إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم..
أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك..
بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال..
وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه..
ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري..
أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم..
أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق..
بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك..
لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها..
وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا..
ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه..
نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي
نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال..
عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد..
في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته..
تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت..
بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون..
كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها..
ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة..
جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها..
الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم..
(لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه..
أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..)
جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت..
خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها...
خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها..
وبكت..
عبدالله على شاطئ الخور..
يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة..
الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية..
أشبه مايكون في جلسته بـ(مارس) رمز الحرب عند الرومان..
مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. وآسر الحسناوات
يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه..
عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري..
وحينما تتواجه الأسطورتان ..
يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما..
عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة..
(البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!)
(تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر..
آه ياجواهر على قسوتك..
لهالدرجة قلبك أسود..
ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل..
هذا أنا وانتي..
حبك داس على كرامتي..
وأنتي تطاولتي على رجولتي..
والشرخ بيننا اتسع
ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال
بعد الجنون اللي أنا سويته)
الوقت قرب صلاة الفجر
سعود قرب من الأحساء
دانة نهائي ماتركته
تقريبا كانت تكلمه طول الطريق
وهو عشان كذا
ركب سماعة البلوتوث في أذنه
عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق..
سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع
يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء
والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة..
رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته..
وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها..
ونط يركض بدون إحساس للطوارئ..
بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص..
مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون..
أول مادخل مع باب الطوارئ..
شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه..
وثيابه غرقانه دم..
وقتها سعود ماقدر يكمل..
انهار
وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد..
#أنفاس_قطر# بعد الغياب/ الجزء السادس والخمسون
#أنفاس_قطر#
سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل..
حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده
محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود..
قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب..
محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك..
سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص..
عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر..
بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين..
سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟
الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا
جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر..
كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين..
بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع
مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله..
لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة..
ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم..
جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة..
لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت
فتحتهم
وصعقت..
السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي..
(شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله)
حتى وصلت للمسج الأخير فيهم
" جواهر ياروحي أنتي
والله أنه مايعرف قيمتك
ولا يستاهل تراب رجولك
أنتي قاعدة في البيت
بس هو وين الحين؟؟
ومع من؟؟
وفي حضن من؟؟
إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده
والله غيره عارفها
إذا هو يرفس النعمة
غيره بيموت يبيها "
جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...)
(يكون ماجد؟؟
لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..)
جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف..
بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله...
أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت..
وعقب مسحت المسجات كلها
عبدالله مانام نهائيا..
كان مرهق جسديا ونفسيا
ومستنزف روحيا..
قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي..
وهو قلق على نوف وامتحاناتها..
بس مايبي يرجع
العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها
(الحين أبي أنام
واذا صحيت
يحلها الحلال)
خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده..
أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها..
أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟
دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل..
ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية..
أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم..
تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟
دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه..
أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي..
دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله
أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل..
فاطمة ومها ومنيرة..
توهم خلصوا امتحانهم..
منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها
منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ..
الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك..
مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد..
منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي..
فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟
منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟
مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا..
لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين..
منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان
جواهر ونوف راجعين من الجامعة..
جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو..
نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟
جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي..
جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها...
غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له..
والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح..
واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة..
جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه..
ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها..
قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح
حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا..
اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها..
جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي)
جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه..
بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا..
فارسلت لعبدالله مسج:
" عبدالله اتصل لي
أبيك في موضوع ضروري"
لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها..
أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة :
" عبدالله
فيه واحد مستلمني مسجات وقحة
من لما أنت طلعت من البيت
أنا حبيت ابري ذمتي
بما أنه اسمك زوجي"
بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة)
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك