رواية خبيني -1
(1)
هــذا الحيّ .. متـواضع بشكله العــآم .. يتفآوت حجم ورقي بيوتــه .. بين الفلل الكبيرة الفخمة , وبين البيوت المتواضعة ..
شوارعه واسعه شوي .. وأرصفته بسيطة تزينها اشجار صغيرة ..
وفي الليل .. يبان منظره حلو .. مع الأنوار الطويله اللي تضوي الحي كله
وفي نهآية الحي .. ينركن في أحد زوآيآه .. ثلاث بيوت متلاصقة ..
وقفت سيارة اللكزس جمب فلا 14 ...
باين اللي يسوق طفشان .. يطل في كراج بيتهم .. فيه سيارتين يادوب يكفي ..معناها اليوم الدور على سيارته توقف برا ..
طفى السياره واخذ مفاتيحه والجوال .. وبيده كوب سياتلز بست يرتشف منه بهدوء
,, التفت على البيتين وابتسم ..وردد في باله " الله يصبرنا جميع "
ومشى للباب ..
مشاري دخل للصالة وضحك علطول : ههههههههههههههههه شفيكم ؟
منصور متحمس : اسسسسسسسسسسسسسسسسسسكت وانثبر يلااااااا
مشاري هز راسه وهو يلتفت للتلفزيون : انتبهوا بس لاينطّ لكم عرق
منصور معصب ويلوح بيده : مشااااري وخر ماتبي تطالع لاتسد التلفزيون , يلا
العبها ,, العبهااااااااااا
مشاري ابتسم وغطى التلفزيون بظهره : وش بتسوي يعني ها ؟
منصور صرخ : مشااااااااااااااري ياحمار ابعد
ضحك مشاري وبعد يطالعهم
ماجد هو الثاني تنرفز , التفت لمنصور : اخوك يبي ينضرب اليوم .. يلا يلاااا
, يلااا مررر (يكلم الشاشه )
ماجد ومنصور على اعصابهم ... وفي لحظة الهدف صرخو كلهم صرخه قوية
ماجد وقف يصفق متحمس : تعجبني .. تعععععععجبني
مشاري ابتسم : الحمد لله والشكر
شوي جا مالك يفحط للصاله : ها مين جاب الهدف حنا ولاهم ؟
منصور : ماالك شمطلعك الحين و الله ياويلك من ابوي
مالك شوي ويصيح : ابي اطالع المباره معكم ما بي اذاكر , مشاري كلم
ابوووووي
مشاري هز راسه : نوب سوووووري انت بتروح تذاكر
مالك سفهه وهو يلتفت للتلفزيون .. ويصرخون كلهم على هدف ضايع
انتبه منصور لفيّ متركّية على الدرج مقهوره وضحك : يمه جات جات
فيّ مقهوره : حرام عليكم ياربي ماني عارفه لا اذاكر ولا اكلم ولا اسوي شي
شالازعاج
مشاري وهو يدقدق بجواله : زين كذا ازعجتم اختكم ؟ البنت صارت جامعية يعني
دروسها كثرت , خلوها تدرس
فيّ نزلت للصالة مبوّزة : مشاااري و الله حتى حاطه سماعات بأذاني وصوتهم
واصلني
مشاري يمد لها كوب الموكا : صبر يجي ابوي وربي ينفضهم كلهم , خذي
فيّ فرحت : ههههههههه جايبه لي
مشاري طلع لسانه : ايه , بس ترا شربت منه شوي
في اخذت الكوب منه وضحكت : عادي نمسحه
منصور صرخ : لااااا ياغبي لااااا
فيّ خافت لانه صرخ فجأه وهم صرخو وراه : مالت عليكم , وعلى مبارياتكم ..
يارب ياااارب تتزوجون عشان يهدى البيت شوي
صرخو الكل سوا : آآآآآمين
مشاري وهو يحك شعره بابتسامه خفيفة : ول ! من قلب ..!
منصور نط لها : تكفين اختي حبيبتي دوري لي بنت الحلال
مشاري فطس ضحك : انا من شفتك تنط لي ذي النطة غسلت يدي منك خخخخخ , يعذّبني
الماتركس هذا يعذذذذذذذذذبني
منصور : اسكت بس , ها فيّ ماتعرفين وحده حلوه كذا وتنفع لي
..... مشاري وهو يمسك الدرج : تبين تعقدينه احلفي عليه ينحف اول
ههههههههههه
مالك يقاطعهم وهو ماسك السماعه : هاي انتم ابوي يقول واحد منكم يطلع سيارته
من الكراج ويحذفها برا , يبي يدخل سيارته
ماجد : دورك قبل امس انا طلعت سيارتي
مشاري وهو طالع لفوق : انا سيارتي برا اساسا
منصور انقهر ومشى لعند الباب : ابوي شاف البيت بيته قام يتأمر
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
طلع منصور وراح للكراج وشغل سيارته وطلعها .. شاف فلا .. او قصر 15 مزحوم ..
وضاق حيــل وهو يدعي لهم ,, بس وقف سيارته عند الفلا الثانيه وهو يبتسم ..
"الحمد لله جيراننا حليلين "
وأول مادخل البيت مره ثانيه , شاف امه معـــصبه حامله اخته الصغيرة بيدها ,
وكانت تصيح .. وعلطول ضحك ورجع على وراه
منصور وهو يضحك : مو انا يمه مو انا اللي صارخت
ام مشاري معـصبه: مو انت ها , توها البنت نامت وقامت مفزوعة من صراخكم , هين
هين يامنصور ! ان صلّحت لك كبسة بكره !
منصور بوز : لا يمّه إلا الكبسة هاتيها هاتيها انا انوّمها ..
في الفلا الفخمة .. واللي في زاوية البيتين ..
وفي المجلس الوآسع الأسود .. .. الجو هآدي وفيه بعض همسات بين كل ثنتين او
ثلاثه .. ضحكات خفيفة من اللي جالسين على اليمين , ودموع ودعوات من اللي على
اليسار ..
كانت تراقب الكل في هدوء وصمت شاحب ,, وعيونها تدمع شوي بهدوء , وشوي توقف
وتحاول تمسك أعصابها لاتنتفض ...
رفعت يدها البيضا الناعمة .. وصلحت فيها حجابها اللي انفكّ مع الوقت اللي مر
..
"بدور .. خلاص ياقلبي صرنا بثالث يوم عزا .. مايصير كذا "
انتبهت بدور لما كانت تلعب بكمّ عبايتها : قلتي شي ؟
خفضت هديل صوتها : هديـل , اللي يشوفج يقول كنا نحبه .. هذا صار لنا سنين
ماشفناه , ماتفرق ماكانت علاقتنا فيه حلوة .
ابتسمت بدور بنعومة : ادري , بس كذا .. الجو يابنت خالتي كئيب .. غصب عني و
الله
... : تكفين يالحساسة , الا انا متأكده ان فيه شي ثاني ..
...... : هديل ! صليتي العشاء ؟
..... : لا لسه , ليه تسألين
قامت بدور واقفه : بروح اصلي , قبل يزيدون الحريم .. خليج عند امي وخالاتي
لانروح كلنا ..
سندت هديل ظهرها للكنبه وهي تلف طرحتها : اوووكي يللا
" قامت بدور طالعه للمغسلة اللي برا .. كانت تبي تبتعد بأي طريقة , ماتقدر
تكون معاهم ويمهم , ماتقدر تقول لهم وتوصف لهم احساسها , لايمكن احد يعرف شي
.. لايمكن .. !"
ركّت يديها على المغسلة وسرحت شوي , ودموعها بدت تنزل مره ثانيه .. وتردد في
بالها " لاتضعفين ! لاتضعفين ! بعد هالسنوات اللي مرت كلها ,, انت مفروض
تكونين أقوى "
فتحت الصنبور وغسلت وجهها بسرعه , كأنها ناسية انها بتتوضى , نشفت وجهها
ووقفت تسحب هوا لصدرها ينعشها شوي ..
كان الشتا ضيف .. والجو بادي يصير حلو .. الهوا بارد شوي ,, ويرد الروح ..
بس أي روح !!
وجهت انظارها للكراج ,, مكان السيارة اللي بدا الغبار يغطيها .. ورجعت
دموعها تنزل .. وحركت شفايفها بصوت مبحوح وعيونها متعلقه على السيارة ونطقت "
الله يرحمك ياخالي "
"يرحمك ؟ من قلبج هالدعوة ؟ "
التفتت بدور لمصدر الصوت .. وشافت شخص ماشافته لها فوق الخمس سنوات .. بس
تذكره زين , ومستحيل تنسى .. لو تمر مليون سنة ..
ارتجفت بدور ورجعت لوراها بخوف ,, تتلفت تدور احد في المكان غيرهم ..
نواف وهو ينسف الشماغ لورا وبعيونه ألم : بدور ؟
لفت عنه بسرعه لأنها كانت متحجبه .. بس هو لو متغطية بيعرفها , ومستحيل
بينسى
ابتسم نواف . وسرى شي بجسمه .. شي يشبه الألم .. . "للحين بدور عايشه !!
"
نواف : عظم الله اجركم
.... : آ آ .. أجرنا .. وأجركـ...
انتفض نواف هو الثاني وهو يتذكر : وين مجلس الرجال ؟ ماأعرفه
اشرت بدور على الغرفة البعيدة في هالفيلا الواسعة .. وانتبه نواف ليدها اللي
ترجف ,, بس مشى عنها وخلآها ..
ياليت لو ان المسافة والسفر .. ينسّون الذكريات ..
بعد كل اللي سوّاه لجل ينسى .. لقى نفسه يرجع لنفس المكان .. ويقابل نفس
الشخص .. ويعيد نفس اللحظه ..
سحب رجلينه للمجلس ,, وهو يتذكر اخر شي صار له قبل يسافر .. وقف عشان يركّي
ذراعه على الجدار.. ماكان يدري ان هالذكرى قوية ,, لدرجة تضعفه بهالشكل ..
وتخلي خطواته تثقل عن المشي
ليتها كانت ذكرى حب .. أو كره .. ليتها كانت ذكرى أي شي .. أي شي .. ! إلّا
هــذا ..
غمض عيونه يتذكر كل شي .. ويوقف عند اخر مشهد شافه قبل يسافر ..
ماكان اللي شافه مثل الاحلام .. لآ .. الوجوه واضحه .. والأماكن واضحه ..
وكل شي واضح وواقعي ..
نزل راسه يطالع صدره .. ويتذكر ..
في يوم من الأيــام .. بنت صغيره تمسكت ببلوزته .. وبكت على هذا الصدر ..
وهو دفّها وابعدها ..
ومشى وتركها .. وسدّ اذانه لايسمع منها أي كلمه .. بس صوتها كان اعلى ..
واخترق يدينه .. وهزّ قلبه .. ومستحيل .. مستحيل ينسى ,, نبرتها وهي تقول ..
" نـواف .. لآتعلم احد " ...!
شافوه بعض الرجال مستند على الجدار عند باب المجلس وملتمّ على نفسه بألم ..
وراحوا له يشوفون هو مين , وبخير ولا لا ..
في الكراج اللي وقف منصور فيه سيارته .. كان هذا البيت الثالث ..
متواضع وصغير نسبيا .. مزين بحجر بيج مطعّم بشوي بني من الاطراف ..
ديكور البيت .. يشبه ديكورات ايكيا .. جماله في بساطته ..
في الصالة ..
ديم بابتسامة : فواز
فواز ضامها : ها
ديم تضحك : خلاص حبيبي فكني شوي
فواز محوطها كأنه بزر : مابي
ديم : فواز ورانا عزا نروح له
.... : مابي
ديم ضحكت وهي تحاول تفك نفسها : فوآآآآز ,,
فواز فك يدينه بعد ماضاق : قولي .. من اول .. يافواز .. انت زهقتني .. وانا
اوخر
ابتسمت ديم وردت بهدوء : ياحبيبي مازهقتني و الله , بس لازم نروح العزا ..
ولا انا غلطانه ؟
مشى فواز للغرفة مقهور : طيب .. لبسي .. يلا
ضحكت ديم على برائته اللي ماقدر الوقت يغيرها ويمحيها , العــلاج وإعادة
التأهيل .. ماكان لهم أي تأثير على برائته ,, وطيبة قلبه .. وهالشي هي راضيه
فيه ..
فواز : دييييييييييم
راحت له ركض : ها قلبي
فواز عاقد حواجبه وماسك الشماغ بيده : هذا الشماغ ليه ماكويتيه ؟ ... ما بي
البس هذاك .. ابي هذا
..... : خلاص حبيبي لاتزعل الحين اكويه
ترك فواز الشماغ على السرير : يلا .. لوسمحتي لاتأخرينا
ضحكت ديم وقربت له ومسكت وجهه : فوآآآآزي زعلآن صح ؟
لف فواز عيونه : لا... مو زعلان
ديم اتسعت ابتسامتها : بلى زعلان , قول له يحط عينه في عيني اشوف ..
فواز ماحط عينه بعينها بس نزل راسه يقفل زر الكم : خلاص طيب .. هو
زعلان
ديم وفي عيونها حنان : طيب شلون اراضيه ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك