ماجد بصـوت عالي اسكن الكل طلبتك..
ابراهيم أمر
ماجد شفتي ولدي واشر على طلال اللي كان مستمع لهم بكل شغف..ابيه لبنتــك..
لازال السكـوت داوي للمكـان..
طلال حس انه الدنيا وقفت بعد كلمة ابــوه..وتجهم وجهه بقلق فاضح..
ابراهيم كان ينـاظر طلال بملامح غير معروفه تعابيرهــا..لمن ابتسـم بوجهه ابتسامه حنونه وراضيــه كانت تغنـي عن أي جـواب ممكن ينقال..
سـرح فكـره وهو يتأمل الجـدار الأسود اللي جارّ عليه الزمـن..ودقق بالشخابيـط المتبعثـره بكـل زواياه..
سمـع صـوت من خلفه وعـرفه على طول لأنه هو الصوت الوحيد اللي يسمعه بهالمكـان المظلـم والموحش..
مبارك تقول ملكتها الليله..!؟؟
بصـوت حـاد وغامـض ايـه..
قرب منه مبارك لمن اصبـح قباله ووجهه لوجه وانت..مالك رأي!والا خلاص رضيت على ولد عمـك!؟
شخص! تركي نظره وارتعب مبارك من هالنظره وش قصدك!؟
مبارك وين اللي يقول انه اختك محد بياخذها غيرك..وماعليك من كلام اهلي..هي مسألة وقت وتتزوجها..وطلال مستحيل ياخذها..وين كلامك ياتركي..
تركي بعدم اكتراث هذا انت قلتها وين اللي يقول..يعني هذا فعل ماضي وانتهى..
مبارك كان يحـس بالحـرقه والقهـر من اول ماعرف بخطوبة راوين قبل دخلته السجن لكنه كان معتمد على تركي وعارف انه مرده بياخذه لأنه كلمة تركي مسموعه واللي يبيه بياخذه..لكن كل ألأمور الآن اختلفت..واصبحوا عاجزين بكل ماتحمله الكلمه من معنـى.!
كـل شـي حلو انتهى بالنسبه لهم..ومابقى غير ماضـي اسود وغير مشـرف..
هو بقـى له سنه وبيطلـع من هالحبس المميت..لكن تركــي ..تركي الله العالم بحاله والقضايا اللي عليه كانت كبيـره ومو بسهوله ممكن يطلـع منها....
تركي انا بكـره بطلقهــا..
مبارك ماسمع كلمته شتقول!
تركي لازال يناظر هالجدار اللي حس انه يمثـل لون حياته بطلق زوجتي بكـره ..كلمت المحامي..وكلها كم يوم وبتوصل لها ورقة طلاقهـا..
مبارك ماتفاجأ لأنه كان متوقع من تركي التصـرف يوم من ألأيام...
مبارك انت متأكد من قرارك..!
تركي بصوت مجروح ولاراح اندم بيوم من ألأيام على هالقرار.. لين متى بتظل معلقـه..انا لازم اطلقها..
كانت تحـس بنشوه غريبه وحنين عميــق وهي تشوف بيتهــا اللي اشتاقـت له..
اليـوم بتزوره وبتروي ضماها بشوفته بعد هالسنه اللي مرت..خلاص..هي بتنتظره في بيت عمها حتـى لو كانت السنين حالت بينها وبينه..بتنتظره وبتبتدي حياه جديده معاه اول مايطلع..وبتنسـى الألم والجروح بقربــه..
وحتى لو عاند..وصدّ..وجفا معها بتـرضـى لحكمـه..
اهم حاجه انه ضميرها يكون مرتاح وترجع لحياتها هنا..في بيت عمهـا..
اكيد بينبسط وبيفـرح بقرارها..حتى لو ماعبـرّ بكلامه..هي بتفهمه بنظراته..وهذا بيكفيهـا..
ركبـت مع هيثم سيارته وشغلت المكيف اوووف حـرّ..
هيثم اي حرّ انتي الثانيه..والله بـرد..
غلا ياربي من هالبخيل..والله اني حرانه..لاتخليني اروح مع ابوي..
هيثم عصب عليها اسكتي احسن..
ابتسمت غلا بينها وبين نفسها وقلبها طاير معها ومتلهف لوجه تركي..
هيثم ماصدقتي اقول اسكتي!
غلا ماعلينا..شخبار طلال!؟؟
ابتسم هيثم لذكر اسم طلال مين قده..اليوم بيتتحقق احلامه.. ههههه خبـل هالولد..لو تشوفينه تقولين بيربح المليون!
غلا عقبالك يارب..
هيثم الله يسمع منك..
رمشت غلا بعيونها بحركه سريعه من صجك!؟
هيثم اجل اكذب عليك..قريب اتزوج..
تحمست غلا وضربت هيثم على كتفه والله حركات..ومنوا سعيدة الحظ!.
هيثم بعدين اقولك!؟؟
غلا رقت من صوتها وهي ناويه عليه تكفى..هيثم الله يخليك..قولي..وربي ماأعلم..
هيثم لاتحاولين.!
غلا طيب هي جت معنا الرياض..يعني من العايله!..
هيثم ايه..
غلا ياربـي تكفى تكلم..!
هيثم يكره احد يحنّ عليه..وخصوصا غلا لأنها ماتتعب ابدا طيب فكينا..
غلا يالله قول..
هيثم ابتسام..
التفت له غلا وظلت ترمـش فتره طويله..ولمن استوعبت قالت احلــــــف!؟؟؟؟؟؟؟
حـس باللهفه والراحه لأنه عرف انه امه هي اللي بتدخـل عليه اللحين...
جلـس على الكـرســي وهو عازم هالمره انه يحاول يخلي هالجليد اللي بقلبه يذوب ويستجيب لحنيتها وحبها الكبير اللي ملى قلبه واعطاه الطمانينه....
رفع وجهه لها يوم سمع خطواتها..وبثغره ابتسام واسعه..
لكن ماسرع هألأبتسامه تلاشت يوم طاحت عينه عليهــا.
كانـت جالسـه بحضنـه وتبكـي بصـوت عميق ومؤلـم ومتمسكه بأيدينه الثنتين اللي شادتها له..
غلا خفت تصدنـي مثل كل مره..وتذبحني بحرمانك..تركي انا ضعـت من بعـدك...فقدتك..وربي فقدتك..ياربي انا اكيد احلم..تركي انت رجعت لي..رجعت تركي اللي عرفتــه..
تركي كان يحـس بالطعنـات بكـل دمعه كان السبب فيها..كان يسمع كلامها المجروح..ومو عارف كيف يهديها..او كيف يتصـرف..
من اول ماشافها تدخل عليه وتقترب من ناحيته..لا شعوريا مسكهــا وحظنهـا..لأنه حتى هو فاقدهــا بشكـل كبيـر..
رفعت وجهها من صدره مااشتقتي لي..مافقدتني..قول ايه وريحنــي!؟
نــاظر وجهها الي ماليه الدموع..
غلا كانت مكسوره ومجروحه صعبه الكلمه عليـك..!اكيد صعبه صح!؟
هز ّ راسه وضعــف ونطقها اخيرا وعاند كبرايائه وغروره وجبروته وضمها احبك احبــك..
ابعدته غلا بسرعه للمره الثانيه وهي متفاجأه تحبني انا..!
اومأ برأسه حبيبتي انتي..من زمان..من زمــان..
ظلوا فتـره طويلـه وهم متمسكين في بعض والدموع والنحيب هي السمفونيه الوحيده اللي تصدر من غلا..
نسـوا كل شي وهم مع بعـض..نسوا هم ويــن!نسوا احزانهم وضياعهم..نسوا الدنيا ومافيها..
غلا كانت تداوي جروحها بكلمة تركي.. وتركي غارق بقربها اللي كان محتاجه وفاقده..
وفجــأه...
انقلب فكـر تركي بعد ماحس بالغلطه الكبيـره اللي ارتكبها..وكره ضعفه اللي جاء بوقت متأخر جدا..
ابتعد عنها وهو يحس انه تكهرب..ودقق بملامحها لآخر مره..يبي يحفظ كل نظره وكل حركـه تصدرها..لأنه هذه بتكـون لحظة الفراق..ونهاية الحـب اللي ماتهنـى بولادته..
تركي غلا..
غلا هلا حبيبي..
قوى نفسه وحاول يتحاشى عيونها الأليمه انتي..انتـي طالــق..
انخطفت الفـرحه بوجه غلا..وظلمت عليها الدنيا
٭•٭•٭•٭
٭•٭•٭•٭
ايعقل ان تكون هذه نهاية برد وجفـأ ونسمة هوى !؟
ام الرويـه لازالت حقيقه مرئيه..
فعلا انها واقـع ملمـوس كانوا ابطاله ورواده..
فعــذرا..هنـاك مواقـف تعنـي الكثيـر لأصحابهـا..
فعيشوا معي آخر النسمــات
)4(
بعد مضي خمس سنينّ
لابسين جينز اخضـر وتيشرت ألأتفاق اللي سارقينه من درج الوليد وواقفين بوسـط شاشة التلفزيون البلازميه
ويهتفون بصوت شامخ بنفــس الللحظه وبنفس النبره الطفوليه..
"هـــــدف..هــدف..هـــــــــدف"
صـرخت عليهـم فجـر بصـوت محد سمعه غيرهـا..ولمن حست انه النتيجه وحده طنشتهم وتابعــت مكالمتها مع ياسمين..
فجر ودي اذبحهم..قاهريني..الهدف له نص ساعه وهو داخل المرمى وهم لحد اللحين يصرخون..
ياسمين مسكت ظحكتها وخافت انه عصبية فجر تنتقل لها هـدي اعصـابك..اطفال مايفهمون..
فجر اي اطفال الله يخليك..عزيز وصل العشر سنين..وألأنسه جمانه وصلت الأربع وعشرين..
وفعلا انتقلت عصبية ياسمين من اذكر اسم عزيز على طاري عزيز..قولي له لايقرب من بنتـي..السخيف من عطتوه جوال وهو يرسل رسايل لريوف من تلفوني.
فجر ههههههههه احلفي..
ياسمين والله..
تابعوا حديثهـم..لمن يأست فجر وقررت انها تسكـر السماعه افضـل لها..
قامت من مكانهــا بسرعه وهي ناويه لتهزئيه محترمه لجمانه وعزيز..لكنهم كانوا اسرع منها وطلعوا بـره الحـوش يستقبلون الوليد..
عزيز تعب وهو ينتظـر الوليد..فقرر يدخـل ينـام لأنه وراه مدرسـه غثيثه..
اما جمـانه ظلـت بالحـوش تنتظر حبيبها وزوجهـا وحياتها..
كانت تمشــي بالحديقـه وهي تتخيل لو الوليد شافها بهاللبس وش بتكون ردة فعلــه..!؟اكيـد بيجن عليها.!
صـارت تلعب بدبلتها بدلـع وهي تتذكر زواجهـم اللي مرّ عليه شهرين بعد دلعها وغيرتها وتغليها على الوليد...وحتى بليلة زواجها كانت تتدلع و تغـار عليه لمن شافت انه كل البنـات ينـاظرونه ونسوها..توعدت بالوليد اول ماينتهي الزواج..لكن نظـره وحـده هايمـه منـه بذيك الليله ذوبتهــا وضيعتها ونستهـا الزعل والتغلـي والسنين اللي مرت وهو يدرس وبعيد عنهـا
غيرت مسار افكارها الغبيه وهي تضحك على جنونها بصـوت الباب الخارجي ينفتح وعرفت انه هو لأنه يوسف وعمها في البيت..
ركظت بخطـوت سريعــه وعدلت نفسها وظبطت شعرها وتسريحة البف اللي كانت مظبطتها بااحكام عشان ماتنسدل غرتها..واول مانفتح الباب ودخل الوليد..طاحت بكل قوتها عليه وهي تصــرخ..
جمانه مبروووووووك ياقلبـي ههههههههههه
ثبتها الوليد قبل مايطيحون مع بعـض وظحك معها الله يبارك فيك..وش هألأستقبال الحار !؟
ابتعدت عنه كم خطوه وسكتت وهي تشوفه يناظرها بحب ويتأمل التيشرت اللي كان وسيع عليها بشكل مضحك..
رمـى شنطته الرياضيـه بألأرض وابعد شعره اللي عرق بوجهه وقرب منها لا..على كذا تستاهلين اكثــر..
ابتعدت عنه شوي وهي خايفه بردة فعله.. وش بتسوي يامجنون..
مارد عليها وقرب اكثر..
ناظرت حولها ورجعت تناظره وليد..احنا مو بغرفتنا!
الوليد ادري..قربــي مالت عليك انا زوجــك..وسرع لها ورفعها من الأرض..
جمانه صارت تصرخ بدون ماتشعر لاااااااا الوليد ههههه حرام عليك بطيحهههههههه تكفى الوليد نزلنــيييي
٭•٭•٭•٭
كانت تشكر هألأنسانه اللي اهدتها كنـز لايمكـن تقارنـه ولو بكنوز هالدنيــا اجمعها
مركـز خديجـه بنت خوليد
هذا هو الكنـز الثمين..
من اول ماانفتـح بحيهم قررت تسجـل فيه بعد الحاح فجـر واختها سماح الطويـل..
و قررت تزوره اول يـوم وتاخذ فكره عن الأوضاع اذا عجبتها اول لا!
وفعلا زارتـه وكانت المعجزه ..شعرت من اول ماعتبت رجلها بابه برهبـه وعظمـه تجذبهـا لهالمركز المتواضـع..
نـاظرت القاعات والوجوه الطيبه والصبـوحه وهي غرقانه بالتفكيـر وش اللي جذبهـا بهالمركز..وش اللي طلعها من قوقعتها وحزنها المدفون..!وش اللي هنا ومو موجود باعالم الخارجي!؟
وش سرّ هألأنجذاب والراحـه والطمأنينه اللي كانت تلفهـا وتسكنها..!
قررت تسجـل بحلقـه من ذوي عمرها..واندمجـت على طول وماحست بنفسها الا وهي تاخذ وتعطي مع البنات ومشرفة الحلقه بسلاسه ورحابة صدر وكأنها سميه ثانيه..جديده بروح نقيه وطاهره عرفت طريقهـا..بوجه منـور مغمور ومتشبع بعلامات ألأيمــان..
كل وحدتها اللي كانت تشعر فيها انتهت..واحزانها وهمومها لاشعوريا انمحت وهي قريبه من ربها وكلامه المحفوظ بكتابه..وهذه اليوم بكل عز و فخـر تحفظ نص القرآن بوقت خيالي ممكن تقابل فيها ربها بكل رضى وراحـه..
سميه اليوم عرفت طريقها اللي نوره الله لها..سميه اصبحت افضـل واطهـر واكمل وما للكمال الا للوجهه..
لكن اليوم كان غيـر بالنسبه لهــا..
اليوم كانت ذكـرى اليمـه وتعصـر القلب ومهما حاولت تنستى بتظل هي الذكرى المعذبه والمميته ونقطة تحول اليمه كانت بحياتها..
اليوم ذكـرى طلاقهــا..وماأصعبها من كلمه بحـقها..اليوم تنعـاد شريط الذكريات المجروحـه بكل قساوه والم..
لكن هذه الدنيــا...ماتصفـى لك دوم..
والعبد المحظوظ هو اللي يبتلى بدنياه الفانيه ويأجـر..
فتحــت قرأنها اللي اصبح قرينها وخليلها وهي تجاهد وتصبر نفسها بهالكلمات وتطمئن قلبها المهموم بكلام ربها الشافي...فتحت على سوره بشكـل عشوائي وطاحت عينها على آيه بسورة البقـره جمدت الدم بوجهها وارغمت جسدها يهتـز من عظم الآيه.. عرفت انه الله معا بالسراء والضراء وبلحظة ضعفهـا ولجوئها له..عرفت انه الله حق بذيك اللحظه..عرفت انه الله مايخب ظـن عباده..والدعاء هو الملجأ والراحـه..
وكانت الآيه الكريمه تقول
(واذا سألك عبادي عني فاني قريـب اجيب دعوى الداعي اذا دعاني )سورة البقره آيه 186
الله اكبـر..
الله اكبــر..
هذا لسان سميه اللي نطـق..فسبحان الله جلّ جلاله..
٭•٭•٭•٭
واقفـه وتنـاظر السماء اللي حاجبتها الغيـوم الرماديـه بشكل يرغمـك انك تسبحّ وتتأمـل هالمخلوقات اللي لها ألأثر الكبيـر على النفس..
اغلقت ستايـر غرفتهـا بعد تأملها الطويـل والمريح للنفس وتركـت الهـواء يهـب على ارجائها
جلسـت على كرسي التسريحـه ونزلت ايدها لمكان البروش وخذته بمللّ وهي تنـاظر بشعرهـا اللي كل ماله ويطـول ويتعبهـا..
فكـرت تقول لطلال انها لازم تقصه..لازم تتجرأ وتنتهي من خجلها اللي يعذب طلال
..بس هي يعجبها الشعر الطويـل وماتتخيل لو تقصـه..
لكنها خلاص ملـت وطفشـت..وماراح تتردد ابدا في قصـه..
ظلـت تسرح شعـرها بتمهـل ولمن خذت الكلبـس انتبهت على علبـه فضيـه طويلـه ولامعـه
وانرسمت الأبتسامه على شفاتهـا وهي تعصر مخها وش مناسبة الهديه اليوم!؟؟
دراسه وخلصـتها وجميع الهدايـا اللي من طلال لازالت محفوظـه عندهـا وكل ماشفتهم تبكـي على عواطفهـا اللي ماقدرت تستحمـل هالحب الكبيـر..مسكتها وحطتها بحضنهـا وماحسـت الا بأيدين حانيه على اكتافها وانفاس حاره قريبه من اذنها وعرفته على طـول ووعدت نفسها انها تتجرأ اليوم لأنه ولد الناس مرده وبيجي يوم وبيطفش من هالخجل المستمر والغريب..
طلال تنتظريني عشان افتحهـا..!
غمضت عيونها وهي تسب عمرها وتقول الى متى راوين؟ لا..بس.. سكتت
طلال كان خايف يضحـك ويحرجها اكثر..قرب منها اكثر وهو بعد يعاني من جرأته اللي كل مالها وتزيد يوم عن يوم اوكـي نفتحها سوى..
حط ايده فوق ايدها وحس برجفتها وهو يلمس عروقها اللي من
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك