شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي ..
يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها..
صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها
(والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني..
حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد..
ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها)
منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها..
حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس..
سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه..
وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي..
واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي..
في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب..
الطيارة الطبية وصلت
كان في الاستقبال
محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه
خالد بشوي لزقات على وجهه
جبر بأسنانه الجديدة..
علي بقلقه العاصف..
عدد من جماعة سالم وقرايبه..
سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر
نُقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة
الوقت كان بالليل متأخر..
أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته..
لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله..
أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت..
جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم..
سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته
سعود كان بيموت من شوقه لدانة
إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها..
بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم..
كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد..
ابتسامتها
شعرها
كلامها
ريحتها
عيونها
روحها العذبة.. وحتى صمتها
على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع..
وعلى قد ما كان يقول (أحبك) في كل المكالمات عشرات المرات..
ماسمعها منها ولا مرة.. ولا حتى سمع كلمة (حبيبي) منها..
هو كان متأكد أن دانة تحبه
مستحيل تكون تمثل كل هذي اللهفة والحنان والتدفق والعاطفة المشتركة..
بس ليش ماتقولها له.. وتريح قلبه المتعب؟؟ بيموت ويسمعها من بين شفايفها..
ومستحيل يستجديها منها.. أو حتى يلمح لها..
يبيها تجي منها ومن كامل احساسها ورغبتها..
سعود ماقال لدانة عن رجعته ..
حب يسويها لها مفاجاة..
ويمكن هي تسوي له مفاجأة وتقول الكلمة اللي ذبحها الشوق لسماعها..واللهفة للاستمتاع برنينها بصوتها..
وصل للبيت قبل الفجر بساعتين..
دخل لغرفته يتسحب..
دانة ما تقفل باب الغرفة بالمفتاح من يوم راح سعود
تخاف إن أم سعود أو حد من البنات يحتاجون شيء..
سعود دخل وقفل الباب بشويش
مع أنه متاكد أنه حتى لو صفق الباب يمكن دانة ما تحس من قد ما نومها ثقيل
كانت نايمة على السرير ووجهها ناحيته..
الأباجورة مولعة وطايح جنبها كتاب كانت تقرأ فيه..
(فديت روحها ..شكلها نامت وهي تقراه بدون ما تطفي النور اللي جنبها)
قرب سعود منها.. وهو يحس قلبه بيطلع من مكانه.. كأنه يشوفها للمرة الاولى..
لهفة هادرة..
وشوق قاتل..
وانفعال عنيف..
بيجامتها الحمراء الحرير تعانق جسدها..
وشعرها تتطاير خصلاته حول وجهها..
في صورة سحرت سعود المسحور بها في كل حالاتها..
سعود قرب منها ، شال الكتاب وجلس مكانه جنب دانة..
مد يده يمسح وجهها بحنان، بلهفة، بشوق
(ميت من شوقي لش يادانة؟؟ ياترى اشتقتي لي ربع شوقي لش؟)
دانة اللي أصلا نومها ثقيل..
مع دخلة سعود بدت تحلم احلام عذبة كان سعود فيها كلها..
ومع ملامسة يده الرقيقة لوجهها.. شهقت بعنف..
سعود تخرع من شهقتها.. حسب أنه خوفها..
بينما دانة شهقت لسبب آخر.. شديد العذوبة..
دانة اللي فتحت عيونها ولقت سعود جالس جنبها.. نطت قاعدة وعيونها تتحول لبحيرتين صامتتين من الدمع..
سعود بحنان وهو يمسح أسفل عيونها قبل تنزل دموعها: أنا ماقلت لش قبل.. الدموع الغالية ذي ما أبي أشوفها..
دانة ما أستحملت
رمت نفسها في حضن سعود اللي حضنها بعنف ولّده شوقه القاتل لها
دانة بين شهقاتها: حرام عليك يالظالم، أسبوعين.. اسبوعين ماشفتك.. زين ماجيت لقيتي ميتة من شوقي لك
سعود برعب وهو يحضنها أكثر وأكثر
كأنه يبي يدخلها في صدره ويخبيها فيه: بسم الله عليش من الموت يومي قبل يومش ياروحي وحبيبتي انتي..
دانة اللي استكانت في حضن سعود: أنا اللي يومي قبل يومك يا... (سعود هنا حس أعصابه توترت وأذنه أصبحت مثل رادار لاقط.. "أخيرا بتقول لي: حبيبي")
لكنها كملت وقالت: ياسعود..
سعود حس بما يشبه الحزن العميق يغزو قلبه ..
(دام أنها لذا الدرجة كانت كانت مشتاقة لي.. ليه مهوب هاين تريحني)
لكنه رجع ينتهد (أنا والله أحبها وأدري أنها تحبني، خل الكلمة تجي براحتها.. المهم أنها جنبي وهذا يكفيني عن الدنيا)
سعود وخرها من صدره بالراحة، وقال لها بحب كبير: ميت أبي أخذ لي شاور مثل العالم والناس..
دانة نطت: زين باروح أجيب لك عشاء على ما تخلص حمامك..
سعود بابتسامة ونظرة خاصة جدا: لا تتحركين من هنا ولاخطوة.. ما أبي عشاء.. أنا خمس دقايق أتسبح وجاي لك.. اتنيني..
تدرين كنت ميت من التعب.. بس شوفتك حسستني كأني نايم لي 10ساعات
جاي.. اتنيني
ديمة في المدرسة..
كان مفترض أنها تنفذ عملية مهمة أمس.. عملية تخريب لموقع..
عملية سهلة مثل هذي.. ما تأخذ منها نصف ساعة..
لكن أمس النت انقطع في البيت.. وامها مارضت تخلي خالها ثاني يدفع فاتورته..
ديمه تقدر تدفع الفاتورة من حسابها القطري لحساب كيوتل مباشرة..
لكنها ما كانت تبي تصعد الموقف بينها وبين أمها.. اللي صار لها كم يوم متشددة عليها..
المشكلة أن نصف المبلغ دخل لحساب ديمة في الكاريبي.. وهي ماتقدر تخل بوعدها لهم..
قررت أنها تدخل على النت من مختبرات المدرسة.. بعد انتهاء الدوام..وتخلص العملية بسرعة
اتصلت بعزوز اللي كان توه خلص حصص وبيطلع للبيت..
ديمة بتوتر واستعجال: عزوز بليز تعال لي في فصلي..
عبدالعزيز بهدوء: ألف مرة قايل لج عبدالعزيز..
وبعدين أنتي موب مفروض تطلعين أنا شايف سواقكم والخدامة معه واقفين برا..
ديمة بثقة متوترة: عبدالعزيز تعال الحين عند صفي وعقب نتفاهم..
ديمة كانت تقف بنظاراتها البشعة و بحجابها المربوط على خصرها.. واكمام بلوزتها المثنية، وجيب بلوزتها المفتوح على طريقة الشباب..
تذكرت تنبيهات عبالعزيز لها، ارتعبت..
لكن الوقت كان فات خلاص.. لأن عبدالعزيز كان واقف قدامها يغلي من الغضب..
عبدالعزيز بغضب هادر: أنتي ما تفهمين؟؟
كم مرة قايل لج حجابج على رأسج لا على خصرج ولا على كتفج
والشيء الأهم سكري ازرار بلوزتج ونزلي أكمامج..
ألف مرة قايل لج أنتي بنت منتي بولد.. واللي تسوينه عيب..
والله لو أدري أنج كسرتي كلامي مرة ثانية.. أن تشوفين شيء مايرضيج..
ديمة بتحدي خايف وهي تفك حجابها من خصرها وتحطه على رأسها وتغطي به صدرها: موب شغلك عزوز أنت منت بأبوي..
عبدالعزيز بغضب: ديمة أنتي بتتعدلين أو أعدلج غصب..
ديمة ماكانت تبي تزعله لأنها محتاجته الحين، قالت له بلهجة مستكينة رغم أن اللي في راسها في راسها: زين عبدالعزيز تكفى أنا أبي لاب الكمبيوتر شوي..
ممكن تنطرني لين أخلص..
عشان لو قالوا لي المشرفين شيء أقول أنك معي..
عبدالعزيز وهو بعده مفول عليها: زين روحي
أنا بأنطرج في ملعب السلة اللي جنب اللاب لين تخلصين...
وكمل بغضب: ونزلي أكمامج..
ديمة قالت له بلهجة خنوع مصطنعة: زين ان شاء الله..
راحت لمختبر الحاسوب اللي كان خالي تماما.. خلعت حجابها وحطته على الكرسي، وخلعت نظاراتها وحطتها جنبها، والحال على ماهو عليه بالنسبة لجيب بلوزتها المفتوح وأكمامها المرفوعة..
وبدت تشتغل بحماس وسماعتها البلوتوث في أذنها..
كانت مستغرفة في عملها بشدة.. لدرجة أنها ما أنتبهت للعيون الجائعة اللي كانت تراقبها بوحشية مرعبة..
ماجد وصل للمرحلة الأخيرة من التفكير
اتصل بأم جاسم..
ماجد باحترام: مساج الله بالخير..
أم جاسم بود: هلا والله بولدي.. أشلونك يمه؟؟
ماجد: طيب طاب حالج.. يأم جاسم طال عمرج.. أنا أبي أكلم دلال بعد أذنج..
أم جاسم كحت: وشو؟؟
ماجد بهدوء: وش فيج تخرعتي سلم غاليج؟؟ دلال مو بنت صغيرة عشان تخافين إنها تكلمني..
وأنا بيني وبينها موضوع معلق.. أعتقد أنه ماحد يقدر يحله غيري أنا وياها..
أم جاسم بحرج: طلبك غريب، غير إن دلال مستحيل توافق تكلمك..
دلال اللي كانت قاعدة تشوف برنامج في التلفزيون، توترت لما سمعت أنه فيه حد يبي يكلمها..
ماجد بنفس الثقة الطاغية: إذا تبي تكلمني في التلفون؟؟
أو جبت جاسم وجيت أكلمها شخصيا؟؟
خليها تستعد وتتغطى لاني الليلة مكلمها مكلمها.. في التلفون أو شخصيا.. خليها تختار..
أم جاسم وخرت وجهها عن الموبايل، وسدته بيدها، رغم أن صوتها كان واصل لماجد: يمه دلال.. هذا ماجد يبي يكلمج..
دلال انصدمت: يبي يكلمني أنا؟؟ صاحي هذا وإلا مجنون؟؟ قولي له ما أبي اكلمه.. هو شمفكر نفسه؟؟
أم جاسم بتوتر: يقول تبين تكلمينه في التلفون أو بيجيب جاسم عشان يكلمج شخصيا
جواهر واقفة قدام الدولاب
ترتب ملابس عبدالله المغسولة والمكوية في الأرفف..
واقفة حافية وهي لابسة بنطلون برمودا أسود مع تيشرت أزرق بدون أكمام..
ما أنتبهت لدخول عبدالله اللي وقف وراها ، قرب منها بشويش، وحضنها من الخلف وهو يوخر خصلاتها المتناثرة ويطبع قبلة دافئة على جانب عنقها..
جواهر ارتعشت بعنف
كل لمسة منه تشعر كما لو كانت هي لمستها الأولى
ذات الانفعال الموجع
ذات القرب اللاسع
ذات الوجيب المتلاحق في قلبها الذي يمزق أوردتها وشرايينها من تدفق الدم الساخن المنفعل فيها..
قالت بحب متدفق وهي تضع كفها على خده بينما خده الآخر ملاصق لعنقها: هلا حبيبي.. من زمان جاي؟؟
عبدالله وهو يستنشق نفس عميق من شعرها قبل يرفع رأسه: توني واصل..
جواهر برقة: أنا مو قايلة لك تنبهني قبل تجي.. عشان ألبس كعب.. كذا حسستني أني قزمة..
عبدالله بحب وعيارة: قزمة قبل 18 سنة وانتي رأسج عند خصري.. بس الحين يسلم لي طولج بس.. هالطول اللي ذابحني
جواهر بابتسامة عذبة: وانت عقب طولك خليت فيها طول..
عبدالله بتساؤل: العيال وينهم؟؟
جواهر: عبدالعزيز أكيد على وصول الحين، ونوف عندها حصة بنت خالي، ومسوين معسكر بناتي ممنوع الاقتراب..
عبدالله بخبث: والله تمام.. فكة من عيالج.. لاصقين فيج 24 ساعة.. خنقوني..
الواحد مايقدر يقعد مع مرته شوي، إلا الثنين واقفين فوق رأسج حراسة..
وعبدالله يشد جواهر من يدها بحب وشوق
رن موبايله
كان رقم عبدالعزيز العراقي اللي كان يدق منه على عبدالله
عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر
التلفون طاح من يد عبدالله
ورجع يلقطه برعب .. وهو يقول بصدمة مرعبة :
شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء الحادي والستون..
#أنفاس_قطر#
الليلة السابقة
في منطقة قريبة من بغداد..
كانت المهمة الأخيرة لعبدالعزيز تنتهي على خير..
بعد ما أنهى توزيع جميع التبرعات
كان يقول لـنصّار مندوب بيت الزكاة في بغداد واللي كان يسوق السيارة بصوت متعب: الحمدلله يا نصّار اللي خلصنا على خير..
بكرة أبي أحجز للدوحة أرجع على أول طايرة..
نصّار بود: إيه الحمدلله..
عبدالعزيز: الطريق بعده مطول؟؟
نصّار بشوي تردد: أني دا أحجي لك الله يهديك
أنا كايل لك أنه احنا تاخرنا هوايا في هالروحة..
هسه الدنيا ليل.. لو خليناها باجر جان زين..
الله يستر بس من السلابة وإلا غيرهم اللي لابدين بهالسكك..
عبدالعزيز بلهجة مطمئنة: صار لنا اسبوعين ماحد تعرضنا..بالعكس الوضع كان أمان جدا
وبعدين كمل عبدالعزيز بعيارة: وبعدين أنا رجّال وراي عرس عقب 3 أسابيع
حد يسوي لي شيء أسيل دموع عليكم أكثر من دجلة والفرات وشط العرب سوا..
أغرقكم وأخليكم تندمون على اليوم اللي جيتوا جنبي فيه..
نصّار بود كبير: أنته مافيه مثلك آغاتي..والله هالعروس ماتلاكي مثلك بكل هالدنيا يامعود.. شقد امها داعيت لها والله
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك