بارت من

رواية بعد الغياب -82

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -82

ما أنتبه للشخص الثالث اللي كان واقف معهم.. لحد ماقرب منهم.. ولمح نوف رامية نفسها على كتف واحد..
لماعرف عبدالعزيز هذا الواحد.. ماقدر يكمل.. حس رجوله ما تشيله.. تسند على الطوفة عشان مايطيح
ونورة ارتعبت من اللي صار لعبدالعزيز
في الوقت اللي عبدالله قرب منه بثقة وحنان وهو يسنده.. ويحضنه بأخوية وود غامر..
عبدالعزيز اختنق بكلماته: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامتك..
عبدالله بود: الله يسلمك يابو منصور..
عبدالعزيز بنفس الصوت المخنوق: متى وصلت.. ؟؟وش اللي صار لك..؟؟ ووين اختفيت..؟؟ ماخلينا مكان ندور لك.. وفاضل ونصّار كل يوم كنت أكلمهم..
عبدالله بود رغم قلقه الهادر على جواهر: وصلت قبل الفجر.. وفاضل عارف بمكاني من أكثر من أسبوعين.. بس انا طلبت منه مايبلغكم.. ماحد عرف إلاّ خالي ثاني بس..
عبدالعزيز بلوم: يعني ثاني صار أقرب مني؟!!
عبدالله بنفس الود المصفى: أنا دريت من فاضل أنك تزوجت.. وكنت أعرف أن مرتك وجواهر مالهم غيرك.. فماحبيت أربكك..وحبيت أسويها لكم مفاجاة..
وخالي ثاني كلمته عشاني بغيت منه فلوس.. ماشفته إلا ناط لي هناك في البصرة..
عبدالعزيز بتساؤل: البصرة وإلا بغداد؟؟
عبدالله بقلق: بأ قول لكم كل شيء بعدين.. الحين خل نتطمن على جواهر أول
عبدالعزيز رجع يحضن عبدالله ويقول: الحمدلله على سلامتك.. وزين أنك لحقت على ولادة جواهر..
إلا هي شاخبارها؟؟
عبدالله بقلق هادر: تأخرت كثير.. من الفجر واحنا هنا
بعد دقايق طلعت نجلاء باوراق في يدها ووجها أحمر ومنتفخ، كانت موطية عينها وتوجهت لعبدالله مباشرة وبسرعة
عطته الأوراق والقلم: وقع يابو عبدالعزيز..بسرعة
عبدالله بقلق مميت وهو يأخذ الورقة: على شنو؟؟
نجلاء بصوت مبحوح: واللي يرحم والديك بسرعة..
عبدالله قلبه انخلع وهو يقول بحدة: أوقع على شنو؟؟
نجلاء بنفس الصوت المبحوح: على عملية قيصيرية
عبدالله وهو بيموت من رعبه على جواهر: عقب ذا الوقت كله.. وبعدين عملية.....وموب المفروض إن جواهر هي اللي توقع..؟؟
نجلاء بنفاذ صبر: لو إنها تقدر توقع كان وقعت.. وقع الله يخليك جواهر بتروح منا.. وأنت قاعد تستفسر من كل شيء
عبدالله حس كان روحه تنسحب منه بعنف مر .. وقع بسرعة..
ونجلاء خذت الأوراق ورجعت تركض..
عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف
#أنفاس_قطر#


بعد الغياب/ الجزء المئة وستة
#أنفاس_قطر#

عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف
عبدالله كان يهتف في أعماقه بوجع مرير
(يالله أني طالبك ما تفجعني فيها
ياربي أنت اللي عارف ومطلع على السر
ياربي لا تفجعني
لا تفجعني
مثل ما نجيتني من اللي كنت فيه
تمم نعمتك علي.. لا تحرمني منها..
ليتني مارجعت.. ليتني مارجعت
لو ثمن رجعتي بيكون جواهر
ياربي خذ من عمري ومد في عمرها
خذ عمري كله
وخلها هي تعيش)

بعد العصر بشوي
في بيت أبو سعود
مزنة كانت جاية تأخذ مها اللي تبي تسوي بروفة فستانها اليوم..
مزنة هي اللي جاية مع سواقهم وشغالتهم لأن سواق بيت مها مأخذ إجازة اليوم..
مها قالت لها تطلع لها فوق.. لأنه مابعد كوت عبايتها.. وماتبيها تنطرها في السيارة
مزنة طلعت لها شوي.. وعقب قالت لها: أنا تركت شنطتي وفيها فلوسي وموبايلي في السيارة.. عجلي علي وانا أنتظرش تحت في السيارة..
مها بعيارة: نعنبو عجوز مافيها صبر.. زين أذلفي... دقايق وأجيش ياجدتي..
مزنة كانت نازلة بسرعة وفتحت الباب الواصل بين الصالتين الداخلية والخارجية بسرعة وعبرت بدون ماتنتبه للشخص اللي كان يبي يدخل..
خبطت فيه بعنف..
مزنة انتفضت وتراجعت بحدة
وهي تشوف محمد قدامها..
وهي بتموت في ثيابها من الخجل من خبطتها في جسم رجال غريب..
محمد تراجع وابتسامته تتسع وهو يعرفها
حتى بالنقاب.. حتى لو هي متغطية من ساسها لرأسها
مستحيل مايعرفها..
(حيا الله بنت هادي.. وانا أقول وش في بيتنا منور بزيادة وانا داخل) محمد بنبرة دافية تتلاعب الابتسامة على أطرافها
مزنة كانت تبي تطلع بس هو ساد الدرب.. ردت بحرج: الله يحيك.. ممكن امر لو سمحت..
بس محمد ماتحرك (مابغيت أشوفش وتبيني أتحرك مهوب حولي) رد عليها بنفس النبرة الدافية كأنه ماسمع طلبها: مبروك التخرج.. ماصارت فرصة أبارك لش قبل..
مزنة بتوتر وهي خايفة حد يشوفها واقفة معه وتسولف بعد: الله يبارك فيك... وخلني أمر لو سمحت..
محمد ماكأنه يسمع: وأنا يعني مافيه مبروك التخرج ولا الوظيفة..
مزنة العبرة خنقتها من الاحراج: مبروك.. وخلني أمر تكفى.. وش تقول أمك لو شافتني واقفة معك كذا.. مافي وجهي حيا..
محمد انتفض وانلسع من كلامها ومن ريحة البكاء في صوتها.. قال بحرج: أسف مزنة ماقصدي أحرجش..
وخر عن دربها وهو يقول: تفضلي..
مزنة مرت من جنبه بسرعة بدون ماتطالع فيه وهي متوجهه بسرعة للسيارة..
وهي تهتف في نفسها بغضب حاد(صدق مايعرف السحا..
أشلون هذا أخو سعود ما أدري!!
سعود مايرفع عينه في المرة..
وهذا مايستحي يقزني عيني عينك وأنا بنت عمه وفي بيته.
. صدق أنه مهوب رجّال ولا فيه من الرجولة شعرة)
مها نازلة لقت محمد واقف مذهول.. سلمت مارد عليها
مها بعيارة: هيه محيميد.. تراني أسلم..
محمد بصوت مضطرب: هاه وشو؟؟
مها بعيارة: خلاص فهمت.. مزنة مرت من هنا.. وهذي حالة مابعد انحسار مد مزنة.. خلني أروح لها
محمد وهو بعده متضايق من اللي صار ماتخيل أنها بتنحرج كذا لدرجة أنها تبكي: روحي لها لا تتأخرين عليها..
مها لقتها فرصة تتشفى في محمد اللي يحرجها دايم: ياقلبي تحاتي قعدتها بروحها.. مهوب ماكلها العوا لا تخاف عليها..
محمد مارد عليها وطلع السلم لغرفته..
مها هزت كتوفها مستغربة (مهوب عوايده يعني!!) وطلعت لمزنة اللي كان كان على رأسها الطير..
صامتة بشكل مر.. وإحساسها بالخجل يلفها بعنف..

كانت تفتح عيونها بشويش..
رأسها مصدع..
وألم حاد قاتل في أسفل بطنها..
لكنها تناست كل شيء وهي تهتف بحنين موجع مر:
عبدالله.. عبدالله.. عبدالله
كانت تظن إن كل اللي هي مرت فيه مجرد حلم
معقولة كل هذا كان حلم
لمسات عبدالله وأنفاسه وهمساته
معقولة؟!!
معقولة؟!!
لكن روحها سكنت بهدوء عذب لذيذ
وهي تسمع صوته العميق الحنون يهمس
"جنبج حبيبتي"
فتحت عيونها كلها وهي تحس بملمس شفايفه الدافية على جبينها البارد ويقول بحنان هامس: الحمدلله على سلامتج ياقلبي
"حبيبي طمني عن المولود" نبرة قلق موجع مجللة بالبكاء
وجه عبدالله أشرق إشراقة رائعة حنونة وهو يمسك يدها بحنان ورقة : ماشاء الله تبارك الله.. ماجد ذيب من ظهر ذيب.. يجنن ياجواهر يجنن..وصحته ممتازة
وعقب كمل بابتسامته اللي اشتاقت لها جواهر: تدرين استخسرت أسميه على ماجد الشين..
بس قلت خلاص طارت الطيور بأرزاقها..
ما تتخيلين أشلون ماجد انبسط.. جاء بنفسه هنا..
ماخلا مكان يدورني جعلني ماخلا منه.. لين عرف من أم حمد أني هنا
وانبسط أكثر بالولد ما تتخيلين!!..
حط كل اللي في بوكه في لفة ماجد الصغير كان باقي يحط بطاقاته الفيزا والجوال والقلم والكبكات ويطلع مفسخ..
جواهر كانت تبتسم بإرهاق وهي ماتبي عبدالله يوقف كلام
يالله!!! وش كثر اشتاقت له.. ولعبق رجولته وخصوصية مرحه وهو يتكلم.. !!
كان يكمل كلامه وهو يقول بمرح: بس الخاين يقول لي أنه مرته حامل بس موب مسمي علي.. يقول أول شيء بيسمي فيصل.. عقب يفكر يسمي علي أو لا..
جواهر بحنان متعب: حبيبي خلهم يجيبون لي ولدي تكفى..
عبدالله بحنان مصفى وهو يمسح على شعرها: حبيبتي أنتي بعدج في العناية.. والولد في الحضانة..
كلها كم ساعة ويودونج غرفتج.. ويجيبونه عندج..
جواهر باستجداء: تكفى عبدالله بأموت أبي أشوفه..
عبدالله رجع يطبع قبلة حنونة على جبينها وهو يقول: إن شاء الله ياقلبي إن شاء الله..

ثاني يوم.. بعد صلاة العشاء
جناح جواهر في الطابق الخامس من مستشفى الولادة
الغرفتين والممر كامل مليانين بباقات وورد وسلال شيكولت ضخمة..
من أهلهم ومعارفهم وزميلات جواهر في الجامعة
والأهم معارف عبدالله اللي عرفوا برجعته وإن زوجته ولدت في نفس اليوم فحبوا يعبرون عن فرحتهم ومجاملتهم بالمناسبتين..
ومعارف عبدالله كلهم من الوزن الثقيل
فكانت باقاتهم بحجمهم..
كان هناك باقات وسلات شيكولت تكاد تصل للسقف من ضخامتها..
جواهر جالسة على سريرها ترتدي روبها الخمري الحرير الفخم بشغل الدانتيل الناعم فيه..
كان عندها نوف بس..
بعد ماراحوا كل الحريم اللي كانوا عندها
وخلت الخدامتين اللي كانوا عندها يخدمون على سيل الزائرات اللي ما انقطع من الصبح يرجعون مع محي الدين للبيت..
بكى ماجد الصغير.. جواهر تتعدل في جلستها رغم الالم اللي هي حست فيه مكان الجراحة..وقالت وهي ترص على اسنانها: نوف حبيبتي عطيني أخوج..
نوف قربت منه بالراحة وهي تقول بحنان ذايب: ياناس يجنن يجنن.. بأكله بأكله والله ينوكل أكل..
جواهر بحنان: الحين عطيني إياه أرضعه وعقب أكليه براحتج..
جواهر خذت مجود برقة وحنان كأنها خايفة تكسره
باست جبينه..وهي تتأمل ملامح وجهه الرقيقة الضئيلة بوله أمومي شفاف..
طلعت ثديها..وحاولت ترضعه..
ماكان متقبل صدرها بالمرة..
لأنه أمس كله لحد اليوم الصبح وهم يعطونه رضاعة في الحضانة..
ومن الصبح وهي تحاول فيه يرضع مو راضي..
نوف اللي واقفة جنب أمها سألت باهتمام: بعده مايبي يرضع..؟؟
جواهر وألم جراحتها ذابحها.. ومتضايقة إنه الولد مايبي يرضع: مايبي..أخاف صدري ينشف حليبه كذا..
نوف بحنان: خلاص يمه فديتج لا تضايقين عمرج.. أنتي بروحج تعبانة وايد.. عطيني إياه بأسوي له رضعة..
جواهر بحنان: مايصير نوف كذا صار له يومين على الرضاعات.. ماراح يرجع يتقبل صدري كذا
نوف بنفس حنان أمها: بس يمه أنتي شايفة.. صار لج الحين أكثر من ربع ساعة تحاولين فيه وهو موب راضي ويبكي..
نوف سوت لمجود رضعة ثم جات شالته .. وجلست على جنب.. ترضعه..
رن موبايل جواهر.. تناولته من جنبها بتعب..
حست برعشة ناعمة عميقة تغزو قلبها وهي تشوف اسم عبدالله يضيء على الشاشة لأول مرة بعد غياب أكثر من سبع شهور..
أفضل راح طلع لعبدالله شريحة جديدة بنفس رقمه القديم.. وتوه عطاه إياها تحت..
وكانت جواهر أول رقم يتصل عليه..ردت عليه بهمس: هلا حبيبي
عبدالله بخفوت وعمق: يابعد طوايفي ذا الصوت.. اشتقت لج ولصوتج اللي يذبحني ويحيني..
ابتسمت جواهر بارهاق: رحت عيار ورجعت عيار..
عبدالله يبتسم: أنا عيار !! تبين أجي اوريج العيار وش كثر مشتاق..
جواهر بابتسامة وهي مفكرته في مكان بعيد: لو جيت خلال دقيقة.. ورني..
عبدالله بخبث: ومن اللي عندكم..
جواهر: ماحد..
تفاجأت جواهر إن رده عليها كان أنه فتح الباب عليهم ودخل ويقول بنبرة خاصة: هاه أم عزوز.. على الوعد اللي بعد دقيقة..
جواهر طالعت عبدالله بوله خرافي
وحضوره يملأ الغرفة باشعاعه الخاص..
كان في غاية أناقته.. ورجولته المتدفقة تغمرها
كأن الأشهر الماضية ماخذت منه شيء
لكنها عمقت سحره وتأثيره العجيب على من حوله
جواهر ابتسمت وهي تقول: يمه نوف عطي ماجد أبوه يسلم عليه وعقب حطيه في سريره..
(يعني معناته احشم وجود بنتك)
عبدالله كان في يده كيس محل مجوهرات شهير نزل الكيس على الكرسي اللي جنب جواهر
وابتسم وهو يشيل مجود بحنان ويطبع على وجهه قبلات كثيرة..
جواهر بحنان: عبدالله الله يهداك توه صغير على البوس الكثير اللي كذا..
عبدالله قرب من أذن جواهر وهو شايل ماجد وهمس وهو يقرب من أذنها لحد مالمس شحمة إذنها بشفايفه: كفاية أنتي ممنوع الاقتراب.. بعد بتمنعيني أحب ولدي..
جواهر كحت من الحرج (الرجّال ذا متى بيعرف السحا؟!!)
عبدالله ابتسم ورجع لنوف اللي كانت مشغولة تغسل زجاجة الحليب اللي توها رضعت ماجد منها: يبه نوف تعالي خذي أخوج حطيه في سريره..
نوف تنشف يدها: إن شاء الله يبه.. الحين جاية..
بعد ماخذت نوف مجود..
عبدالله رجع وشال الكيس وجلس مكانه وقرب الكرسي لحد مالصقه في سرير جواهر
نوف حست انه من الذوق إنها تنسحب..: أنا داخلة الحمام أتوضأ مابعد صليت العشاء..
عبدالله مد الكيس لجواهر وقال برقة وحب: الحمدلله على سلامتج حبيبتي..
جواهر باستفسار رقيق: شنو هذا؟؟
عبدالله بنبرة عميقة: افتحيه وشوفيه..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات