رواية الليالي الطويله -13
الوداع وصل محمد مع زوجته من شهر العسل واستقروا في جناحهم الذي اهتم به فيصل وجدده في
فتره قياسية باشراف جده ابو محمد على العمال الذي كان لايدعهم يغادرون حتى ينهون
اعمالهم..كان يقف على ايديهم وهو شي لم يتعودوه مع زبائنهم ولكن ابومحمد غييييير .
اما امنه فكان حفل عرسها ليلة من الف ليلة دخلت القاعة على انغام زفة احلام والفتيات كانوا
حولها كالفراشات الملونة بفساتينهم الراقية والوانها المنّوعة وعقود الالماس ...انتظروا الى ان
انتهت الزفة ووصلت الى المسرح ...وقفت لدقائق لتُتيح الفرصة للمصورة لالتقاط الصور
جلست بعد ان تعبت ..وقفت صديقاتها بجانبها للتصوير ثم اقاربها ثم مريم ومناير ايضاً . كان
اهم يوم في حياتها كانت احلام سعيدة بمشاركة المدعوات الغناء والتصفيق حتى تم تقديم
العشاء ثم حضور المعرس الدي زفته احلام ايضاً بأغنية جميلة .... الكل كان سعيد حتى يوسف
عندما دخل مع مبارك وصور معهم,, كانت انظار مناير مركزه عليه منذ دخل والى ان خرج مثل
كل من كان في القاعة ...لكن نظرات مناير كانت مختلفة ...كانت تفكر باشياء واشياء لم
يتوقف عقلها عن التفكير وهي تتبعه بنظراتها ...تتذكر خجله عندما اسقطت عليه بقايا الشاي
وكتمانه الامر...ودفاعه عنها عندما هاجمها اللص ...وايضاً عدم ذكره الموضوع لأهلها كما
هددها....وخوفه عليها وهو يصرخ في وجهها...ومحاولته تصحيح الموضوع بطريقة
غريبة...وخوفه عليه ايضاً عندما مرضت كما اخبرتها امنه...كم هو حساس هذا الرجل...انه
لايشبه اي احد في عائلتها...اللهم الا جدها قليلاً كان لديه نفس الحنان والاهتمام بالاخرين
وربما عدم اظهار مشاعره للاخرين ...بدا سعيداً لسعادة شقيقته...وايضاً وسيماً عندما
ابتسم...كانت مناير واقفة مع الفتيات بجانب حائط القاعه وهي متغطية ولاحظت انه عندما وقف
للتصوير كان ينقل بصره الى كل الاتجاهات كأنه يبحث عن أحد ...ربما يبحث عنها...يا ترى
هل هي مدعوه؟؟؟ تمنت ان تراها لتعرف شكلها....انها لاتعرف كم هي غبية لأنها
رفضته..جميع من في القاعة كان ينظر اليه الفتيات يتمنونه زوجاً والامهات يتمنونه لبناتهم
زوجاً ايضاً ...
طالت السهرة الى مابعد منتصف الليل وطبعاً كان ابومحمد ينتظرهم خارج المنزل على كرسي
ممسكاً بعصاه وما ان نزلوا من السيارة حتى اخذ يهز عصاه تجاههم موشكاً ان يصيبهم وهو
يقول: جان ماجيتو...مُهب عرس ذا اللي تسهرون له للفجر كن ماوراكم بيت ولا اهل....ارجعوا
مكان ماجيتوا ...
اخذت ام محمد تهدئه وهي تقول : تعوذ من ابليس يابومحمد ...الحريم للحين هناك يوم نطلع
توالناس...
ابومحمد : اي تو الناس ...اقولج الفجر بيذن الحين تقولين الحريم للحين قاعدين...هذيلا مالهم
والي ...تبغون تسيرون مثلهم!!!
تقدمت مناير وقبلت رأس جدها وهو يحاول ان يدفعها عنه ولكنها حضنته ايضاً وأخذت تقبله
في كل مكان وهي تقول: اخر مره خلاص حبيبي يله عاد تعال ندخل وبقولك عن المزايين اللي
شفتهم .
هدأ ابومحمد قليلاً وقال بهدوء : مزايين !!! والله ...يله تعالي وراي...
لحقت مناير بجدها للداخل وجدتها خلفهم تهز رأسها وتقول : تكبر وتدمر يالشيبه....قال مزايين
قال ...معليه يا مسودة الويه يامنور ....
مرت الايام وحلت السنة الميلادية الجديدة وعاد عبدالله الى البلاد في اجازة ...وذات مساء زار
منزل خاله سعود بصحبة اخواته العنود والجوهرة ودعاه خاله لتناول العشاء معه..وقبل ان
يشاركه التفت الى مناير وهو يبتسم وقال: قومي جيبي لي ماي وصابون اغسل ايدي
عيزان...مافيني شده.
رفعت مناير حاجبها الايمن وهي تقول: خدامة ابوك السيلانية انا !!! صبر بنادي سوبا لك..
نادت سوبا له ولكنه اصر عليها: منور قومي انتي وجيبي لي الماي احسن لج والا ...
مناير: والا !!! تهدد بعد ...المعاش وقصه ...والا اقول لك هذول خواتك طرشهم ....
عبدالله : احمدي ربج ان ابوج مايسمع والا ياويلج ...وبعدين انا آمر عليج ...كيفي ( ووضع
اصبعه على جانب رأسه )
مصمصت شفاتها وغادرت المكان وتبعتها العنود والجوهره وهم يضحكون..
في اليوم التالي كانت مع جدها يشاهدون الاخبار المسائية عندما انضم لهم عبدالله وبعد السلام
التفت الى جده وقال : يبه ترا انا احل مناير مني ....لين جاها رجال فيه خير وهي رضت
قربوه ...لاتردونه .
ابومحمد : لعبه السالفة عندك !!!!! الا انا محيرها الا انا احلها وقربو لها اي رجال ...
عبدالله : يبه ...مناير عزيزه وغاليه علي وانت تعرف ...بس انا مافكر في الزواج الحين باقي
سنين للدراسة وسنين لين استقر في شغلي ...اذا لقيت شغل عدل ...وحرام اربطها معاي كل
هالسنين..وبعدين ...تذكر يوم جاووها هل بوظبي شلون تكدرت من الموضوع وكدرك هو اللي
خلاني اسوي جذيه ...ريحتك وريحتها ...وحليت لكم المشكلة ...هذي جزاي!!!
الجد بعد ان فكر : لا والله ياولدي ..كلامك ماعليه غبار ....
كانت مناير تستمع وكأنهم يتحدثون عن احداً اخر حتى اكمل جدها كلامه فقالت : ممكن اتكلم .
نظر اليها الاثنان وانتبها الى وجودها.
مناير: انا طبعاً اشكرك على هالتصرف الشهم بس انا لي طلب ....مابغي حد يعرف عن
هالموضوع ....على الاقل مش اللحين ...ابغي ادرس انا......
هز جدها رأسه وعبدالله ابتسم وقال : اخاف تبغيني ومستحيه .
الجد: انجعم وعن هالكلام الماصخ ...
خرج عبدالله وهو يضحك وتركهم محتارين كما تركهم اخر مره في لندن..انه بكل
بساطة..عبدالله.
تم تحديد زواج فيصل ومريم في عطلة الربيع في بداية شهر فبراير في نفس الفندق الذي
تزوجت فيه اخت يوسف والذي حجز له القاعتين مع خصم خاص له... علم الجميع بالامر عند
اجتماعهم يوم الخميس ...اعلنت الخبر السعيد ام محمد ...زغردت ليلى للخبر مما اخجل مريم.
مضت الشهور وانشغل الجميع بحياتهم ...ليلى ومنذ عودتها من شهر العسل اصبحت مرافقة
للجده في كل مكان ...لم تكن لتدعها تفعل اي شي وهو موجوده ..كانت تتصرف في مواضيع
الشغالين ثم تخبرها ودائماً ماتتفاجأ ام محمد بردود فعلها .. وزاد اعجابها بعقلها الراجح...حتى
عندما مرضت ام محمد ذات يوم اصطحبتها ليلى للمستشفى وبقت معها حتى تحسنت..اصبحت
ام محمد لاتستغني عن ليلى ولا عن رأيها مما جعل لطيفة تغار من تقاربهم..محمد عاد لعمله
ولكنه كان يحاول ان يبكر في العوده ظهر كل يوم ليمضي بعض الوقت مع ليلى قبل ان يعود
لعمله في المساء ...
يوسف اصبح وحيداً بعد زواج اخته ..مع انها لم تتركه هي وزوجها مبارك اغلب الاوقات ولكن
في اخر الليل يفضى المنزل عليه وحده...كانت الوحده قاسية عليه ..كان يتمنى ان تملأها امرأة
واحده فقط ...امرأة انتظرها طوال عمره ...لكنها لم تكن من نصيبه ...
فيصل اصبح شغله الشاغل حفل الزواج كان يقضي اغلب الوقت في اتصالات مستمرة مع الفرق
الشعبيه للرجال والنساء ...كان يمر على بيت عمه في بعض الامسيات ليسأل مريم عن بعض
الاشياء الخاصة بالحفل او عن التجديدات التي تتم في جناحه ....في احدى الليالي وهو وحده
في غرفة النوم يفرز اغراضه التي في ادراجه ليضع الذي يريده في صناديق للحفظ ويتخلص
من الذي لايريده ....وجد صورة له مع فتاة جميلة شعرها اشقر مصبوغ وتلبس بنطال جينز
وقميص ضيق مناسب وتضع يدها حوله بحميميه واضحه ...لاح بعض الحزن على وجهه واخذ
يشاهد باقي الصور التي تشكل مرحلة في حياته في سان فرانسيسكو والتي شغلت ( منى )
السنة الاخيرة له هناك ...مزّق جميع الصور ورماها في سلة المهملات وبعد ان انتهى جلس
على الكنبة وشغّل التلفاز وأخذ يقلب المحطات ولكن الذكريات استولت على تفكيره .....
مناير كانت تقضي اغلب يومها في الجامعة وعندما تعود تكون متعبه تزور جديها كل مساء
لدقائق معدوده قبل ان تعود لغرفتها اما للدراسة واما لاكمال بحث واما للنوم..كانت ايامها ممله
مضغوطة وبدون حياة ...كانت تعلّق ورقة على الباب لسوبا تكتب فيها وقت ايقاظها واذا كانت
المحاضرة الاولى تكتب الساعة 7 صباحاً وتوقظها حسب الورقة ولكن لاحياة لمن تنادي
وتوقظها بعد ساعة ولا فائدة ايضاً وهكذا حتى الساعة 11 ... قررت ان لا تسجل في
المحاضرات التي في الفجر ( حسب كلامها )..
مريم كانت مشغوله في اكمال تجهيزاتها والتي كانت بسيطه فقد اشترت اغلب احتاجاتها من
اوروبا في الصيف حتى فستان الزفاف ....لم تعمل الى الان حسب طلب فيصل ان تأخذ فرصة
سنة لترى كيف تكون الحياة الزوجية بتفرغها كزوجة ....
ابومحمد كان مشغول مع العمال في جناح فيصل حتى يكملوا عملهم وياويلهم ان اخطأوا في
عمل ما كانت العصا من نصيبهم كالاطفال تماماً ...يجرون خارج الجناح ليتصلوا في فيصل
يشكون جده له وهو يهدئهم ويصبرهم ...
بدأ العد التنازلي لزفاف مريم وفيصل الاستعدادات لدى العائلة بلغت اوجها عبدالله وعيسى اخذا
اجازة من جامعاتهما وعادوا للبلاد كان باقي عن اليوم المنشود يومين ...وفي المساء وقبل
صلاة العشاء كان عبدالله جالس مع امه واختاه يحدثهم عن حياته ومغامراته في الجامعة,
عندما تلقى اتصال من صديقة جاسم الذي دعاه للخروج معه على ظهر دراجتة النارية الجديدة.
رفض عبدالله فقد كان متعباً ويرغب بالجلوس في المنزل مع اهله عندها الح عليه كثيراً
..وحتى عندما اخبره انه يرتدي جلباب البيت ولا يقدر ان يصعد ليبدله ...قال له انهم سيأخذون
جولة قصيرة في المنطقة فلا لزوم للتبديل..رضخ لالحاحه واخبر اهله بأنه سيخرج مع صديقة
في الجوار لدقائق قليلة .
كان جاسم يرتدي الخوذه ولم تكن لديه واحدة اخرى لعبدالله ولكنه ركب خلفه وقادها بثقة وقوة
وفرحاً بها ....احس عبدالله بالهواء العليل يلمس وجهه واخذ يفكر في بحثة الذي اوقفة الى ان
يحضر حفل الزفاف والامتحانات القريبة ...ولكنه الان سعيد ولا يرغب بتخريب سعادته بهذه
الافكار...لاحظ ان جاسم خرج للشارع العام ...للطريق السريع صرخ في اذنه.: الله يفشلك
الناس كلهم بيشوفوني بالجلابية ....ارجع الفريج الحين...
كان جاسم يقود بسرعة عاليه اراد ان يلف ويأخذ الطريق الجانبي ليعود واذا بسيارة غيّر
صاحبها رأيه واراد ان لا يخرج من الطريق الجانبي ...ونظراً للسرعة العالية لجاسم دخل
فيها..لم يستطع ان يستخدم الفرامل بشكل صحيح ...وفي ثانية ارتطم جاسم بجسده في السيارة
وطار عبدالله من على الدراجة ليسقط بعيداً على الشارع في قوة هشمت جسده..ارتطم رأسه
بالاسفلت وظهر صوتاً بشعاً يكاد يسمعه الماره...حضرت سيارة الاسعاف واقلتهم
للطوارىء...وتم ابلاغ اهاليهم ...عندما وصل اباه الى المستشفى سأل عن مكان ابنه وهو
هَلِع..دلوه على مكانه ...دخل الى الغرفة ليشاهد ابنه وهو مُسجى على السرير الابيض مغطى
بملحف خفيف ورأسة مضمد وانابيب مختلفة الاشكال والاحجام في فمة ويده ورأسه ...امسك
بجبهته يمسحها وهو يردد : لاحول ولا قوه الا بالله ...لا حول ولا قوة الا بالله .....لقد كانت
صدمته في فَلذةِ كبده قويه...قال له الطبيب انهم لايعرفون مدى التلف الذي اصاب جسده
للأن...سينتظرون الى ان تتجمع لديهم الصور الطبقية وصور الاشعة وذلك خلال اقل من
ساعة..بعد ساعتين كانت العائلة بأجمعها في المستشفى البكاء كان ملفت للنظر الى ان نهرهم
فيصل : ( بسكم اللي يبغي يصيح يروح الاستراحة والا يرجع البيت احسن ...مب زين الرجال
يسمع صياحكم بروحه في حاله مايعلم فيها الا الله...ياتمسكون نفسكم مثلنا وتدعون له بالشفاء
والا مابغي اشوفكم هنيه....) حاولوا ان ينفذوا كلامه ...خف النحيب والبكاء وعلا الدعاء لرب
العالمين ...امه واخواته لم يصدقوا ان هذا هو عبدالله الذي كان يضحك معهم منذ سويعات
قليلة...مناير لم تصدق ان عبدالله هو النائم امامها ...عبدالله الشهم ...عبدالله الذي لم يغضب
احداً في حياته ....عبدالله الذي كان يحل اكبر المشاكل بابسط الحلول....عبدالله الفرح المليء
بالحيوية والحياة ...صاحب الخطط المستقبلية الكبيرة....لم تنزل لها دمعة واحدة ...كانت في
مرحلة الصدمة ...تظن انها تحلم والذي تعيشه الان هو غير حقيقي ستستيقظ وينتهي هذا
الكابوس..
تبين لاحقاً أن اصابة رأسه كانت بليغة جراء السقطة على الاسفلت ..اخبرهم الطبيب انه بين
يدي الله وانهم يجب ان يكثروا من الدعاء والصلاة...صديقه جاسم لم يصب الا برضوض
بسيطه وسُرحَ من المستشفى ...حاول ان يتطمن على حالة صاحبه ولكن فيصل نصحه
بالانصراف لأنه لا يظمن ردة فعل اي فرد من العائلة في صباح اليوم التالي وعندما وصلت
مناير للمستشفى لم تجد الا عمتها تجلس بجانب ابنها تقرأ القرأن وهناك جهاز صغير يذيع
القرأن بصوت مقريء من الحرم المكي...قالت مناير لعمتها: عموه ...روحي البيت ارتاحي
شوي انتي من البارحة هنيه...انا بقعد مكانج لين تجين ...
لولوه: مابغي ارقد...مافي راسي النوده ....ماقدر اخليه...
مناير: انزين بس روحي تسبحي وغيري ثيباج وارجعي ...لا تخافين انا هنيه
بعد جهد جهيد وافقت وذهبت..اخذت مناير مكانها ....لقد قضت ليلها كله تصلي لربها وتدعي
لعبدالله بالشفاء ...ومن سذاجتها توقعت ان الله سيستجيب لدعائها وعندما تدخل غرفته ستجده
في وعيه ويكلمها...واكتأبت حين وجدته كما تركته البارحه..
نشر خالد اعلان في الجرائد الثلاث عن تأجيل حفل زفاف فيصل ومريم لظروف قاهره...استمر
وضع عبدالله بنفس الوضع الى ان تدهورت حالته في اليوم الخامس ... حاولوا انقاذه لكنه ترك
الدنيا بهدوء كعادته ...بدون ان يثير أي جلبة ...
عم الحزن بيت ابو محمد كان عزاء الرجال في مجلسه وعزاء النساء في منزل الفقيد كما ذُكر
في الجرائد... مناير كانت جالسة في مجلس تتلقى العزاء مع باقي العائلة والقرأن صاحبها
طوال اليوم وان توقفت عن القراءة القت نظرة عامة على النساء الجالسات...كانت الاناقة
واضحة عليهم احدث تصاميم العبائات , ارقى حقائب اليد , خواتم الالماس ... جلسوا يتحدثون
مع بعضهم البعض في اي شيء الا التهوين على اهل الميت ...كانوا كأنهم في حفل عشاء
وليس في مجلس عزاء وهي للان متماسكة لا تبكي...امها لاتلبث تراقبها ...ترأف لحالها
...انها لاتأكل تشرب الماء والشاي بالحليب فقط...انه اليوم الثالث وهي ترفض الطعام وكل ما
قربوا لها طعام ركضت للحمام لتستفرغ حتى يئسوا منها ...صعدت للأعلى الى غرفة العنود
والجوهره ارتمت على سرير الجوهره بعباءتها محتضنة القرأن مسمرة نظرها على
الحائط...تتذكر كل مواقف عبدالله معها منذ ان كانوا اطفالاً صغاراً مرت عليها الذكريات
كشريط سينمائي طويل ليس له نهايه ....
دخلت الجوهره عليها وهي على هذه الحاله وزاد بكاءها عليها وقالت : تعوذي من ابليس
ياحبيبتي ...لاتكتمين في قلبج كلنا طلعنا الحزن الا انتي ....هونيها وتهون....
مناير وهي تنهض : وديني غرفته
الجوهره: شنو!!! ليش؟؟
مناير خرجت من الغرفة تبعتها الجوهره وهي تجري وفتحت باب غرفة عبدالله ...كانت مرتبه
اللهم الا السرير ...واضح ان احداً استلقى عليه مؤخراً...توجهت لمكتبه...جلست على الكرسي
واخذت تتصفح بعض الدفاتر التي كان يستخدمها في كتابة الخط ....كان خطه رائع يخط
بالرقعه والكوفي ...اخذت تتصفح احداها حتى عثرت على صفحة كتبها بخط قلم اسود عريض
كانت قصيدة للامير دايم السيف خالد الفيصل
وداع يا نفس
وداع يانفسٍ قدر قدرها دعاها
تنـازعت والمــوت ماعنه مـردود
تشبثت بحبال زخرف حيــــاها
تبـــي نهارٍ زود واليــوم الموعود
تسلّلت مثل الهوا من خفـــاها
عجزت تقضب في ذرى يابس العود
تبخرت روحي من حياض ماها
يتلهـــــا نــزّاع الارواح بركـــــود
بالهون يانزّاع روحي تراهــا
باقي عـــذاب ايّام بيضٍ على ســود
ما ان اكملت قراءة الابيات حتى انهارت ....اخذت تبكي وتبكي وهي تقول : كان قلبه
حاس..كان قلبه حاس ...
انهمرت دموع الليالي السابقة كلها حضنتها الجوهره وبكت معها ....
بعد شهرين
عادت الحياة في بيت عائلة ابومحمد الى طبيعتها كالسابق ...الشيء الوحيد الذي تغير هو تردد
عيسى على الدوحة اكثر من السابق ..وتقريباً كل نهاية اسبوع ...اصبح يتردد اكثر على منزل
جده ...تغيرت شخصيتة كثيراً بعد وفاة اخيه ...اصبح اقل قسوة مع عائلته..احس ان من
واجبه ان يعوضهم جميعاً عن فقدانهم لحبيبهم ...
انتهى الجزء بحمد الله وفضله
الشوق
تم اعادة تحديد موعد حفل زفاف فيصل الى ان يجدوا حجز جديد في الشيراتون في خلال
الشهرين القادمين ..وكلم فيصل يوسف لأعادة حجز القاعتين ...ووجد لهم حجز بعد اربعين يوم
وفي يوم خميس اخبر فيصل مريم بالتاريخ واخبر جدته ...فرحت جدته لأن الوقت حان ليحل
الفرح مكان الحزن في حياتهم ...
استمرت الحياة على نفس الوتيره بالنسبة لعائلة ابومحمد ويوسف عاد له الامل في ان يخطب
مناير كما قالت له امنه ذات يوم : خلني اروح اخطبها لك ..
يوسف : الحين مش وقته العالم توهم طالعين من الحزن... ماعندنا احساس احنا!!!!..ويمكن
لاهيين بعرس فيصل ... بس تدرين ؟؟انا اقول زوريهم وجسّي نبضها احسن ...جان شفتي ان
الموضوع عادي ...بنتوكل على الله ..
امنه : اوكي ...انا بروح لهم بعد كم يوم عشان اساعد مريم وبفتح الموضوع..
بعد كم يوم وكان عصر يوم الجمعه ذهبت امنه الى بيت مريم واخذوا يستعرضون الحفل ا
لمرتقب وامنه تبدي ارائها تجاه بعض الاشياء وانتهزت فرصة خروج مريم لأمها ففتحت
الموضوع مع مناير: وانتي ياحظي؟؟؟ متى بتنظمين حقنا؟؟؟
ابتسمت مناير: انا !!! تو الناس....ابغي اخلص دراستي قبل..
امنه: ليش؟؟ وانتي ماتقدرين توفقين بين دراستج وبيتج؟؟
مناير: وانا شاالله حادني ...وبعدين تكلمين جنه المعرس ورا الباب..
امنه : ماتدرين؟؟؟ يوم ادخل بيتكم شفته ورا الباب .
مناير:هاهاها.... ظريفة
امنه: لا من صجي انا ...انت تدرين ان اخوي يوسف يبغيج من زمان بس رده عبدالله يوم
حيرج ....يعلم الله شكثر عانى مسكين ...واخوي ترى ماعليه كلام ...ترى انا ماامدحه لأنه
اخوي ...بس هو بالنسبة لغيره ....يعجبج...
كانت امنه تتحدث ومناير تتأملها فاغرة فاها ....وعقلها كالعادة في هذه المواقف يعمل بكل
طاقته ليستوعب الموقف ...واكملت امنه : يوسف ماراح يلاقي احسن منج زوجه..وبعدين
فكري فيها ..اذا وافقتي ...بتاخذين واحد مزيون ..غني...طيب...ويحبج...وماعنده حد في
البيت بروحج انتي وهو ....هاه شقلتي؟؟؟
مناير: والله ماعرف شقولج....انتي فاجئتيني ...عطيني فرصة افكر..وارجوج لا تضغطين
علي...الحين احنا مشغولين بعرس مريم ...يصير خير ...خنخلص منه وبعدين نشوف
هالسالفه...
امنه : بلللللللللللللللللللللل بنطر لين تعرس مريم ...
مناير: انا قلتلج اني مافكر في الزواج الحين وابغي اكمل دراستي ...بس انا عندي اقتراح ...اذا
مستعجلين شوفولكم وحده غيري....انا ماحب حد يضغط علي في مسأله مثل هذي..
يتبع ,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك