وبكت بكاء مكتوم حزين..
تركها خالد تبكي شوي وهو حاضنها بحنان فياض
ثم قال لها بحنان: ألبسي عباتش
لبست بآليه مريرة..
ثم مسك يدها
ونزل فيها تحت..بدون مايقول لها شيء..
دانة سارت معه.. مثل الذبيحة اللي تُقاد للمسلخ..
نحّت كل مشاعرها جانبا وهي تقرر إنها تعيش بعقلها
وتدفن قلبها وكل مشاعرها من هذي اللحظة..
وصلت المقلط.. وهي تحس إن روحها في مكان ثاني..
وإنه فقط جسدها هو المتواجد هنا..
سألها الشيخ: توافقين يا بنتي على سعود بن سعيد الـ
دانة حتى الاسم ماكانت تسمعه.. ماكانت تسمع شيء..
روحها موجوعة.. ومشاعرها ثكلى..
وألمها كتم كل أنفاسها بمرارته..
كانت تبي تهرب من كل شيء
من هذا المكان.. ومن نفسها.. ومن ضعفها..
(مستحيل أوافق.. مستحيل!! أنا وش كنت ناوية أسوي بروحي)
خالد بحنان: دانة الشيخ يقول موافقة على سعود..
دانة وهي تنتفض بحدة (الظاهر أني استخفيت.. يتهيأ لي إن اسم سعد صار سعود) : وش تقول؟؟
الشيخ بهدوء: أقول يا بنتي توافقين على سعود بن سعيد الــ؟؟
دانة شهقت بعنف..
وخالد برعب: تكفين دانة مهوب وقته تشاهقين علينا... تبين سعود وإلا ماتبينه؟؟
دانة مو قادرة تتكلم.. والصدمة العذبة غير المتوقعة تشل تفكيرها
وسعود ذبحه التوتر داخل المجلس (وش فيهم تأخروا؟)

دانة بخفوت: بس أشلون خالد أشلون؟؟
خالد برجاء مخلوط بالحدة: تكفين دانة خلاص..
خلصوا ذا الفيلم الهندي..
أنتي ذايبة هنا.. وهو ذايب هناك.. خلصونا
وسالفة إنه بيعرس مهيب صحيحة أنا اللي فهمت السالفة غلط..
دانة تنهدت بعمق وهي تقول من أعماقها الموجوعة: موافقة ياشيخ..
أشر لها الشيخ توقع.. وقعت وهي ترتعش.. وعقب ماقدرت توقف ورجولها ماتحتمل ثقل جسدها
فجلست..
والشيخ رجع داخل..
وخالد قعد مع دانة..
سعود أول ماشاف الشيخ نط واقف
وقلبه فيه طبول حرب مجنونة..
الشيخ ابتسم وهو يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير..
محمد حضن سعود بقوة.. وسعود همس له: لا تقصر في الشيخ..
عقب ألتفت على عمه وحب خشمه.. وعمه يقول بابتسامة: مبروك ياولدي.. سبحان الله.. سبحان الله.. اللي فرقكم بدون سبب.. ورجعكم بدون موعد..
سعود باحترام: يبه أبي أشوف دانة..
سعود بيموت يبي يشوفها.. يبي بس يملأ عينه منها
(يالله وش كثر اشتقت لها.. يالله..!!)
يبي يتأكد أنه فعلا الدانة رجعت له
صار حقه يشوفها.. ويمسك يدها
ويعبر عن شوقه المر الهادر لها
(وأخيرا يادانة وأخيرا)
أبو خالد بتردد: بس يا أبيك..
سعود برجاء: يبه دانة مرتي أول وتالي..
أبو خالد دق على خالد.. وخالد قال له أنه هو ودانة بعدهم قاعدين في المقلط.. قال له أبوه: تعال أنت وخل دانة في المقلط..
بيت سالم...
منيرة قاعدة تدرس..
وسالم في الحمام يأخذ له شاور.. عشان يطلع لشركته..
رن موبايلها.. طالعت الاسم وابتسمت: هلا بخالة الشيخ مبارك..
سارة تبتسم: عدال على ذا البروك.. يكون ويليام ولد تشارلز وديانا.. كله بروك ولد منور وسويلم
منيرة تضحك: بسم الله على ولدي تشبهينه بذا الكافر..
سارة تضحك: الزبدة.. بتجينا الليلة وإلا لا؟؟
منيرة برقة: ما أعتقد... عندي دراسة.. وبعدين ذا اليومين مشغولة بخطوبة فاطمة..
سارة بتحسر: كنت أبي أسولف معس شوي..
منيرة بعيارة: ماعاد عندس من السوالف إلا حمد وشغلس..
سارة بمرح: ياختي اذكري شيء عدل مالقيتي إلا حُميّد.. الله يقرفه..
منيرة باستفسار ليه وش سوى اليوم؟؟
سارة بلهجة اعتيادية: اليوم وعلى غير العادة مر بسلامة بدون لقافته المعتادة.. انا بصراحة كنت مستغربة..
بس طبعا مستحيل يخلص اليوم ماغثني..
خلص الدوام..
وقفت برا أنطر عليان يجيني..
الأخ قاعد في سيارته مسوي رقابة علي..
جاء واحد من الموظفين بس شكله في ادارة ثانية
ووقف سيارته مقابلي..
أنا كنت بأرجع داخل لين يجي عليان..
فوجئت بالاستاذ حمد ينط من سيارته ويتهاد مع اللي موقف سيارته يقول له: المواقف كلها فاضية مالقيت موقف غير هذا..
وعقب كملت سارة بعصبية:
خلاني في نص هدومي..
الرجّال الثاني ماحب يزودها مع حمد المجنون فحرك سيارته وراح...
والشيخ حمد رجع علي يقول بعصبية: لاعاد تنزلين من مكتبس لين يصير علي تحت..
قلت له بعصبية: مالك دخل يأخ أنت..
تخيلي الوقح وش قال لي؟؟ قال ببرود: إلا لي دخل ونص..
حرق أعصابي الله يحرق أعصابه..

منيرة ماتت من الضحك.. وسارة ضحكت من ضحكها: أحر ماعندي أبرد ماعندس..
منيرة بعيارة: صحيح أنتي أختي الكبيرة.. بس غبائس منقطع النظير واسمحي لي أقولها..
سارة بمرح: ليه ياعبقرية زمانس؟؟
منيرة بمرح: حمد ذايب في هواس وانتي تستهبلين..
سارة بغضب: عيب منور.. وش ذا الكلام؟؟ احشميني ياقليلة الحيا.. حتى لو كنتي مرة معرسة.. انا اختس الكبيرة..
منيرة بهدوء: زين خلاص لا تزعلين.. اكلمس بعدين
سالم طلع من الحمام..
وفعلا كان سالم طالع من الحمام..
ابتسم لما شاف منيرة تبتسم له..
قرب منها وهي جالسة على مكتبها وجاء من وراها
وقبل كتفها برقة: شأخبار الدراسة؟؟
منيرة بعذوبة: لا تحاتي.. ذيبة مرت ذيب أم ذيب..
سالم ضحك: الله يستر من ذا العايلة.. شكلها عايلة متوحشة..
منيرة برقة: مطول الليلة في الشركة؟؟
سالم بود: لا حبيبتي.. ساعتين وراجع... بس أنتي لا عاد تتعبين روحس واللي يرحم والديك.. وبلاها النزلة والطلعة كل شوي..
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء المئة وثمانية عشر
#أنفاس_قطر#
دانة كانت قاعدة في المقلط حاسة إنها مو قادرة تمسك أعصابها من هول المفاجأة
(مرت سعود للمرة الثانية!!
معقولة!!
معقولة!!)
ما انتبهت إن خالد طلع من عندها عقب ما تلقى اتصال..
كانت جالسة على الكرسي بعد ماخلعت نقابها.. باقي عليها شيلتها وعبايتها..
دخل سعود عليها
ما انتبهت..
كانت سارحة في عوالمها..
سعود حس بتيار هادر يجتاحه بعنف..
ظل واقف متخشب دقايق مايدري عن حسابها
دقايق غير محسوبة من عمر الزمن
دقايق خاصة كخصوصية مشاعرهم المشبعة بالشجن المؤلم
دقايق حفرت في قلبه الوجع والفرحة
وهو يتأمل دانة الصامتة السرحانة..
حس بالالم يجتاحه بقسوة وهو يشوف وجهها اللي كان باين عليه آثار التعب والبكاء الطويل..
قرب منها بشويش..
لم تنتبه بعد..
أعادها لعالم الواقع الجميل ملمس يدين دافئتين على عضديها
يدان أنهكها الألم والوجع واستنزفاها اشتياقا للمساتهما
شعرت بالخجل والارتباك والتوتر والانفعال يغزو قلبها بمرارة
وسعود ينهضها بقوة وحنان
والعين تعانق العين بوجع ساحر
والرمش يحكي حكاية السهد واليأس وليالي السهر للرمش
وارتعاشة الجفن تشتكي حسرة البعد والقهر والشوق الهادر
دانة أنزلت رأسها بخجل وهي مصعوقة: كيف دخل سعود..؟؟
لم يسمح لها سعود أن تحرمه من عناق عينيها التي اشتاق بعنف لحنانهما ودفئهما وسحرهما..
رفع رأسها إليه..
وهو ينزل شيلتها على كتفيها
و يدخل كفيه في خصل شعرها
ويمسك برأسها من ناحيتي صدغيها
ويقرب وجهها منه..
دانة انتفضت بوجل.. وهي تشعر بأنفاسه الحارة على وجهها
ووجل أكبر حينما شعرت بهذه الانفاس تخترقها
وسعود يلصق شفتيه بشفتيها في عناق طويل مشتاق..
حاولت دانة أن تخلص نفسها رغم أنها كانت أكثر اشتياقا له
ولكن خجلها الحاد خنقها..
لم يفلتها سعود حتى شعر أنه أروى الحد الأدنى من غليله..وشوقه.. ووجعه
حينها تركها بصمت..
وعاد من حيث أتى..
لتنهار دانة جالسة على نفس الكرسي
الذي كانت تجلس عليه قبل دخول سعود العاصف المثير الموجع الناعم عليها..
بعدها بدقائق في مجلس أبو خالد
سعود احتاج دقائق حتى استطاع التماسك من ثقل الأحاسيس
التي دغدغت قلبه المتيم ودانة بين ذراعيه..
وشفتيها ترتعش بين شفتيه..
ألتفت على عمه وهو يقول باحترام: بكرة محمد بيحط مهر دانة في حسابها.. وذا المرة بأعوض دانة وبأسوي لها عرس كبير..
بأدور أقرب حجز وبأحجز..
يعني عقب شهر بالكثير..
خلها تتجهز بسرعة..
وكل شيء صار موجود جاهز بالسوق...
وفعلا طلع سعود من بيت عمه
حجز لموعد عرسه
بعد شهر بالضبط
ثاني يوم خروجه من الحجز العسكري
في المساء
في غرفة دانة..
دانة صامتة.. صمت المحلقين..
على شفايفها ابتسامة ناعمة صافية.. وهي متمددة نصف تمدد على سريرها..
مزنة تبتسم: ياحرم حضرة النقيب.. عطينا وجه..
صار لي ساعة أسحب الكلام منش
خالد يقول إن سعود طلب يشوفش
وش قال لش؟؟
دانة تبتسم وتقول بنبرة حالمة وهي تلمس شفايفها: ولا شيء..
مزنة تضحك: البنت استخفت.. أشلون ولا شيء.. يعني شافش وبس..؟؟
دانة بنفس النبرة الحالمة وهي سرحانة: وبس..
في نفس الوقت
في مجلس سعود
سعود مسوي عشاء لملكته..
الشباب متجمعين عنده... بعد ماراحوا الرياجيل اللي كانوا عنده...
دخل عليهم متعب مثل الاعصار المرح وهو بلبسه العسكري: تعشيتوا؟؟ وإلا خالي جيّد؟؟
محمد بمرح: لا والله خالك مهوب جيّد الليلة.. تعشينا.. أنت تأخرت واجد...
متعب بمرح: توني خلصت زامي الحين.. جايكم قبل أبدل..
سلم على الكل.. وحضن سعود بشدة وهو يبارك له ويهمس له: رديت حبيبة القلب.. مابغيت..
متعب وسعود أصدقاء مقربين.. بينهم فرق سنة وحدة.. سعود الأكبر..
متعب ملازم ثاني بس في الدفاع المدني..
والدورة اللي توه رجع منها اللي كانت في استراليا
كانت في فن إدارة الأزمات..
تدربوا بكثافة على التعامل مع الكوارث الطبيعية..
اقتحام الحرائق.. الغوص .. والقفز بالمظلات على المناطق السكنية
وهذا النوع من القفز يعتبر أخطر أنواع القفز كما هو معروف
لأن القفز بالمظلات يكون النزول على أرض خالية.. صحراء سهل أو حتى بحر
بينما النزول على المباني.. يكون خطير جدا
لأن المظلي مهما كان درجة تحكمه بنفسه
لا يستطيع التحكم بحركة الرياح التي قد تصدمه بالمباني لتتحطم عظامه من هذا الاصتدام..
سعود ومتعب تقريبا نفس الطول.. لكن متعب أعرض شوي..
قبل كان أعرض بكثير لكنه استغل وجوده في استراليا لعمل ريجيم قاسي..
مثل مها.. اللي استغلت غيابه لعمل ريجيم قاسي..
سعود رد على متعب وهو حاضنه بهمس: مابغينا..
يتبع ,,,
👇👇👇
تعليقات